تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

آمنت بالله ورسله، وكفرت بما للشهاب من مقال غير مقبول!

ولكننا بظلمكم رضينا، لأن جريدتكم هي الوحيدة فينا.

للنخبة تمام الحرية في اختيار الطريقة التي تريد انتهاجها كما ان لها كل التصرف فيما يرد عليها، تقبل ما يوافق مشربها وترفض ما يخالفه، فيا ليت شعري من أي الفريقين يكون مقالي هذا؟

أحجمنا عن الكتابة وامتنعنا من التحرير وقلنا الشهاب مستبد، عاودنا قولنا وكررناه مرارا ولكن!! ولكن!

ولكن ماذا؟ ها إني رجعت إليه خافضا جناح الذل صاغرا، عله ينشر مقالي

لا أكذبك أيها القارئ إني ما كنت لأنشر سطرا واحدا بالشهاب مع اعترافي بإخلاصه لوطنه واستقامة سيرته لو وجدت إلى ذلك سبيلا إما ولم أجد، فها أنا ارجع إليه مكرها ذليلا - وما أذلني إلا قومي – عله لا يحكم على مقالي وما سيليه بالإعدام، وينسى رفقتنا التي كنا عليها في أول العام ... !

دع المزاح جانبا وعالى اكلمك جادا!

إذا أوصد الشهاب باب الإصلاح الديني أو بالأحرى الطرقي فقد فتح أبوبا أخر لا تقل فائدتها عن الأول فلنبادر للكتابة فيها.

علام نهجر السياسة؟ ما لنا نخاف شبحها ونذعر عند سماع اسمها؟ هل تظنون أن الحكومة تعرف وحدها حاجياتكم؟

نعم يكون ذلك لو أن الجرائد الفرنسوية وممثلي فرنسا بالجزائر يهتمون بشؤون الأهلي ويدرسون حاله درسا متقنا، أما والحالة على طرفي نقيض، فمن واجبنا الدفاع على أنفسنا، معربين عن حاجياتنا، متشبثين بحقوقنا – وما ضاع حق وراءه طالبه – جاعلين قول الحكيم نصب أعيننا:

إنما رجل الدنيا وواحدها ... من لا يعول في الدنيا على أحد

وقديما قيل: ما حك جلدك مثل ظفرك.

وعلى فرض علمها هل يدور يوما بخلدكم أنها تمنحكم طلبكم، وتعطيكم بغيتكم من غير أن تفتحوا شفاهكم، وتسمعوا صوتكم؟.

طبع " أشعبي " وحماقة " ربيعية" ورب الكعبة!

كفى وعظا للمرء أيام دهره ... تروح له بالواعظات وتغتدي

...

لقد استيقظ النوم، وتنبه الغافلون، فالاحسان! وإلا ساء المآل وخابت الآمال!

كلمة مألوفة وعبارة غير غربية، وما أخرها إلا تقاعسكم، ولله در أعمى المعرة حين يقول:

إن المعاشر يعميها تغافيها

أفيقوا يا أبناء الجزائر، عار عليكم هذا الخمول في عصر النشاط، مخجل والله جهلكم في قرن المعارف، هبوا من رقدتكم، وافتحوا أعينكم لا تفتروا بكل بارق، إن الأيام حبلى يلدن ما تجهلون!

يا راقد الليل مسرورا بأوله ... إن الحوادث قد يطرقن أسحارا

يطول بي المقال إن انأ استمررت في تنبيهكم على ما لا يحسن بكل جزائري جهله، بله الذين نصبوا أنفسهم للإرشاد ورأوا أهليتهم للإصلاح!

هل من مجيب؟ هل من مبرهن؟ هل من رجال؟ أم نحن كما قال الإمام علي " يا أشباه الرجال ولا رجال"!.؟

محمد العزوزي حوحو العقبي

العدد 28 الخميس 14 ذو القعدة 1344 هـ/ 28 ماي 1926م. ص 9 - 10.


وقد كتب الإمام عبد الحميد بن باديس التعليق التالي تحت هذه المقالة:
((للأديب العزوزي وغيره من رفاقنا أن يعتبوا أو يغضبوا، فنحن لهم عاذرون، شاكرون ما داموا لا يسيئون الظن بإخوانهم المباشرين للادارة.
وإذا تمادوا في العتاب فاننا ننشدهم قول الشاعر:
ومستعجب مما يرى من أناتنا ... ولو زبنته الحرب لم يترمرم.))

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[07 - 06 - 09, 07:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن لاحظ الإمام عبد الحميد بن باديس التفاف كوكبة من العلماء والأدباء ورجال الإصلاح حول جريدة الشهاب الغراء واهتمامهم بكل ما تنشره من مقالات، ودعوات للإصلاح ومحاربة البدع والشعوذة، والرجوع إلى الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح، قام بنشر نداء أو دعوة في العدد الثالث من الشهاب موجه على كتابها ورجال العلم للتعاضد والتكاتف من اجل تحقيق الأهداف السامية التي سبق ذكرها، ومما جاء في هذا المقال الذي عنونه ب: " إلى الإصلاح الديني "

فلنحارب التخاذل المميت بسلاح التناصر العتيد
فهل لنا من سبيل إلى ذلك، وسلاحنا نبذ الانشقاق فرأب الصدع على قاعدة تقديم التخلية على التحلية؟
ذلك سبيلنا فيما نعلم وإلا نكصنا على الأعقاب فكان مثلنا مثل من قلد جيدا تراكمت عليه الأدران، درة تخطف أشعة أنوارها الأبصار، أليس من المعرة أن يكون ذلك الجيد الذي يفوق جماله الطبيعي ورواؤه الفطري جمال أي درة عرضة لتهكم الساخرين ونكاية الشامتين؟
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير