تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلتُ: وبلغ من زهده وورعه: أنه كان يكتب بخطه المصاحف ويبيعها ويعيش بثمنها لما زهد فى أموال المسلمين وترك الأخذ منها!!

وقد حرص شديدا: على بناء المساجد، ودور العبادة، وكذا بناء الأسوار والحصون العريقة المنيعة في مملكته.

وهذه صورة: أحد المساجد العتيقة التي قام هذا السلطان بتشييدها:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=66843&stc=1&d=1240999198

وهذه أيضا: صور بعض الحصون المنيعة التي أنشأها هذا السلطان العظيم:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=66845&stc=1&d=1240999268

وفاته وانتقاله إلى الرفيق الأعلى:

وبعد: 52 سنة من حكمه على البلاد، وبعد أن بلغ من العمر ما يربو على التسعين عاما! من الجهاد والعدل والعبادة والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر: جاءه أمر الله الذي لا مردَّ له في: (الثامن والعشرين من ذي القعدة 1118 هـ = 20 من فبراير 1707م) فمات راضيا عن الله صابرا ... وكيف لا يرضى الله عنه؟!

وقد ذكر بعضهم: أنه لما حين حضرته الوفاة: أوصى بأن يُدفن في أقرب مقابر للمسلمين! وألا يعدو ثمن كفنه: خمس روبيات وحسب!

###

خاتمة:-

وبموت هذا الأسد الكاشر: غربت شمس المجد عن شبه المملكة الهندية حتى الآن! وخرج الأنذال من جحورهم يزأرون ويَعْوون! ويعيثون في الأرض الفساد كما كانو يعيثون! وخطب الزنادقة على المنابر! ومرق المارقون، ونهض إلى البدع أولئك الناهضون! وهتكتْ الأعراض، وسفكت الدماء! واسْتُحِلَّتْ المحارم! وضرب الإلحاد بأطنابه في ربوع البلاد! وجُعِلتْ الذلة والصغار على مسلمي العباد! وجرتْ دمائهم في تلك الديار، واغتصبتْ نسائهم وبناتهم جهارا! فيا للعار!

ويا سوء صباح: تشرق فيه شمسه على ذبح الأطفال والضعفاء من الموحدين!

ويا بؤس ليل: يُسْفِر فيه قمره على صرخات المغتصبات من فتيات ونساء المؤمنين!

وهنا: أكاد لا أستطيع الكتابة! فقد جفَّ مداد قلمي! كما جفّتْ مدامع عيني!

فقد ارتسمتْ أمامي الآن: تلك المذابح التي قام بها الهندوس في آلآف المستضعفين المسلمين!

مذابح المسلمين في الهند:

والتي منها:

مذبحة أحمد أباد عام 1970 م التي ذهب ضحيتها 15 ألف مسلم باعتراف انديرا غاندي نفسها! وارتكب فيها الهنادكة [وهم: عباد البقر] أفظع الجرائم في تاريخ البشرية! منها إحراقهم 300 امرأة مسلمة بالنار وهن أحياء! فيا ويلي وويل أبي وأمي من تلك العظائم!

ومنها: مذبحة آسام الشهيرة التي ذهب ضحيتها أكثر من 50 ألف مسلم علي أيدي الهنادكة من أعضاء الحكومة المركزية.

ومنها: مجزرة ميروت ومليانة عام 1987 والتي سالت فيها الدماء بحورا!

مذابح المسلمين ومآسيهم في كشمير

أما إقليم كشمير؟ فما أدرك ما إقليم كشمير! هو ذلك العِرْقِ النازف في جسد الأمة!

حيث قتل فيه: أكثر من 44000 مسلم وجرح أكثر من 67000 ,واعتقل أكثر من 000و40 مسلم, وبلغ عدد المنازل والمتاجر والمساجد والمدارس المهدمة 129000 منزل ومسجد

كل هذا: بالإضافة إلى آلاف النساء المغتصبات، ومنهن صغيرات قاصرات!

فبالله ماذا أقول؟ وأيِّ كلام أستطيع أن أًعبِّر به عما يختلج في صدري من تلك النيران المتأججة من الحسرة على الإسلام والمسلمين؟!

وقد كنتُ قلتُ: من قبل:

دعْ عنك لومي في مصابي لائمي ... ما كلُّ مكلوم الضمير يثور

واسمع مصيباتٍ حللْن بساحتي ... كاد الفؤاد لِهَوْلِهِنَّ يطير

يا ناعيَ الإسلام أقبلْ باكيا ... قد حان وقت النعْي والتَّغْبِير

زفراتُ حسْرة أمتي أمستْ لها ... نَفْسُ الرحيم من البكاء تخور

ناحتْ على الأيْكُ الحمائم بعدما ... كانت لها فوق الغصون هدير

وتحجَّبتْ شمس الحياة بنورها ... واستوحشتْ بعد الأمان صدور

فاسأل دياراً بالدماء تخضَّبتْ ... جدرانها وظلامُها منشور

ما حالها .. عمَّ الأنينُ بِدُورِها ... والفرح فيها ميِّتٌ مقْبور

تلك المساكن إنْ تَسَلْ عن شأنها ... تُخْبِرْك أحجارٌ لها وصخور

في أرضها سالتْ مدامعُ أهلها ... وصُراخُ صوتِ نسائها مَهْدور

أوَمَا ترى ثكْلىَ هناك وقلْبُها ... مِنْ فرْطِ كثرة حزنها مفطور

واليوم أقول: اللهم قد ضاق الصدر! وعظم الخطب والأمر، وما عاد القلب يصلح لاستقبال المزيد من نكبات الموحدين، وأنّأتِ الباكين والمستضعفين من المسلمين!

حيث لا: (أبو بكر الصديق) و لا: (عمر بن الخطاب!) ولا: (صلاح الدين) ولا: (أورانك زيب)! ولا غيرهم من الذين يود المرء أن يطيل الله في عمره حتى يبصر أمجاد هذا الدين كما كان في عصور هؤلاء الأئمة الأبطال!

فاللهم: اقبضنا إليك و أنت راضٍ عنا غير غضبان، وأحسن عاقبتنا في ذلك اليوم الرهيب الذي تشيب له الولدان! وارزقنا تلك النظرة التى نرى فيها وجهك الكريم، و لا تحرمنا بذنوبنا وجرائمنا من جناتك جنات النعيم.

فإنك خير مسؤل على الدوام .. وأحق من يُرْتجى منه حُسنُ الختام.

وبعد: لقد تكلمتُ فأطلتُ! ولكن ما شفيتُ! وتحدثتُ فأفصحتُ! ولكن ما رُويتُ!

وكتبه بقلمه: العبد الفقير، والجاني على نفسه بويلات الأمور: أبو المظفر سعيد بن محمد السناري القاهري .. ذلك الأثيم العاثر .. سامحه الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير