أما Juan Pellizo ذو الثلاثين سنة فكان يجهل الأسماء النصرانية لوالديه و أخويه و زوجتيه, لكنه يتذكر أسماء أولاده الثلاثة, ربّما لسنهم الصغيرة و حداثة عهد تعميدهم. لكنه عاد و صوّب اسم ابنته, حيث ذكر في البداية أن اسمها Maria لكن اسمها كان هو Esperança. أمّا Pere Xeric فكان موقفه أكثر سوءا أمام محققي محاكم التفتيش: فقد كان يجهل الأسماء النصرانية لوالديه, إخوانه, أخواته الخمسة و أبنائه الثلاثة. و يُجهل السبب الذي جعله يتذكر اسم زوجته Esperanza. لكنه عاد و حاول تخفيف حنق المحققين فأخبرهم أنه بعد 7 أيام على ولادة ابنة له نسي اسمها النصراني الذي سمّيت به في الكنيسة و أكّد لهم أنه لم يسمّها بأي اسم إسلامي.
نفس الأمر عاشه سكان قرية بني مودو البلنسية Benimodo, حيث نسيت Leonor Pillim الاسم النصراني لخمسة من أعضاء عائلتها. بينما كانت لويزا الأزرق Luisa Alazrach تجهل أسماء والديها و زوجها و أبنائها السبعة.
و أحيانا يأمر المحقّقُ الأندلسيًّ أن يعود أدراجه لإتمام المعلومات التي تنقصه. وهذا ما حصل لعلي بويوت Ali Boyot الذي عاد إلى المحقق ليؤكد أن اسمه النصراني هو بيدرو Pedro. و نفس الأمر حدث للوليد ميلر Gualit Meller الذي عاد للمحققين ليؤكد لهم أن اسمه خوان Juan.
أما في قرية بني مسلم Benimuslem, فستة من بين 45 شخصا حُقق معهم ادّعوا أنهم لا يحملون أي اسم إسلامي, بينما الأغلبية (39 شخصا) أقروا بحملهم أسماء إسلامية.
Miguel Amena, القاطن بكرليت Carlet دافع في البداية عن عقيدته النصرانية و ادّعى أنه لا يحمل إلا اسما واحدا و هو اسم نصراني. لكنه كان لا يعرف سوى الأسماء الإسلامية لأعضاء عائلته. ليعترف في النهاية أن اسمه الإسلامي هو سعد çaad Amena, و أنه قام بتسمية والديه و إخوانه بأسماء إسلامية.
و ذكرت ماريانا Mariana , زوجة لويس بترالوي Luis Petralui الفلاح بقرية Benimuslem, أنها تجهل الاسم الإسلامي لزوجها و اثنين من أبنائها الثلاثة. لكن شهادتها لم تكن خالية من التناقضات. فمثلا اعترفت أن من الأشياء الإسلامية التي قامت بها تسمّيها باسم إسلامي و تسميت آخرين بأسماء إسلامية بدافع و اعتقاد إسلامي, كبيدرو Pedro Machiri الذي سمّته سعد çaad . كما اعترفت أنها اعتادت التعامل مع أهلها بأسمائهم الإسلامية, و أضافت أن هذا الشيء شائع بهذا المكان من كارليت حيث يحمل الجميع أسماء إسلامية.
السلطات الإسبانية كانت تعلم أن الأسماء الإسلامية هي السائدة بين الأندلسيين رغم الإجراءات الظالمة التي اتخذتها لمحوها من قاموسهم. المنصِّر الإسباني Bartolomé de los Angeles المتّهم بالتعاطف مع الأندلسيين, ذكر عن فترة عمله ب Mizlata ( قرية بويرتا دي بلنسية Huerta de Valencia ) سنة 1554 أن سكانها يتسمّون بأسماء إسلامية (11). ميكيل خيرونيمو Miguel Jeronimo , أسقف Chiva و الشاهد في قضية كوسمي و شقيقه خوان ابن عامر- من ذرية الحاجب المنصور بن أبي عامر رحمه الله-,ذكر سنة 1567م أن "خوان ابن عامر لمّا كان يأتي إلى Chiva كان يُنادى ب علي ... و نفس الأمر بالنسبة لكوثمي الذي كان يٌنادى ب حامد Amet أو إبراهيم" (12)
أمّا مارتن دي سالفاتييرا Martin de Salvatierra, أسقف سيغوربي Segorbe فقد راسل الملك بخصوص مسألة الأسماء قائلا:"كل هؤلاء المورسكيون, رجالا و نساءا و أطفالا سواء بمملكة بلنسية أو بمملكتي قشتالة و أراغون, يستعملون أسماءا إسلامية بمنازلهم و اتصالاتهم السرّية. و هي أسماء يستعملونها بعد تعميدهم بالكنيسة الكاثوليكية بماء التعميد. و هذا أمر يلاحظه جميع النصارى القدامى الذين يتعاملون مع المورسكيين. و الدليل على ذلك أنهم لو طلبوا (النصارى القدامى) بطريقة سريّة من النساء و الأطفال (الأندلسيين) أسماءهم النصرانية ما عرفوها" (13).
يقول الدكتور علي المنتصر الكتاني رحمه الله واصفا مقاومة المجتمع الأندلسي المسلم لمحاولات تنصيره قهرا:"ففي اليوم السابع من ولادة الطفل, تقام له حفلة فدا (عقيقة) فيغسّل, و نكتب شهادة الإسلام على جبهته, ... و تقام له عقيقة يعطى فيها اسمه الإسلامي السّري بعد ذبح الأضحية." (14)
¥