ولست أتفاءل بانتهائها ما دام الداعي إليها موجودا، وحسبي أن آسف لوجود ذلك الداعي الذي يجعل كتابنا البلغاء يستعيرون للدفاع عنهم أقلاما عاشورية.
يا حبذا اليوم الذي يجتمع فيه الاصطلاحيون والطرقيون ويتفقون فيه على تطبيق الدين الصحيح لا على الاعتراف به فقط.
ما أحسنه من يوم ينشد فيه احد الفريقين للآخر:
سوف ترى إذا انجلى الغبار ... أفرس تحتك أم حمار
مبارك بن محمد الميلي
الشهاب العدد 98.الخميس 2' ذي الحجة 1345هـ/ 27 ماي 1927م، ص 8 - 10
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[19 - 05 - 09, 12:14 م]ـ
للمتابعة ... بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[24 - 05 - 09, 02:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن تحدى السيد أحمد سكيرج علماء الإصلاح الجزائريين - في جريدة "البلاغ الجزائرية" التي تصدرها الطائفة الطرقية " العليوية"- وطلب مباهلتهم، فأجابه الشيخ الطيب العقبي بمقالة عنوانها (بل نجيب ولعنة الله على الكاذبين) رافعا للتحدي ومقترحا فيها مكان وزمان المباهلة، وأيده في دعوته الكثير من العلماء منهم الإمام عبد الحميد بن باديس والشيخ مبارك الميلي والسعيد الزاهري وغيرهم ...
وقد انتظروا أن يلبي سكيرج طلبهم، وفات أكثر من شهر عن الوقت المقترح دون أن يأتي منه أي جواب ما عدا مقال كتبته جريدة البلاغ الجزائرية حاولت من خلاله تبرير هروب شيخها من المباهلة، فما كان من الشيخ الطيب العقبي إلا أن يدبج مقالة ثانية بعنوان " هل أجابوا؟ " نشرتها مجلة الشهاب، هذا نصها
" هل أجابوا؟ ...
نعم أجاب أصحاب البلاغ العليوية وحدهم لا غير ... ولكن بماذا؟ ..
أجابوا جوابا ناقصا أشل أبتر .. أعرج أعمى، يدل دلالة صريحة على أنهم وقعوا في حيرة شديدة، وارتباك عظيم، ويفهم منه كل من له ادني سكة من العقل أن مقال (بل نجيب ولعنة الله على الكاذبين) نزل على رؤوسهم نزول القضاء المبرم، والبلاء الذي لا مفر لهم منه ..
فلك – والحال هذه – أن تقول أنهم أجابوا (بهذا القيد) والجواب حينئذ عبارة عن لاشيء.
ولك أن تقول بأنهم لم يجيبوا، بل انهزموا وسينهزم الجمع ويولون الدبر ... أجابوا بأسطر كتبوها تحت عنوان (لبيك ... ) فلم يحسنوا في معناها ولا تأسيس مبناها ...
مساكين هؤلاء! أو مجانين! عبثا نحاول إقناعهم بما لا يعرفون، وتضييع للوقت الكلام معهم بما لا يفهمون:
ومن البلية عذل من لا يرعوي .... عن جهله وخطاب من لا يفهم
قالوا في جوابهم ((لبيك أيها الشيخ فما عليك إلا تعيين النقط المبحوث فيها))، وأقول شكرا لكم يا رجال البلاغ على تأدبكم معي في هذه المرة ومخاطبتكم لي بمثل هذا التعظيم وهذ الاحترام!.
وهل أنتم – دائما – إلا أدباء ظرفاء في كل ما تقولون وتكتبون؟
وجهتم إلي هذا الخطاب شخصيا ولولا علمكم هذا ما أجبتكم بكلمة ولا بعض كلمة، ولكن أتدرون لماذا أجيبكم؟ .. أجيبكم لكي لا يغتر بسطاء العامة، وعامة الطلبة بكلماتكم تلك، فيحسب حاسب أو يظن ضان أنكم أحسنتم صنعا أو فهمتم كلامي الموجه إليكم من قبل فأجبتموني.
قلتم: ((فما عليك إلا تعيين النقط المبحوث فيها)) وأقول أي النقط أو أي نقطة تريدون منا تعيينها لكم والعلم كله عندكم نقطة؟ ...
ألستم القائلين أن علوم القرآن [الكريم] في الفاتحة، والفاتحة في البسملة وهي في الباء، والباء في النقطة؟ وأنتم أهل النقطة ... وشيخكم صاحب تلك الرسالة التي ترجع إلى توحيده الخاص في تلك النقطة ...
وهل يحتاج أمثالكم - وقد رددتم القرآن [الكريم] كله إلى نقطة واحدة- إلى تعيين نقط في العلم أو العالم ليكون البحث فيها؟ .. وهل في الكون إلا نقطة؟.
ولا ادري كيف ساغ لكم إثبات نقط متعددة تطلبون منا تعيينها لكم؟ وتوحيدكم الخالص أو الخاص يمنعكم من هذا كله، فما لكم لم توحدوا في هذه المرة، ومالكم خالفتم طريقة شيخكم وقلتم بوجود غير نقطة واحدة " وأنتم أنتم لا غيركم إن شاء الله تعالى أهل النقطة"!.
لعلكم خاطبتمونا بلساننا العربي لا بألسن المحبين العجمية! وإذا يتعين علينا الكلام معكم بلغتنا لا بلغتكم فنقول في جوابنا لكم: هل فهمتم موضوع القضية؟ وهل تصورتم أن في أصل المسألة صاحب دعوى، ومدعي عليه؟ وحكم قاضي بلغ المنتهى في الشدة والصرامة؟
وهل دريتم أننا نحن المدعي علينا وان مقالنا كان جوابا عما تقولتموه وادعيتموه وحكمتم به علينا؟ وهل فهمتم يوم كتبتم قول مقدم قافلتكم وحامي طريقتكم (في دعواه وحكمه) حيث يقول (لو تجردت هذه الفئة
إن كنتم قد فهمتموه فما معنى طلبكم منا تعيين النقط لمباهلتكم؟ وإن كنتم لما تفهموه فسلوه عن كلامه المعجز عساه يهديكم بشرحه لكم إلى التي هي أقوم ويبشركم بالنصر والغلب علينا!
وددنا أن لو كان بين جموعكم عالم ديني يفهمكم معنى (المباهلة القرآنية) ويفسر لكم آيتها، أو على الأقل يفهمكم كيف تستجيبون لنا فيما لقناه لكم وطارحناكم نص المباهلة فيه سلفا لعلكم تعقلون.
هل منعكم من لعن الكاذب منا ومنكم بالصورة التي لاعنتكم بها شككم في دينكم؟ أم عدم فهمكم لمعناها وقد جاءتكم بلسان عربي مبين؟
لو وجد بين جموعكم من لا يقول: الرجوع إلى الكتاب والسنة هلاك وضلال وخسارة أبدية وتعاسة سرمدية اليوم وقبل اليوم " لعرفكم معنى المباهلة وفيما تكون؟ ومتى تطلب؟ وما الشرط فيها؟ وما هي نتيجتها؟ ومن هو الحكم الذي يرجع إليه في أمرها؟
ولكن أنى لكم بذلك يا قوم؟.!
خبطتم خبط عشواء في ليلة ظلماء ووقعتم في أعظم مما حاولتم الفرار منه بهذا الجواب؟؟؟ وتلك عقبى الظالمين الذين يهرفون بما لا يعرفون وينطقون بما لا يعلمون ..
عجبا لكم - وكل أمركم يدعو إلى العجب- تدعوننا إلى المباهلة حتى إذا أجبناكم بكل صراحة وعيّنَا لكم الأجل بما فيه متسع لتبليغكم ذلك الجواب قلتم عينوا لنا نقط البحث والمناظرة؟؟؟
إذا كنتم لا تعلمون ما هي النقط التي سيكون البحث فيها أو المناظرة أو المباهلة والملاعنة من قبل فلماذا تقولون؟
نحن لا نعرفكم سادة ولا صوفية ولا نعرف الشيء الذي تريدون أنتم مباهلتكم فيه.
¥