تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذه الأصناف كلها وغيرها من أمثالها امتلأت صدورها على الجمعية حقدا حتى انفجرت بالشر أقوالها وأعمالها، وكانت حزبا واحدا في الكيد للجمعية والمكر بها والسعاية عليها والوشاية بها، وموقف هذا النائب الظالم المفتري مظهر من مظاهرها ومشهد من مشاهدها، وهذه الأصناف وغيرها من أمثالها هي الحاقدة المتحزبة دون عموم الأمة وسوادها التي ظهر للعيان التفافها حول الجمعية وسخطها على أضدادها، وما تملك الجمعية لتلك الأصناف من حقدها وتحزبها إلا أن تسأل الله هدايته، وتقاومها بالطرق المشروعة لترد كيدها وتخنق حقدها، وتدفع شر تحزبها عندما تدعوها الضرورة لمدافعتها، مثلما دعتها الضرورة للرد على هذا النائب بالحجة والبرهان لا بما سلكه هو -وسلكه أمثاله قبله- من الوشاية والإذاية والكذب والبهتان.

ثم يرمي الجمعية بدس الدسائس وقد علم الناس صراحة الجمعية في جميع مواقفها والجمعية التي يلقي رئيسها باسمها تلك الخطبة المشهورة في حفلة النادي بالجمعية في حفل حاشد من جميع الطبقات لا يتصور عاقل أن يكون الدس من خلقها.

ثم يرميها بنصب الحيل لجمع الأموال وقد علم الناس ضبط حساب الجمعية الدقيق بما يتلوه في أجتماعاتها العمومية أمين ماليتها وينشره على الناس.

ثم يرميها بنشر الشحناء، وكيف هذا وكلمات الجمعية التي كانت وفودها تلقيها على الناس وتلقنهم اياها هي: تعلموا تحابوا، تسامحوا.

وإذا كانت هذه الكلمات تثير الشحناء، والعداوة في القلوب المريضة التي لم تألف سماع هذه الكلمات ولم تخلق للإتصاف بها، فماذا تملك الجمعية لها؟

ثم يقول عن الجمعية " خالطت الطوائف الانتخابية" وماذا يعني هذا الجاهل بالطوائف الانتخابية؟ ولو كانت في الامة طوائف انتخابية تسير عل برامج منظمة لما كان مثله نائبا يهذي بهذا الهذيان؟؟؟

لكن لعلعه يعني شخصا او شخصين من النواب العماليين الذين أنطقهم شرفهم وغيرتهم بما يعلمونه عن الجمعية من خدمة الحق والخير، وهؤلاء لم يكن يبنهم وبين بعض رجال الجمعية إلا معرفة شخصية لست أكثر من المعرفة الشخصية التي بين هذا النائب الجهول وبين بعض رجال الجمعية الذين في قسمه، والجمعية نفسها لا خلطة لها، لا بهذا ولا بذاك، ثم كان ماذا لو أن الجمعية اعتمدت على أهل الصدق والشرف والغيرة لترد بهم كيد مثلك يا مسكين؟ فينكر على جمعية سلمية أن تتقوى بالأحرار الصادقين - والنواحي القوية لا تتنزه عن التقوي عند الحاجة بالعبيد الكاذبين؟ إلا أن الجمعية جمعية علم وتهذيب، فهي تتأيد بأهل العلم والتهذيب، جزائريين وفرنسيين، مسلمين وغير مسلمين، وتمقت وتتبرأ من الجهل والوحشية من أي ملة وجنس.

ثم يرمي الجمعية بأنها تنشر المذهب الوهابي، أفتعد الدعوة إلى الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وطرح البدع والضلالات واجتناب المرديات والمهلكات؛ نشرا للوهابية؟!!، أم نشر العلم والتهذيب وحرية الضمير وإجلال العقل واستعمال الفكر واستخدام الجوارح؛ نشرا للوهابية؟!!، إذاً فالعالم المتمدن كله وهابي! فأئمة الإسلام كلهم وهابيون! ما ضرنا إذا دعونا إلى ما دعا إليه جميع أئمة الإسلام وقام عليه نظام التمدن في الأمم إن سمانا الجاهلون المتحاملون بما يشاءون، فنحن - إن شاء الله - فوق ما يظنون، والله وراء ما يكيد الظالمون.

ثم يقول: " إننا مالكيون " ومن ينازع في هذا؟!! وما يقرئ علماء الجمعية إلا فقه مالك، ويا ليت الناس كانوا مالكية حقيقة إذاً لطرحوا كل بدعة وضلالة، فقد كان مالك - رحمه الله - كثيرا ما ينشد:

وخير أمور الدين ما كان سنة ... وشر الأمور المحدثات البدائع

ثم يقول: " إن الأمة الإسلامية منذ قرون وهي متمتعة بدينها وحريتها وعاكفة على دروس علمائها" ونحن نريد في هذا القرن أن تزداد تمتعا بحريتها وانتفاعا بفقه دينها واتساعا في دائرة علمها على سنة التطور والرقي والتدريج، فثارت ثائرة هذا الجاهل ومن وراءه، ومن كان في الشر والجهل مثله يحاول ثارة الفتنة، والله يطفئها ويكيدون للجمعية والله يحفظها، ويكذبوا على الجمعية والله يظهر نزاهتها، حتى فضح الله أمرهم وعرفت الأمة أمرهم وعرفت الأمة دخيلتهم، وأصبحوا كلهم في غضب من الله وسخط من الناس، والله لا يهدي كيد الخائنين، ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير