يحملون عشرين سيفا
عيونهم فيها صورة الموت
دماؤهم فيها الوباء
يريدون أن يأخذوها حية
من أجل متعة همجية
اهربى يا لينا، اهربى، اهربى
اركضى، فمن الممكن أن تنقذى
............
يسمع صوت رصاصة باردة
ويسقط جسدها الممشوق.
هناك قصيدة نلمح فيها نزعة عنصرية, الشاعر هنا لا يروق له أن يرى غرناطة وقد احتلها المغاربة السود:
"إعادة احتلال غرناطة"
(بلا إى بليران، سبتمبر 1936)
آه يا غرناطة، من يمكن أن يراك
ليس بنو سراج
هم الذين يحتلونك
نهر من الدم الثخين؟
يجرى فى شوارعك الضيقة
فتتشح بيوتك البيضاء
بالحزن والكراهية
أدى اشتراك عدد كبير من المغاربة المسلمين فى الحرب إلى وفاة الكثيرين، مما استدعى أن تخصص مقبرة لهم. القصيدة التالية ينفر صاحبها من وجود المغربى حتى وإن كان ميتا، لأن هذا المغربى كان فى حياته يتصف بالوحشية:
"مقبرة المسلمين"
(فالنسيا، سبتمبر 1937، مجهولة المؤلف)
أيتها الفراشة السوداء
عودى إلى محبسك
عودى أيتها الفراشة السوداء
واتركى الموتى
الحديقة مليئة
بقبور بيضاء
ذكرى لمن كانوا يعيشون
.........
لا تقضى مضجع
من أجبرهم جبروتك على الصمت
القصيدة التالية تصور جانبا آخر من واقع الحرب الأهلية الإسبانية: ليس كل المسلمين الذين اشتركوا فى الحرب إلى جانب فرانكو سواء. نعم هناك المتطوع الذى يؤيد المتمرد، لكن هناك المغلوب على أمره والمخدوع. نلحظ هنا أن الشاعر يفرق بين الشخصين: الأول "مورو"، أما الثانى فهو "مسلم":
"قصيدة عن المسلمين"
(فالنسيا 1937، مجهولة المؤلف)
عد إلى إفريقيا أيها المورو
ففى أرجاء إسبانيا
لن تجد إلا حتفك
دون جدوى، ودون أجر.
قادة حمقى
نواياهم سيئة
وعودهم سراب
جاءوا بك إلى إسبانيا.
إسبانيا تحارب ببسالة
من أجل حريتها
والمسلمون الشجعان
يجب أن يساعدوها
....
عد إلى بلادك أيها المورو
وأرق دماءك الزكية
من أجل تحريرها
من الكلاب ومن الجبناء
ومن المستغلين الأشرار
الذين يستنزفون ثرواتك
ويعيشون من خيراتك
ويكافئونك بالموت
.........
لا تقبل وعودا كاذبة
بمنحك أرضا وأجورا
فهؤلاء القادة الفاشيون
لم يفوا بوعد أبدا
"المسلم المخدوع"
(إيميليو برادوس، نوفمبر 1936)
عد إلى إفريقيا أيها المسلم
فإسبانيا لا تناسبك
.....
عد إلى إفريقيا أيها المسلم
عد بسرعة، ارحل
النقود التى أعطوك إياها
أوراق مزيفة،
ووعودهم خداع
تهدد حياتك.
إنهم يخدعونك يا أخى
.....
عد إلى إفريقيا أيها المسلم
لكن لا تترك سلاحك
.....
عد إلى بلادك وحارب
ضد الكفار الكلاب
ليس من العدل أن تترك بلادك
وحيدة ليس بها إلا الضعفاء
بينما تدافع عن أعدائك
دون أن تدرى
لم تنقطع النداءات إلى المسلم لكى يتخلى عن فرانكو وينضم إلى الجمهوريين. القصيدة التالية تصور لنا كيف أن أحد الجنود استجاب للنداء
"المسلم الهارب"
(أنطونيو غارثيا لوكى، سبتمبر 1936)
صباح ريفى
والأسكوريال يبدو فى الخلف
نبح المدفع
صعدت أجساد بينها رجال
إسبان ومسلمون.
ومن أسفل
كان القديس رافائيل يحميهم.
صعدت قوات من العرائش كى تحاربنا
يقودها ضباط مجرمون
ويدعون أنهم مسيحيون.
مصطفى بن على محمد
أسود العينين، ولحيته سوداء
.......
زحف على الحشائش
ثم نهض فجأة ورفع قبضته عاليا
ووقف وحيدا أمام البنادق و قال:
أيها الرفاق، أنا يكون أحمر
لا تطلقوا النار، فأنا يكون أحمر
هذه السخرية من اللغة الإسبانية عند المغاربة سبق أن استخدمها كيبيدو ومعاصروه (كما يذكر خوليو كارو باروخا، ص. 134)
كانت الحرب الأهلية فى نظر اليساريين صراعا بين الثقافة والتعصب (الطرف الآخر قتل لوركا لأنه شاعر ( Salaun, 300’ 301 ). إذن فإن اشتراك المسلم مع الطرف الآخر يؤكد أنه عدو للثقافة، عدو للحرية، عدو للمبادئ النبيلة عموما. لقد حزنت الجمهورية لمقتل لوركا، وشددت الحماية على ماتشادو للسبب نفسه. لقد عينت سفراء من رجال الفكر (بيريث دى أيالا فى لندن)
ألم تتخذ الجمهورية الإسبانية شكلا متميزا؟ ألم يكن رئيسها من المثقفين؟ ألم يكن المحرك الأول لها مجموعة من رجال الفكر (أيالا، أورتيغا، مارانيون) ألم تكرم الأدباء بشكل خاص؟