رسائل الماجستير والدكتوراة التي أشرف عليها:
لقد أشرف الدكتور محمود على كثير من رسائل الماجستير في قسم التاريخ، وكان له فضل متابعة الطلبة في هذه الرسائل، واختيار الموضوعات التي تتعلق بتاريخ فلسطين، وأشرف على رسالتي دكتوراة نوقشتا عام 2000م.
الوظائف والأعمال الإدارية التي تقلّدها في جامعة النجاح:
تقلّد الدّكتور محمود عدداً لا بأس به من الوظائف والأعمال الإدارية في جامعتنا الزاهرة الفتية:-
1. مدرّس في قسم التاريخ والآثار في الأعوام 1980 - 1984م.
2. أستاذ مساعد في لأعوام 1988 - 2000م.
3. أستاذ مشارك عام 2002م.
4. رئيس قسم التاريخ في الأعوام 1983 - 1984 و 1998م-1999م.
5. عميد كلية الآداب في الأعوام 1999 - 2001م.
6. مدير مركز التوثيق والمخطوطات والنشر في الأعوام 1989 - 1994م.
7. رئيس قسم الدراسات العليا للعلوم الإنسانية في الأعوام 1998 - 2002م.
* مناقبهُ:
لقد كان فقيدنا أمّة وحده - كما يقال - ومن مناقبه رحمه الله، وما أكثرها! أنه دخل غرفة الإنعاش بعد صلاة الجمعة، أي أنه مات على عمل صالح، وفارق الحياة بعد أسبوع في ساعة الإجابة بعد عصر الجمعة! ومعلوم أن من مات ليلة أو يوم الجمعة وقي من الفتّان ومن عذاب القبر! وأنه مات (رحمه الله) بداء البطن - مرض باطني - والمبطون شهيد كما صحّ في الحديث الشريف، وأنه حافظ آخر سنة من حياته على أداء جميع الصلوات جماعة في المسجدِ، وهذا من علامات الإيمان! وأنه تعلّم أحكام التجويد قبل موته بشهرين، وهذا كذلك من علامات القبول! وأنه اعتمر في السنة الماضية، وأنه سجّل لأداء فريضة الحجّ لهذا العام، وأن جميع معارفه وأصدقائه وأقاربه أثنوا عليه خيراً: (والمسلمون شهداء اللّه في الأرض) كما جاء في الحديث الشريف، وأنه كان ممن يحبّ السنّة النبويّة، ويدعو إليها ويحرص على تطبيقها، وقد أشرفت على تغسيله وتكفينه وتشييعه ودفنه، فكانت حياته على السنّة المطهّرة، وموته على السنّة المشرّفة، ومعلوم أنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من السنة النبوية! وإذا كان من السنّة إسراج وإنارة بيت المقدس: فقد أنار فقيدنا (شهيد القدس) تاريخ بيت المقدس، بجنانه ولسانه وجميع كيانه، حيث أوقف نفسه لخدمة القدس-وخدمة خدمتها- خلال ربع قرن من الزمان! ولأول مرّة في حياتي أرى أهل الفقيد وأقاربه الكرام يعزّوننا نحن زملاءَه - في الجامع والجامعة - بفقد مؤرّخ فلسطين شيخ مؤرّخي جامعة النجاح، ويطلبون منّا نحن إخوته في اللّه الصبر والسلوان والاحتساب! ولا أملك في هذا المقام إلا أن أردّد ما قاله في فقيدنا الشاعر الشعبي عبد القادر حمدان:-
لا كان يوماً فيه فاجأنا الرّدى
وكوى القلوب عليه بالأحزانِ
ما كنتُ أعلمُ قبل يوم وفاته
أنّ البدور تغيب بالأكفانِ
ما كنتُ أدري قبله أنّ العُلا
تجري مدامعها على إنسانِ
رحم الله الدكتور محمود الإداري الناجح والباحث الصبور، الذي ما كانت الابتسامة الرقيقة تفارق مُحيّاه الوقور! وصدق الله العظيم الغفور:
{كل نفس ذائقة الموت وإنما توفّون أُجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنّة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}!!
الحمد الله القائل: {يا أيتها النفس المطمئنّة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} وبعد:
فإنّ الباحثين المؤرّخين المستقلّين المحقّقين من أمّتنا الماجدة ثلّة من الأوّلين وقليل من المعاصرين، والعلاّمة الدكتور محمود عطا الله من هؤلاء النّفر القليل كما قيل! ولعمر الحق إن مؤرّخ فلسطين (شيخ مؤرّخي جامعة النجاح) أبا النّور هو من أصدق من ينطبق عليه قول الشاعر الحكيم:
- قليلٌ منك يكفيني ولكن
قليلك لا يقال له قليلُ!
- علوٌّ في الحياة وفي المماتِ
لعمرك أنت إحدى المعجزاتِ!
وإذا كان لكل إنسان من اسمه نصيب، فإنّ فقيدنا الغالي الحبيب اسم على مسمّى، فهو والحقّ يُقال (محمود) مِن قبل القريب والبعيد! وقد أسمى نجله الأكبر (نور الدين): تيمناً باسم قاهر الصليبيين البطل: نور الدين محمود زنكي! وإذا كانت الأعمال بخواتيمها، فقد كانت خاتمة حياة فقيدنا الكبير حسنة بإذن الله! كما شهد بذلك أقاربه ومعارفه وجيرانه! وقد كانت قضية فلسطين شغل فقيدنا الشاغل طوال ربع قرن من الزمان، حيث دافع عنها بلسانه و بنانه وجنانه، في مئات الدّروس والمحاضرات والنّدوات والمؤتمرات والمقالات في الداخل والخارج، حتى صار يُعرف بمؤرّخ فلسطين في القرن الحادي والعشرين!
رحم الله أبا النّور نجم المرابطين على ثغور هذا الدين في أوائل القرن الحادي والعشرين، الذين عملوا جاهدين لإعادة الدّرة المغتصبة والفردوس المفقود الشهيدة (فلسطين) لأصحابها الحقيقيين، وما بدّلوا تبديلاً، وجمعنا معه في مستقرّ رحمته بخير منازل وأحسن مقيلاً!
وختاماً: إنّ العين لتدمع، وإنّ القلب ليخشع، وإنّا على فراقك يا أبا النّور لمحزونون، وإنا لله وإنا إليه لراجعون! سلام على الدكتور محمود في العالمين، يوم ولد ويوم مات وحين يبعث يوم الدين!
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.