تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أكد (الشيخ محمد حسين) خطيب المسجد الأقصى أنّ الاحتلال يمنع منذ سنوات عديدة دائرة الأوقاف من ترميم الموقع المذكور؛ لأنّ ترميمه يقتضي نصب سلالم (صقائل) في الجهة الخارجية. ومع الأسف فإن العدو الصهيوني يمنع الأوقاف من أن تنصب هذه (الصقائل) على هذا الجدار لإجراء الترميمات اللازمة، مع أنّ هناك خطورة نتيجة العوامل الطبيعية، وأن الاحتلال يتحمّل كافة النتائج المترتبة على انهيار هذا الجدار، لا سمح الله. وقد حذر رئيس الهيئة الإسلامية العليا خطيب المسجد الأقصى المبارك (الدكتور عكرمة صبري) من عواقب الحفريات في الجدار الجنوبي الخارجي للأقصى وما فيه من تصدعات وشقوق، وقال: «إنّ سبب التصدعات هي الحفريات التي يقوم بها العدو الصهيوني المحتل حول السور وأسفل المسجد الأقصى؛ وفي الوقت نفسه، يمنع الاحتلال دائرة الأوقاف الإسلامية من ممارسة حقها في الترميم والصيانة لهذا الجدار وللجدار الشرقي وللمدرسة الخنثنية» (صورة رقم 3) محملاً هذه السلطات المسؤولية عن أي أضرار تلحق المسجد الأقصى ومرافقه وأسواره.

\ هل الأقصى حقاً في خطر؟

مع تصاعد المد الديني الأصولي الأمريكي المؤيد لليهود والداعم لفكرة هدم الأقصى وإقامة الهيكل وتحقيق الحلم الصهيوني، والإجراءات التي تتخذها السلطات الصهيونية من أجل تغيير المعالم الجغرافية والديموغرافية للقدس، وتغيير المعالم الأثرية والدينية للمسجد الأقصى لم يجد اليهود ومَنْ وراءهم أن يفصحوا عن أهدافهم؛ ففي أوائل العام 1989 نشرت مجلة التايم الأمريكية تحقيقاً تحت عنوان: «هل آن أوان بناء هيكل جديد؟» وكما هو واضح فالعنوان اللئيم يحمل على الغيظ والحنق الشديدين خاصة أن عنواناً فرعياً آخر جاء تحت العنوان الرئيسي يضيف: «إن اليهود التقليديين يأملون في تشييد بنائهم المقدس؛ لكنَّ مسجداً وقروناً من العداء تقف في طريقهم». وقد قالت المجلة: «إن إعادة بناء الهيكل لم تكن قضية مثارة إلى أن استولت «إسرائيل» في عام 1967م على ـ ما أسمته المجلة ـ: «جبل الهيكل» وإن «إسرائيل» نظراً لحرصها على صون السلام واصلت السماح للمسلمين بإدارة الموقع، غير أن المسلمين لا يسمحون ـ كما تقول المجلة ـ ليهودي أو مسيحي بإقامة شعائر الصلاة علناً على الأرض المقدسة في جبل الهيكل، ولم يُبْدوا أدنى استعداد للسماح ببناء أبسط معبد يهودي أو كنيسة؛ فأقل إشارة إلى موضوع إعادة بناء الهيكل تثير استفظاع «أتباع النبي» الذين عقدوا العزم على الدفاع عن المقدسات الإسلامية إلى آخر قطرة من دمائهم.

فكل ما سبق من مؤشرات يجعلنا نجزم بكل تأكيد أن الأقصى في خطر، وأن ساعة العمل قد دقت لتكوين جبهة عربية إسلامية مسيحية للتصدي للدسائس «الإسرائيلية» وإلا فإن الأسوأ قادم لا ريب فيه.

(*) أستاذ الجغرافيا، جامعة الأقصى، فلسطين، غزة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير