تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[في دراسة السيرة خير الدنيا والآخرة]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[04 - 05 - 09, 11:09 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين

اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[في دراسة السيرة خير الدنيا والآخرة]

إن في دراسة المغازي والسير خير الدنيا والآخرة، ولذلك فخير ما يتدارسه المسلمون – لاسيما الناشئة وطلاب العلم – ويعني به الباحثون والكاتبون دراسة السيرة المحمدية، إذ هي خير معلم ومثقف، ومهذب ومؤدب، فيها ما ينشده المسلم، وطالب الكمال من دين ودنيا، وإيمان واعتقاد، وعلم وعمل، وآداب وأخلاق، وسياسة وكتابة، وإمامة وقيادة، وعدل ورحمة، وبطولة وكفاح، وجهاد واستشهاد في سبيل العقيدة والشريعة، والمثل الإنسانية الرفيعة، والقيم الخلقية الفاضلة.

وكان السلف الصالح من هذه الأمة الإسلامية يدركون ما لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه النبلاء، من آثار حسنة في تربية النشء، وتنشئة جيل صالح لحمل رسالة الإسلام والتضحية في سبيل تبليغها بالنفس والمال، ومن ثم كانوا يتدارسون السيرة ويحفظونها، ويلقنونها للغلمان،كما يلقنونهم السور من القرآن.

قال زين العابدين على بن الحسين بن علي:

" كنا نعلم مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نعلم السورة من القرآن ".

وقال الزهري:

" في علم المغازي خير الدنيا والآخرة ".

وقال إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص:

" كان أبي يعلمنا المغازي والسرايا، ويقول: يا بني هذه شرف آبائكم فلا تضيعوا ذكرها " (1).

نعم ... والله إنها لشرف الآباء، والمدرسة التي يربي فيها الأبناء!!! فما أجدر المسلمين في حاضرهم: رجالا ًونساءً، وشباباً وشيباً أن يتعلموها ويعلموها غيرهم، ويتخذوا منها نبراسا يسيرون على ضوئه في تربية الأبناء والبنات، وتنشئة جيل يؤمن بالله ورسوله، ويؤمن بالإسلام، وصلاحيته لكل زمان ومكان، والتضحية بكل شيء في سبيل سيادته وانتشاره، لا يثنيهم عن هذه الغاية الشريفة بلاء وإيذاء، أو إطماع وإغراء.

لسنا نريد من دراسة السيرة العطرة: سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وسيرة الرعيل الأول وهم الصحابة الكرام، أن تكون مادة علمية يجوز بها طلاب العلم في المعاهد، والمدارس، والجامعات الامتحان أو الحصول على الإجازات العلمية، أو أن تكون حصيلة علمية نتفيهق بها، ونتشدق في المحافل والنوادي،وقاعات البحث والدرس، وفي المساجد، والمجامع، كي نحظى بالذكر والثناء، وننتزع من السامعين مظاهر الرضا والإعجاب.

ولكنا نريد من هذه الدراسة أن تكون مدرسة نتخرج فيها، كما تخرج السادة الأولون، وأن تكون مثلاً صادقة لصاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام – عليهم الرضوان – في إيمانهم وعقيدتهم، وفي علمهم وعملهم، وأخلاقهم وسلوكهم، وسياستهم وقيادتهم حتى يعتز بنا الإسلام، كما اعتز بهم، ونكون في حاضرنا – كما كانوا – خير أمة أخرجت للناس.


(1) - انظر: شرح الزرقاني على المواهب 1/ 392 ط: دار المعرفة.

المصدر / شبكة السنة النبوية وعلومها ( http://www.alssunnah.com/articles.aspx?selected_article_no=3593)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير