وإني أتكلم معك بلساني وبلسان كل فرد من أفراد (حزب الإصلاح الديني) الذين هم على مذهبي وفكري يعتقدون اعتقادي ويدعون الناس لما ادعوهم إليه من الرجوع إلى الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح ورفض كل طريقة غير طريقة محمد ابن عبد الله [صلى الله عليه وسلم]
تلك الطريق التي هي سبيل الله السوي وصراطه المستقيم ...
ولكي نخفف عليك وعلى حزبك ونقرب لكم المسافة نضرب لك من الآن موعدا نلتقي فيه للمباحثة والمناظرة على رؤوس الأشهاد وأمام العالمين أو المباهلة والملاعنة إن شئت وشاءت طائفة الطريقة العليوية وجماعة الطرقيين، واختار أن يكون الموعد والملتقى في الجامع الكبير بعاصمة الجزائر يوم الجمعة الأخيرة من شهر ذي الحجة الحرام من عامنا هذا فهل يعجبك هذا ويرضيك؟ وهل ترانا أجبناك لما دعوتنا إليه؟ وهل تجيب حضرتك لما دعوتنا إليه أم تتأخر ولا تجيب {قتقعد ملوما محصورا}.
... وإني اطارحك سلفا نص الملاعنة والمباهلة فأقول: ((اللهم إن كنت تعلم أن سكيرج وجماعة الطرقيين فيما هم عليه اليوم وما يدعون الناس إليه ويقرونهم على فعله في طرقهم محقون، وأن ذلك هو دينك الذي ارتضيته وشرعته لعبادك بواسطة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فالعني ومن معي لعنا كثيرا، وإن كنت ـ يا الله، يا ربنا ورب كل شيء!! ـ تعلم أن ما عليه الطرقيون اليوم فيما هم فيه من أمرهم ودعايتهم الناس إلى طرقهم هو من الحدث في دينك والباطل الذي لا يرضيك ولا يرضي نبيك، فالعن سكيرج ـ قاضي الجديدة ـ ومن معه لعنا كبيرا!! واجعل مقتك الأبدي وخزيك ولعنتك الدائمة على الكاذبين، ـ آمين آمين آمين.
هكذا أباهلك وألاعنك يا سكيرج! فلاعني بمثلها وإياك أن تنهزم يوم اللقاء!)).
وعساك تشهد لنا وحزبك بأنا قد اتيناك بالحديث على وجهه وكنا من الصادقين، فما عليكم الا ان تصدقونا الحديث كما صدقناكم وتستجيبوا لنا كما استجبنا لكم إن كنتم من المحقين، فقد حصحص الحق وتبين الصبح لذي عينين، ولتعلمن نبأه بعد حين، وإنا واياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين.))
بسكرة الطيب العقبي
الشهاب العدد 97، الخميس 17 ذي الحجة 1345هـ/ 20 ماي 1927م، ص 2 - 6.
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[18 - 05 - 09, 06:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتب الإمام عبد الحميد بن باديس مؤيدا للشيخ العقبي في تحديه للمدعي سكيرج، وذلك في ذيل مقالة الشيخ تحت عنوان:
" سيهزم الجمع ويولون الدبر"
ومما جاء فيه بنصه
:" حياك الله وأيدك ـ يا سيف السنة وعلم الموحدين ـ وجزاك الله أحسن جزاء عن نفسك وعن دينك وعن إخوانك السلفيين المصلحين، ها نحن كلنا معك في موقفك صفا واحدا ندعوا دعوتك ونباهل مباهلتك ونؤازرك لله وبالله. فليقدم إلينا الحلوليون وشيخهم ومن لف لفهم وكثر سوادهم في اليوم الموعود والمكان المعين لهم، وليبادروا بإعلان ذلك في جريدتهم، إن كانوا صادقين، فإن لم يفعلوا ـ وأحسب أنم لن يفعلوا ـ فقد حقت عليهم كلمة العذاب وكانوا من الظالمين والحمد لله رب العالمين".
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[18 - 05 - 09, 06:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء موقف الشيخ المدرس المؤرخ مبارك الميلي مؤيدا لموقف الشيخين، من خلال مقالة نشرها في العدد التالي من الشهاب تحت عنوان
" مباهلة الشيخ الطيب العقبي، عرض الحالة التي جرت إليها موافقتي عليها"
الأمم اليوم كلها تتدرج – إلا امة الجزائر- في مدارج الرقي العلمي والاقتصادي والسياسي وسائر ضروب الحياة الشعبية.
الغربية منها تستزيد من الرقي في هذا الرقي لتحفظ سيادتها على من ساقه القدر إليها من معبدي الجهل وصرعى الخرافات والخلافات.
والشرقية تعاني ذلك لتسرجع حياتها وتحفظ وجودها وتحمل شرفها وتباهل الواقعين في مجدها، القادحين في تاريخها.
وبينما هذه الأمم على اختلاف غاياتها تسعى وتجد في سبيل التقدم، نرى امة الجزائر تعمل في نشاط تلك الأمم لعكس غاياتها، بل لغاية الجمود والانحطاط والتفرق والتخاذل.
إن حالة أمة الجزائر في القرن العشرين لحالة عجيبة مدهشة تفرق بقدر ما فيها من الآحاد، جهل عام إلا بطرق الفساد، فقر غطى الوهاد والنجاد، ثروة في الخرافات والدعاوى بعناد الخ الخ ...
¥