[إتحاف النبيل بأخبار محمد بن إسماعيل]
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 01:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[إتحاف النبيل بأخبار محمد بن إسماعيل]
إن الحديث عن أهل العلم ليورث في النفس هيبة كيف لا والعلماء ورثة الأنبياء.
وإن للحديث عنهم وقراء تراجمهم لذة عظيمة لا يعلم كنهها إلا من غاص في بحر أخبارهم, ونهل من علومهم.
وإن القراءة في سيرهم لتدفع الإنسان إلى العلم دفعا,
وكما قال أبو حنيفة: القراءة في سيرهم أحب إلي من كثير من الفقه.
هذا وإن سير العلماء من العلماء لمن أعظم ما يبعث الهمة , ويقدح زندها , ويذكي أوارها , ذلك أن حياة أولئك تتمثل أمام القارئ , وتوحي إليه بالاقتداء بهم والسير على منوالهم.
" وفي أثناء البحث نقلت النصوص وأقوال الأئمة من مصادرها الأصلية , ولم أش أن أشين هذه النقول بكثرة التعليق عليها بل اكتفيت بتنظيمها وتنسيقها " (1)
فإذا كان المترجم له هو أمير المؤمنين في الحديث , ومن إليه المعول فيه. فأنعم بالوقت الذي يذهب فيه.
لذلك كله أحببت أن أقتبس من نور فضائله شعلة تنير الطريق للسائرين, وتكون مشعلا لطلاب الحديث.
ولم أقصد بهذا الترجمة الكاملة لحياته بل هي مقتطفات ورسائل, وتراجمه موجودة متوفرة.
(لم أنقل هذا البحث من أي مصدر إلكتروني , بل كل حرف منه إنما كتبته بيدي عن طريق كتب التراجم)
* نبوغ مبكر وهمة عجيبة:
× " قال أبو جعفر محمد بن أبي حاتم الوراق النحوي, قال:
قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري: كيف كان بدأ أمرك في طلب الحديث؟ قال: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب. قال: وكم أتى عليك إذ ذاك؟ فقال: عشر سنين أو أقل , ثم خرجت من الكتاب بعد العشر فجعلت أختلف إلى الداخلي وغيره, وقال يوما فيما كان يقرأ للناس: " سفيان، عن أبي الزبير, عن إبراهيم".
فقلت له: يا أبا فلان إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم. فا نتهرني , فقلت له: ارجع إلى الأصل إن كان عندك, فدخل ونظر فيه ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت: هو الزبير بن عدي عن إبراهيم. فأخذ القلم مني وأحكم كتابه قال: صدقت. فقال له بعض أصحابه: ابن كم كنت إذ رددت عليه؟ فقال: ابن إحدى عشرة سنة؟!! (2)
× عن جعفر القطان قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: كتبت عن ألف شيخ وأكثر , ما عندي حديث لا أذكر إسناده. (3)
× وقال: منذ ولدت ما اشتريت من أحد بدرهم شيئا قط ولا بعت من أحد بدرهم شيئا. فسألوه عن شراء الحبر والكواغد , فقال: كنت آمر إنسانا يشتري لي. (4)
× قال أبو حاتم الوراق: كان أبو عبد الله إذا كنت في سفر يجمعنا بيت واحد إلا في القيظ أحيانا , فكنت أراه أحيانا يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة؟!! في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري نارا بيده ويسرج ثم يخرج أحاديث فيعلِم عليها ثم يضع رأسه. (5)
* رسوخ في العلم:
× قال محمد بن أبي حاتم وراق البخاري: سمعت البخاري يقول: لو نشر بعض أستاذيَ, هؤلاء لم يفهموا كيف صنفت كتاب التاريخ ولا عرفوه. (6)
× وقال أيضا: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أخذ إسحاق بن راهويه كتاب "التاريخ" الذي صنفت فأدخله على عبد الله بن طاهر, فقال: أيها الأمير ألا أريك سحرا؟! قال: فنظر فيه عبد الله بن طاهر فتعجب منه , وقال: لست أفهم تصنيفه. (7)
× قال أحمد بن حمدون الحافظ: كنا عند محمد بن إسماعيل البخاري فجاء مسلم بن الحجاج فسأله عن حديث عبيد الله بن عمر عن أبي الزبير عن جابر قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ومعنا أبو عبيدة. فقال محمد ابن إسماعيل: حدثنا ابن أبي أويس, قال: حدثني أبو بكر عن سليمان بن بلال ,عن عبيد الله, عن أبي الزبير, عن جابر: القصة بطولها. فقرأ عليه إنسان حديث حجاج بن محمد, عن ابن جريج, عن موسى بن عقبة, قال: حدثني سهيل بن أبي صالح, عن أبيه, عن أبي هريرة, قال: كفارة المجلس إذا قام العبد أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. فقال مسلم: في الدنيا أحسن من هذا الحديث؟ ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل. يعرف بهذا الإسناد في الدنيا حديثا؟
¥