كما أن للشيخ - رحمة الله عليه - موقف رائع كما في رده اللاذع على بني (وي .. وي) ممن غاضته شريعة تعدد الزوجات، وله فيها مقالة كما في (الشهاب) يسر الله إخراجها، والله الموفق.
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 12:09 م]ـ
لو تتحفوننا يا إخوان بمن كتب تراجم موسعة عن هؤلاء الأعلام.
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[05 - 05 - 09, 06:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كانت الطرق الصوفية المنحرفة توجه أتباعها من خلال المقولة الخطيرة "اعتقد ولا تنتقد"، فكان الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله يردد عبارة "انتقد ولا تعتقد" التي جعلها شعارا لجريدته الإصلاحية " المنتقد" (03 جويلية سنة 1925 م)، التي لم تعش طويلا، إذ صدر مرسوم حكومي استعماري بتعطيلها بعد أن دامت أربعة أشهر أصدرت خلالها ثمانية عشر عددًا، وقام الإمام بعدها بإصدار جريدة الشهاب (12 نوفمبر 1925م) التي كانت مقالاتها تدور في معظمها حول الإصلاح الديني والاجتماعي، فكانت تصوب سهامها تجاه قلاع الاستعمار من خلال الهجوم على الخرافات التي علقت بأذهان الناس وسلوكياتهم، وكشف أباطيل اعتقاداتهم في أدعياء التديّن من شيوخ التصوف الموالين للاحتلال،
وقد قُوبِلت هي الأخرى أيضا برفض شديد من قِبَل الكثير من شيوخ الطرق الصوفية وأتباعهم، وكذا بعض أذناب الاستعمار وذيوله، ومن بينهم أحد أدعياء الصحافة الذين تتلمذوا على يد الإمام عبد الحميد بن باديس، وممن شاركوه الكتابة في جريدة " النجاح " التي - ساهم الإمام في إصدارها سنة 1919م، ثم تركها بعد أن لاحظ أنها لا تتماشى ومشروعه الفكري الإصلاحي، فتركها ليؤسّس جريدة " المنتقد " - هذا الدعي اسمه مامي إسماعيل قام بكتابة مقالة في العدد 29 من جريدة " النجاح" الصادرة في ديسمبر 1926 م هاجم فيها الشيخ عبد الحميد بن باديس ونسب إليه زورا وبهتانا أقاويل وكلاما يحرض فيه السلطات ضده، كما يتهمه بالبحث عن الشهرة و الزعامة، وأنه يهدف من وراء تأسيسه لهذه الجرائد إلى زيادة رأس ماله التجاري وغيرها من الأباطيل والترهات ...
وقد انبرى للرد عليه وتفنيد آرائه الكاذبةمجموعة من العلماء وكتاب جريدة الشهاب منهم أخ الإمام محمد المصطفى بن باديس - المفرنس اللغة بمقالة أجتهد في كتابتها باللغة العربية - وهو الذي سبق له الرد على كتابات المدعو مامي اسماعيل في العدد 11 من جريدة المنتقد الموقوفة، والشيخ مبارك الميلي، والعالم السلفي الطيب العقبي الذي كتب مقالة في منتهى الفصاحة والبلاغة عنوانها " وقد لحنت لكم لكيما" أنقلها حرفيا كما نشرتها جريدة الشهاب العدد 10 الصادر يوم 29 جمادى الثانية 1344هـ/ 14 جانفي 1926م الصفحة 10 - 11.
((اللؤم ضد الكرم، والكرم ضد اللؤم أيضا ... والتصريف بكلا اللفظين اليوم وقبله – ولا أقول وبعده – من باب (السماء فوقنا والأرض تحتنا)، ولكن يدرك سر اللفظ في الأول منهما في قول من قولة الحق الذي لا يعاب – مشيرا إلى مثل نفس ذلك اللئيم ومنبها عليها- " أبت النفس اللئيمة أن لا تخرج من الدنيا حتى تسيء لمن أحسن إليها"
ونحن نسأل كل من يدعي الرشد لنفسه ويحشرها في زمرة الكتاب الذين يفهمون الخطاب ويحسنون رد الجواب ..
هل المحسن إلى الغير هو اللئيم؟ أم المنكر لنعماء أساتذته عليه وأولياء نعمته من قبل؟ في حين يباجحهم فيه بقوارص الكلم، وينبزهم بما يعلم إليه، والخالون عن الغرض – إنهم هم وأتباعهم براء منهم، ومن كل ما رماهم ذلك الكويتب الزنيم وال ... القديم ...
فهل فهم ما قصدناه من لحن الخطاب؟ أم لا يزال جناب الشيخ غبيا، ولو فهم لقال: {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً} [سورة مريم: الآية 23]
اليد العاتية الأجنبية مثلك – يجب أن لا تكون من جسدك وهي شلاء، وبذلك يصح وصفها بما يوصف به الأغيار، سيما إذا كان مديرها أنبه منك شأنا واثبت جنانا، إما إذا كنت قبلا وبعدا في قبضته (أو بالأحرى في قبضة من هو في قبضته) فبأي وجه تلقاه أنت ويلقاه زعيمك يا ترى؟؟ .. وسيفر في الهيجاء الجبان إذا التقى الجمعان وينادي عليكما معا [كما في قوله تعالى]:
{فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان}
وهل بعد كل ما قيل ويقال تراه يأبه بك وبجسمك حتى يصير اليك عصابة الدعاية ويعمل على نقض مجموعة هي من جمهرة حثالته، ومما كانت قد جمعته تلك الأيدي من بني مفترق الآحاد والأزواج! ..
فكما ان لكل مقام مقال، ولكل شيعة رجال، ولكن حبك لما أنت عليه هو الذي أعمى وأصم (وقد يحب الجعل الخبائث)، ويبغض دعاة الحق والإصلاح، سيبقى دائما مقطوع الرأس، مقصوص الجناح، فما أحقه بالحثو على صنوه وأنثاه، وما أجدره أيضا بأن يصفع على قفاه!!.
ولولا خشية الإطالة فيما لا طائل وراءه وخوف أن يولينا دبره لطارحناه حديث الفضولي ... ولقلنا له قد أزفت الأزفة، ودارت الدائرة عليكم، فهل علمت من أين تؤكل الكتف وقد أحتوشتك صناديد العرب ولا ملجأ لك غير جحرك الخرب؟ ...
فالبدار البدار!! وهذا غيض من فيض ينبئك أن الإحجام في مذهبنا حرام، وإن لم تثب بعدها إلى رشدك فموعدك مع إخوانك في غير دار السلام:
سر في ذرى ذاك الحمى يا راعي ... ما أنت إلا صاحب الأطماع
مهما بدت صفراء سرك لونها ... لكن بعض الصفر في الأفاعي
خور القلوب إذا نظرت هزيمة ... تذر الرئيس كسائر الأتباع
لو تعلمون لدى الحديث شجونه ... قذيت عيونكم يوم نزاع
مهلا رويدا لمجرمين فإنما ... هي جولة عند اللقاء بيراعي
ضاعت حلومكم وضل رشادكم ... فإلى النهى التحكيم بالإجماع
مارستمو شهم الجنان فحاذروا ... سهم الردى من مقول لذاع
أو ما علمتم أن من عاديتم ... سباق غايات طويل الباع
ما سامه لدد المعاند ذلة ... كلا! ورب السيد النفاع ..
هذا الحديث إليكم وعليكم ... وقد لحنت لكم فهل من واع؟
¥