تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولما وجدتُ هذا النطق غريبا علي ألسنتنا، ولم تتقبله آذننا، ورفضته سجيتنا، خطر لي أن أبحث هذه المسألة لأبين بالأدلة الدامغة، والحجج القاطعة، غرابة هذا الأداء وتباعده عن الأغلبية والشهرة وأنه مخالف للمقروء به وما عليه أكثر القراء وما هو مستقر في الأداء.

وقد قسمت الكتاب إلي مقدمة رسمت فيها خريطة الرسالة ومهدت فيها السبل للوصول إلي حقيقة الأداء،وعرضت نبذة عن الأحرف المفخمة، ثم أتبعتها بتمهيدٍ بذكر الاستعلاء كمدخل أصولي، ثم شيدت ما أُسس بفصلين هما مدار الكتاب:

أولهما: في مراتب الاستعلاء وبيان حقيقة اختلاف المذاهب في تحديد مراتبه.

ثانيهما: في ذكر الخلاف مبينا الرأيين وأدلتهما وقمت بتمحيص الرأي الأصوب ـ من وجهة نظري ـ والأداء المصوب، ثم أتممت الكتاب بخاتمة ـ أسأل الله حسنها ـ ذكرت فيها نتيجة بحثي وما خطه قلمي.

وابتغيت الإنصاف والحياد، وابتعدت عن التعصب والعناد، وأرجو من الله جزيل الثواب، والهداية إلي سبل الرشاد إنه ولي ذلك والقدر عليه وصلي الله علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.

نبذة عن الأحرف المفخمة:

وهي أحرف "خص ضغط قظ " وهي تقسم قسمين:

الأول: أحرف مطبقة ومستعلية (الصاد الضاد والطاء والظاء)

الثاني: أحرف مستعلية غير مطبقة. (القاف والخاء والغين)

فاختلف العلماء في النوع الأول في حالة كسر الأحرف (المطبقة المستعلية) فمنهم من قال بتأثر هذه الأحرف بالكسر ـ وهو ما ذكره الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف ـ ولكنه قال تأثره بالكسر قليل.

وذهب الشيخ عبد الله الجوهري إلي عدم تأثر هذه الأحرف بالكسر مطلقا ثم ذكر لي مثالا: (صِراط ـ صَبر)

أقول: والفرق بينهما قريب وضئيل فمن قال: بالتأثر لحظ هذا الفرق الضئيل.

ومن قال بعدم التأثر لحظ عدم تأثير هذا الفرق علي اللفظ كثيرا بحيث تميزه عن غيره تمييزا واضحا.لأن الكسرة لا بد لها من تأثير علي الحرف لثقلها، والخلاف في نهايته لفظي لا يؤدي إلي التغير في الصوت عند كلا الفريقين.

أما النوع الثاني (أي المستعلية فقط) وهذا هو محل النزاع:

فقد اختلف العلماء في الساكن الذي قبله كسر ومدي تأثر هذه الأحرف بالكسرة التي قبلها. والخلاف في هذه المسألة أدَّي إلي تغير الصوت بين الفريقين. ففي نحو " أفرِِغْ " هل تقرب الغين من المضموم؟ أم تقرب من المكسور؟ ولا شك في تغير الصوت علي كلا المذهبين.

فقد ذهب الشيخ الفاضل أيمن سويد ـ حفظه الله ـ إلي أن تفخم قليلا ولا تصل إلي درجة المكسورة، كما سبق وقدمنا وتبعه علي ذلك بعض الشيوخ.

والفريق الآخر وهم جمهور القراء إلي أنها تكون كالمكسورة أو قريبة منها جدّا بحيث يصعب التمييز بوضوح بين ما هو مكسور وبين الساكن الذي قبله كسر.

وبهذا سمعتُ فضيلة الشيخ عبد الله الجوهري والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف والشيخ عبد الباسط هاشم.

وقد أورد الشيخ الفاضل جمال القرش تسجيلا للمشايخ أمثال فضيلة الشيخ: رزق خليل حبة والشيخ عبد العزيز عبد الحفيظ والشيخ عبد الرافع رضوان والشيخ رشاد السيسي والشيخ إبراهيم الأخضر وغيرهم وقد جزموا بأنها تكون مثل أدني مرتبة أي مثل المكسورة، وذكر الشيخ عبد الرافع رضوان أنه تلقاها من الشيخ الزيات والشيخ عامر عثمان والشيخ السمنودي كذلك. انتهي من شريط " لقاء مع ثلة من علماء القراء المعاصرين "

وقبل الشروع في هذه المسألة أريد أن أوضح أن هذه الأحرف (المستعلية فقط) مهما قيل في تأثرها بالكسر فلا يقال لها: إنها كالأحرف المستفلة، وهذا ما عبر عنه العلامة المتولي في نظم له في هذه المسألة حيث قال:

فهي وإن تكن بأدنى منزلة****** فخيمةٌ قَطْعًا من المستفلة

فلا يقال إنها رقيقة****** كضدِّها تلك هي الحقيقة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير