تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(من مواقف عبدالله بن صوفان النابلسي مع الامراء)]

ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[24 - 02 - 09, 12:18 ص]ـ

لما كان الشيخ عبدالله بن صوفان الحنبلي رحمه الله حج حجته الثانيه، طلبه أمير مكة حضرة الشريف عون الرفيق، و كان محبا لمذهب العجم، يقرب علمآهم شديدا على علماء السنة، و ذالك في آخر أيام التشريق بواسطة مفتى الحنابلة في مكة و حضرة الفاضل الشيخ عبدالغني اللبدي الحنبلي رحمه الله، فتوجهوا عنده في داره، و دخلوا عليه، فأكرم نزلهم ثم جعل معظم التفاته الى الشيخ عبدالله رحمه الله،

فقال له: كم العمر يا سيدنا؟

فقال له: تجاوزت معترك المنايا

فأعجبه (أي الأمير) حسن الجواب و تبسم و قال من تجاوز معترك المنايا لا يهاب الموت، و هذا يدل على فطانة الأمير و فضله، و من ثم عرض على الشيخ أن يوليه قضاء نجد، فاستعفاه رحمه الله، و قال له أنا هجرت العيال و الأوطان، و فارقت الأحباب و الخلان لنشر العلم و قراءة الحديث عند الأعتاب النبوية في حرم جدك صلى الله عليه و سلم.

فبينما هم على ذالك اذ دخل عليهم رجل محرم، و جلس على جهة الأمير دون اذن، فالتفت اليه الشيخ رحمه الله و قال: مالى أراك الى الآن محرما و قد لبس الناس ثيابهم؟

فقال العجمي: (أنا آليت على نفسي ألا يلبسني الا سيدي بيده)، و أشار بيده الى الشريف.

و كان هذا الرجل العجمي ولي عهد الشاه ملك العجم، ثم جعل العجمي يتكلم بمقالات الشيعة و يرفع صوته، يقول: (خطبة يوم الرجيع دلالتها قطعية على أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب، و لكن الناس ظلموه، و يعني أبا بكر و عمر و بقية الصحابة رضوان الله عليهم، و كان المجلس حافلا من العلماء و الأشراف و الجميع مطرق رأسه خشية من الأمير، فابتدر لجوابه الشيخ عبدالله رحمه الله تعالى، و قال للأمير أتأذن لي أن أتكلم مع هذا الرجل المجاور؟

فقال الامير: لا بأس

تكلم و تبسم فقال عفى الله عنه مجيبا للعجمي: صح أنه ورد عن سيدنا على رضي الله عنه و كرم وجهه أنه قال: (يهلك فينا أهل البيت رجلان، محب مفرط يقرظنا بما ليس فينا، و مبغض مفرط يحمله شنئاننا على أن يبهتنا).

فتهلل وجه الأمير سرورا من جواب الشيخ رحمه الله

و قال الامير للشيخ من هو الذي هلك في معادات أهل بيت الرسول صلى الله عليه و سلم؟

فقال الشيخ: يزيد الخبيث و أعوانه عادى أهل البيت فأهلكه الله.

ثم قال الامير: من الذي هلك في حب أهل البيت

فقال الشيخ رحمه الله: (هذا و شيعته) و أشار الى الأعجمي.

و قال الامير: كيف يهلكون و هم أحباب بيت النبوة؟

فقال الشيخ: لأنهم أفرطوا في حبهم و تعالوا في تعظيمهم، ألا ترى أن المسيحين لما أفرطوا في حب عيسى و وضعوه في غير منزلته فجعلوه الها فأهلكهم الله.

فقال الأمير للشيخ: لا يا سيدنا بل هؤلاء توسطوا (و كررها الامير).

فقال الشيخ رحمه الله: لا و الله بل جاوزوه الحد بمراحل.

فبهت الأعجمي و أطرق رأسه و لم يستطع الجواب، ثم انفض المجلس و أمر الأمير للشيخ رحمه الله بجائزة، و لم يصب الامير الشيخ بأذى، و كان من عادة الأمير أن يتعامل مع العلماء بشدة اذا خالفوه.

نسأل الله أن يرحم الشيخ و أن يسكنه فسيح الجنان

ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[02 - 05 - 09, 01:12 ص]ـ

اخواني هل من قصة مشابهة لهذه القصة!!!!

ـ[يحيى الأول]ــــــــ[24 - 08 - 09, 07:26 ص]ـ

هناك له رحلة هل طبعت؟

ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:43 م]ـ

الرحلة الحجازية تتكون من جزئين ......

اما عن الجزء الأول فقد طبع فمصر في المطبعة الرضوية، و قد أعاد احفاد الشيخ عبدالله طباعتها تصويرا منذ اربعة عشر عاما، و هم الاخوة (بها زهير يوسف صوفان و شقيقه مكارم) ....

فجزاهم الله خيرا

و أما الجزء الثاني فهو مخطوط، و قد حصلت على نسخة منها، و يتم الاشتغال عليها الآن، و يسعى في ذالك الاستاذ عيسى القدومي حفظه الله .......

و يعمل الاستاذ الفاضل عيسى القدومي على تحقيق الكتابين لاخراجهما في طبعة واحدة ...... يسر الله طبعهما

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير