بثقافته وحضارته والتشكيك بهوية الأمة وحضارتها وقيمها وحتى كتابها، وهذا نموذج من رد الإمام ابن باديس على مقال نشر بمجلة (المقتطف) لصاحبها الدكتور يعقوب صرُّوف (1852 - 1927م):
[ما هكذا عهدنا أدب صروف؟؟]
وقفت في جزء فيفري الماضي من مجلة "المقتطف" الكبرى على مقال من قلم تحريرها تحت عنوان " مفاخر الكلدانيين " جاء فيه قول كاتبه: " ... لقد جاء في بعض الخرافات العربية القديمة أن عاصفة من الرمل طمرت مدينة عاد فأصبحت بعد العاصفة ولا عين لها ولا أثر".
لا نشك أن كاتب المقال ليس مسلما كما لا نرتاب أنه لا يجهل أن قصة عاد من قصص القرآن [الكريم] فتعبيره عنها بالخرافة من سوء الأدب الذي ما عهدنا في الدكتور صروف الذي كان في علمه وفلسفته وشدة تحقيقه ديِّنًا صحيح التدين محترما لكتب الأديان الأخرى غير المسيحية، هذا من الوجهة الأدبية، وأما من الوجهة العلمية فإن الحكم على قصة مشهورة متواترة عند أمة بأنها خرافة بدون بحث ولا تدليل ليس من شان العلماء المحصلين.
ثم – بعد هذا- نقول في تحقيق هذه القصة القرآنية: إن القرآن العظيم كما يسلك في أدلته العقلية أقرب طريق وأوضحه كذلك يسلك في تذكيره أصدق المواعظ وأبلغها، وأنه كان يخوف العرب أن يحل بهم ما حل بالأمم قبلهم، ولقد خلت أمم قبلهم كثيرة جاءتهم رسلهم بالبّينات فكذبوا فأخذهم الله بالعذاب الشديد، ولكن القرآن [الكريم] كان يذكرهم ويخوفهم بمن هم قرب الأمم إليهم ممن كانوا في أرضهم العربية قد تواترت لديهم أخبارهم، ومثلت أمامهم آثارهم من قوم عاد سكان الأحقاف وقوم ثمود سكان الحجر.
وقد كان للتذكير بأحوال تلك الأمم التي هي في أرضهم ومن جنسهم ابلغ الأثر في نفوسهم كما كان من حديث عتبة بن ربيعة الذي رواه أصحاب السير: تلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم حم فصلت إلى قوله تعالى {صاعقة مثل صاعقة عاد و ثمود} [سورة فصلت: 13]: فامسك عتبة بيده على فم النبي صلى الله عليه وسلم وناشده الرحم أن يكف، وما كان محمد الرجل العظيم والمصلح الحكيم والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليجعل تذكيره الذي يريد التأثير به على سامعيه مما لا حقيقة له، ولو انه خاطبهم بما لا يعرفونه من أخبار تلك الأمم وتيقنوه لأسرعوا إلى تكذيبه فيما يقول، فسكوتهم – وهم أسرع الناس إلى مجادلته بالباطل- دليل قاطع على أن القصة كانت عندهم مما هو معلوم بالقطع من تواتر الخبر، ومشاهدة الأثر.
مجلة الشهاب: غرة ذي القعدة 1348هـ
الجزء الثالث المجلد السادس (6/ 177).
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[10 - 06 - 09, 05:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وممن تجرد العلماء للكتابة عنهم وكشف دسائسهم ومكرهم الشعوبي الكبير وتلميذ المستشرقين الحاقدين طه حسين وقد كتبت " المنتقد" و" الشهاب" فصولا طويلة في نقد كتبه وخاصة كتاب " في الشعر الجاهلي " وهذا نموذج من كتابات عبد الحميد بن باديس
دسائس طه حسين على السيرة النبوية الشريفة
" ألف طه حسين آخر ما ألف كتابا أسماه " على هامش السيرة " يعني السيرة النبوية الطاهرة فملأه من الأساطير اليونانية الوثنية وكتب ما كتب في السيرة الكريمة على منوالها، فاظهرها بمظهر الخرافات الباطلة والاساطير الخيالية حتى ليخيل للقارئ ان سيرة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما هي إلا اسطورة من الاساطير، وفي هذا من الدس والبهت ما فيه، ومن العجب ان قام احد الكتاب بمجلة "الرسالة" يطري في هذا الكتاب ويجعله الدليل القاطع على ان طه حسين ما يزال ازهريا رغم كل شيئ!؟ فيقوم طه حسين في العدد التالي من الرسالة فيصدق ذلك الكاتب فيما ادعاه له من رسوخ أزهريته وديانته حتى ليظن القارئ للمقالين أنهما ولدا في مجلس واحد، فالدكتور طه حسين الذي كان يقول عن الاسلام ما شاء ولا يبالي بالمسلمين، اصبح اليوم بعدما - اخرج من الجامعة – يحسب للمسلمين حسابا فلا يكتب شيئا الا وهو يقول ويكرر أنه مسلم وأنه يعظم الاسلام، ولكن ما انطوى عليه صدره يأبى عليه الا الظهور كما بدا جليا في كتابه الاخير ...
ذي القعدة 1352هـ ص 120 (10/ 130).
وقد كتب أحد علماء مستغانم الشيخ مصطفى بن حلوش مقالا يتساءل فيه عن حقيقة دسائس طه حسين بعنوان:
¥