تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل بدأ العد التنازلي لهدم المسجد الأقصى ليقام مكانه هيكل سليمان المزعوم؟]

ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[29 - 03 - 09, 02:48 م]ـ

هل بدأ العد التنازلي لهدم المسجد الأقصى

ليقام مكانه هيكل سليمان المزعوم؟

د. محمد مورو ( [email protected])

الموضوع منقول من مجلة البيان

هدْمُ الأقصى وإقامةُ هيكل سليمان المزعوم عقيدة صهيونية ونصرانية بروتستانتية في إحدى تفسيراتها التي تسمى (النصرانية الصهيونية)، وهي تقوم على خرافة معينة ترى أن إقامة (إسرائيل الكبرى!) وهدم المسجد الأقصى، وإقامة هيكل سليمان المزعوم هو مقدمة ضرورية لظهور السيد المسيح ـ عليه السلام ـ ليبدأ ما يسمى لديهم بـ (الألفية السعيدة)؛ فيخوض معركة (هرمجدون) ضد الأشرار، ويقضي على المسلمين واليهود (نعم! اليهود أيضاًً)؛ ومن ثم فإن دعم إقامة ما يسمى بـ (إسرائيل) والتمكين لها هو جزء من إرادة الرب لدى هؤلاء. وقد استفادت الدولة الصهيونية كثيراً من تلك الأسطورة الخرافية، واستغلتها تماماً في الحصول على الدعم النصراني البروتستانتي، وخاصة أن التابعين لتلك الأسطورة لديهم نفوذ كبير، ومنهم كثير ممن يُسمَّون بالمحافظين الجدد، ولهم تأثير على الرؤساء الأمريكيين والكونجرس، كما أن لهم وسائل إعلام قوية ونفوذاً سياسياً واقتصادياً كبيراً جداً داخل الولايات المتحدة. وهكذا يجب أخذ الموضوع بجدية، خاصة أن هذه ليست المحاولة الأولى للمتطرفين اليهود لمحاولة الإعداد لهدم المسجد الأقصى؛ فقد تمت من قبل حفريات تحت أساسات المسجد بهدف خلخلته. وآخر ما يمكن رصده في هذا الصدد؛ هو قيام الجرافات الصهيونية بهدم سور خشبي وغرفتين قرب حائط البراق، وذلك بعد أيام من الكشف عن نفق جديد يجري حفره أسفل ساحة الأقصى. وقد تراوحت ردود الفعل العربية والإسلامية والفلسطينية بين ضعيف ومتوسط، وصدرت بيانات استنكار، دون أن يكون هناك موقف عربي إسلامي واضح وقوي لوقف هذه العملية الخطيرة، ولا يمكن بداهةً الاعتمادُ في هذا الصدد على جهود الشعب الفلسطيني، الذي يهبُّ دائماً لنصرة الأقصى ومنع المخطط الصهيوني رغم أنه أعزل من السلاح والإمكانيات. وكانت العديد من الانتفاضات الفلسطينية قد اندلعت بسبب موضوع المسجد الأقصى وحائط البراق؛ بدءاً من عام 1929م (هبَّة حائط البراق)، وانتهاءً بالانتفاضة الأخيرة. وفي الحقيقة إن موضوع هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان (المزعوم) يحتوي على الكثير من التفاصيل والأحداث، والفعل وردود الفعل التي تستحق الرصد والاهتمام.

\ هدم الأقصى عقيدة صهيونية نصرانية:

التخطيط لهدم المسجد الأقصى ليس وليد هذه اللّحظة؛ بل هو عمليّة قديمة جديدة تتكرّر وسوف تتكرّر؛ لأنّها جزءٌ لا يتجزّأ من العقيدة الصّهيونيّة، وهي عقيدة لا تخصّ اليهود الصّهاينة وحدهم؛ بل تخصّ قطاعاً كبيراً من المسيحيّة البروتستانتية (النصرانية الصّهيونيّة)؛ ذلك أنّ تلك العقيدة المزعومة يؤمن أتباعها أنّ من شروط عودة المسيح ووقوع معركة (هرمجدون) للقضاء على الأشرار (المسلمين تحديداً، واليهود أيضاً)، وبداية ما يسمّى الألفية السعيدة .. ، إنّ من شروط ذلك هدم المسجد الأقصى، وإقامة هيكل سليمان في مكانه؛ حيث يعتقد هؤلاء أنّ أساسات هيكل سليمان تقع تحت المسجد الأقصى. وهكذا فنحن أمام قوى يهوديّة صهيونيّة، ونصرانية بروتستانتيّة متصهينة، والأخيرة لها أتباع كثيرون في الدول البروتستانتية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكيّة، وبريطانيا، وأستراليا. وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ فإنّ هناك داخل الولايات المتحدة نفوذاً قويّاً لتلك العقيدة، وهناك كنائس تنصير بذلك، وتدعو إليه، وتجمع من رعاياها المال اللازم لتمويل عمليّة هدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل، ودعم دولة العدو الصهيوني سياسيّاً وإعلاميّاً كجزءٍ من تحقيق شروط عودة المسيح المزعومة؛ كما تتمتع هذه الجماعة بنفوذٍ قويّ داخل الحزب الجمهوريّ في الولايات المتحدة، ويتعاطف معها بصورة ضخمة رموز اليمين الأمريكي المحافظ من (ديك تشيني) إلى (دونالد رامسفيلد) إلى الرئيس (بوش) ذاته، وكان الرئيس الأمريكي الأسبق (رونالد ريجان) يؤمن مباشرة بتلك العقيدة المزعومة. كما تمتلك تلك الجماعة قنوات تلفزيونيّة وإذاعيّة وصحفاً، ويتبعها عددٌ كبير من القساوسة أمثال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير