لم يكن مقال (جلالة الأستاذ الأبر) عنيد من الأهمية بالمكان الذي يستحق تعقب جمله ومتابعة تراكيبه بالرد والتزييف وشرح ما عميت أنباؤه من مغامزه ومراميه حتى تتبين للناس درجة كاتبه المقتدر كما قالوا، فقد رأيته في مجموعة [ولا سيما مقدمته وصدره] أشبه برطانة عجمية منه بكلمات عربية مفهومة ... ونحن نعذره في هذا فإن لأرباب الخصوصية أحوالا .. كما أن للواصلين منهم ألسنا أعجمية! ... لهذا تركت الكلام مع جلالة الأستاذ في غبر تلك النقطة الوحيدة التي هي بيت القصيد وموضوع الكلام مع حضرة الشيخ القاضي ...
قلتم يا جناب عبد ربه خديم الحضرة المحمدية! " ولو تجردت هذه الفئة للمباهلة مع السادة الصوفية ما أجابوا قولهم الخ ... " وأنا أقول لك: من هي هذه الفئة التي تعنيها، وتدعوها أنت وأشياعك للمباهلة؟ ومن هم السادة الصوفية في نظر حضرتك؟ لا بل من أنت نفسك؟ وفي أي زمن وجدت؟ ومع من تتكلم؟ وبأي لسان تنطق؟ وبالآخر هل أنت يقضان وتتكلم، أم أنت في سنة الكرى تقول ما لا تعقل وتحكى ما لا يُفهم؟
أجبني بربك يا سكيرج! أجبني سريعا ولا تتأخر!
وإني أؤكد عليك في طلب الجواب لعلمي انك من العارفين اصطلاحا ... أتعني بالفئة التي تدعوها إلى المباهلة حزب عبد الحميد ابن باديس)) و (كتاب الشهاب) أجمعين؟ أتعني بالسادة الصوفية رجال طرقك اليوم وسادتك العليويين؟ أأنت سكيرج قاضي الجديدة وأحد أبناء هذا العصر الحاضر؟ أمع رجال (حزب الإصلاح الديني) تتكلم وبلسان عربي مبين تنطق؟؟ إن كنت تحسب هذا فإن أمرك لغريب! وإن شأنك يا هذا في نفسك لأغرب! ...
دعوتنا إلى المباهلة وإنك لتدعونا إلى عظيم فخذ حذرك وأجمع عليك أمرك ورشدك ,ارجع إلى عقلك ثم نباهلك! وتذكر قبل الإقدام على تنفيذ هذه العملية الشاقة أنك تعلم الحقيقة من أمر الطرق والدعاية إليها، وتعلم ما هي حال أهلها اليوم؟ وأنت قد وضفتهم بتلك الأوصاف وشهدت لهم تلك الشهادة التي ستكتب لك وعنها ستسأل لا محالة زورا وبهتانا، ووصفتنا نحن الداعين إلى الله وحده العاملين لرد الأمة إلى طريق محمد صلى الله عليه وسلم والتقيد بكتاب الله وسنة رسوله [صلى الله عليه وسلم] بما وصفتنا به ظلما وعدوانا! ... وهل تستطيع بعد هذه الذكرى أن تباهل حزب الله المؤمنين وأنصار دينه الموحدين في شأن الطرق وخرافات المبتدعين؟؟ ..
تالله إنك لجرئ إذا على لعن نفسك ومقتك ... نحن نباهلك ولا حرج ولكن نخشى عليك الهلاك فأرفق بنفسك إن كان لك بها حاجة، واعلم أن ربك بالمرصاد، وما هي من الظالمين ببعيد، وإنا لننذرك صاعقة قوم هود، فعد لمثلها إن شئت، ولك أن تتوب ولا تعود.
قل لي بربك يا سكيرج ما غرك بنا معشر السلفيين، وما الذي غرك على مباهلة حزب الله المصلحين؟؟ .. أتظن يا جناب الأستاذ الأبر! أن الجو قد خلا لك وانك تستطيع أن تقول وتتقول وتخترع من الأوصاف ما شئت وبالآخر تدعونا الى المباهلة ثم لا تجد من يقف في وجهك ويرد عليك قولك من أهل التوحيد الصادقين، ودعاة المصلحين الذين يسميهم حزب جريدتك العليوية " جماعة الملاحدة، شرذمة الضلال، أعداء الدين والملة والوطن ... الخ". وتصفهم أنت أيضا بما يقرب من هذه الأوصاف والله يعلم على من هي منطبقة وصادقة حقيقة وحكما!.
إن كنت تظن هذا يا حضرة الشيخ! فقد ظننت عجزا، ولتكن على ثقة بان هذا الظن لك إثم من وحي الشيطان وعمل أوليائه الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وما هم من المحسنين ...... وما كفى حزبك ولا كفاك ما انتم عليه من ذلك حتى قمت تتكلم بلسانهم وفي جريدتهم كمصلح في زعمك داعيا عباد الله المخلصين ودعاته الهادين إلى مباهلة من سميتهم (ولعلك لا تزال تسميهم السادة الصوفية) وتدعي جهلا منك أو تجاهلا وتضليلا للأفكار، أنهم لو تجردوا لمباهلتهم ما أجابوا، ووالله وتالله وثالله لقد جئت شيئا فريا.
فها نحن ندعوك ورجال كل الطرق عموما وأصحاب تلك الجريدة العليوين خصوصا لمثل ما دعوتنا إليه - وسمنا ما شئت من تلك الأسماء كلها! وسم حزبك كيفما شئت، و {تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسنَا وَأَنْفُسكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِل فَنَجْعَل لَعْنَة اللَّه عَلَى الْكَاذِبِينَ}.
¥