و باسمه السيد لويس كاريو دي توليدو ماركيز كاراثينا و سيد مدن بنتو وانيس ......... و القائد العام لهذه المدينة و مملكة بلنسية و النائب عن جلالة الملك.
و إلى السادة و الأساقفة, و القضاة, و ممثلي المدن و القرى, و الحكامو و مندوبي جلالة الملك و المواطنين, خاصة مواطني هذه المملكة.
جاء في رسالة ملكية من صاحب الجلالة مؤرخة في 4 أغسطس الماضي من هذا العام, موقعة من سكرتيره أندريس دي برادا:
إلى ابن عمي: ماركيز كاراثينا و القائد العام لمملكة بلنسية.
قد علمت أنني على مدى سنوات طويلة حاولت تنصير مورسكيي هذه المملكة و مملكة قشتالة, كما علمت بقرارات العفو التي صدرت لصالحهم و الإجراءات التي اتخذت لتعليمهم ديننا المقدس, و قلة الفائدة الناتجة من كل ذلك, فقد لاحظنا أنه لم يتنصر أحد, بل زاد عنادهم. و رغم الخطر و الأضرار التي تترتب على استعمال السياسة معهم إلا أنهم منذ أيام التقيت بكثير من العلماء و المتدينين, و قد رجوني أن أعالج موضوع المورسكيين بما يرضي ربنا – الذي اشتد غضبه على المورسكيين – و أكدوا لي أنه يمكن معاقبة المورسكيين في أموالهم و أشخاصهم, لأن الاستمرار في ارتكاب الجرائم يؤكد أنهم ملحدون, لا يحترمون الله و لا الإنسان. و رغم أنه كان بالإمكان معاقبتهم كما تستحق جرائمهم إلا أنني إزاء الرغبة في إتباع اللين معهم أمرت بعقد اجتماع اللجنة في هذه المدينة؛ و التي حضرتموها أنتم و البطريرك و قساوسة آخرون و أشخاص مثقفون, للنظر فيما إذا كان من الممكن تجنب طرد المورسكيين من هذه الممالك. لكنني علمت ان أهل قشتالة مستمرون في محاولتهم الضارة. فهمت من مصادر مؤكدة أنهم حاولوا – و يحاولون – من خلال سفرائهم, و من خلال طرق أخرى الإضرار ببلادنا. و رغبة مني في القيام بواجبي نحو الحفاظ على أمن البلاد – خاصة مملكة بلنسية – و نحو رعاياها المخلصين لأن الخطر أقرب إليهم ..... فقد قررت طرد كل مورسكيي هذه المملكة, و نفيهم إلى بلاد البربر.
و لكي يتم تنفيذ هذا القرار, و أوامر صاحب الجلالة فقد أمرنا بنشر القرار التالي:
1 - يخرج كل مورسكيي هذه المملكة, رجالا و نساءا, و أبناؤهم كذلك, من بلنسية في خلال ثلاثة أيام اعتبارا من نشر هذا القرار في الأماكن التي يعيشون فيها, و يذهب الجميع إلى حيث يستقلون السفينة في الميناء الذي يحدده المفوّض, و يحمل كل مورسكيي كل ما يستطيع من أمتعة شخصية, و يستقل المركب أو السفينة التي تحمله إلى بلاد البربر فينزل منهم ما يحتاجه من ملابس خلال الرحلة, و بإمكان كل واحد منهم أن يحمل ما يستطيع, و من لا ينفذ هذا البند و يخالف هذا القرار يتعرض لعقوبة الإعدام التي ستنفذ لا محالة.
2 - أي مورسكي – بعد نشر القرار و مرور ثلاثة أيام على نشره – يتواجد خارج محل إقامته أو في الطرقات قبل إبحار السفينة, يستطيع أي شخص إلقاء القبض عليه, و تجريده من متاعه, و تسليمه إلى العدالة في أقرب مكان, و إذا دافع المورسكي عن نفسه فبإمكان المواطن أن يقتله دون أن يتعرض لعقوبة.
3 - بعد نشر القرار يُحظر على المورسكي مغادرة محل إقامته إلى مكان آخر؛ بل يظل في مكانه حتى يصل إلى القرية المفوض الذي يقتادهم إلى السفينة.
4 - أي مورسكي يدفن متاعا له, أو يخفيه – لانه لا يستطيع حمله معه – أو يضرم النار أو يتلف الزرع أو الأشجار أو البيوت توقع عليه عقوبة الإعدام, و يقوم بتنفيذها المواطنون المقيمون في موقع ارتكاب الجريمة. نأمر بذلك لأن صاحب الجلالة قد تفضل بمنح سادة المورسكيين الأمتعة التي لا يستطيع المورسكيون حملها معهم.
5 - من أجل الحفاظ على البيوت و على محصول الأرز, و إبلاغ ذلك إلى السكان الجدد, استجاب صاحب الجلالة لطلبنا و قرر بقاء ستة أفراد بعائلاتهم في كل قرية بها مائة بيت, على أن يقوم سادة الرعايا بإخبارنا بأسماء الأشخاص الذين تم اختيارهم , أما الأشخاص الذين سيبقون في القرى التابعة لصاحب الجلالة فسنقوم نحن باختيارهم. و ننبه إلى أنه يفضل أن يكون الأشخاص الذين سبيقون من كبار السن, و أن تكون حرفتهم الوحيدة هي الزراعة, و أن يكونوا قد ابدوا ميلا إلى اتباع المسيحية.
6 - لا يقوم أحد المسيحيين القدامى أو الجنود بإساءة معاملة المورسكيين أو إيذائهم باللفظ, أو الإضرار بممتلكاتهم أو بزوجاتهم و أبنائهم.
¥