تبيَّن من الشعار المكتوب تحت اسمها على الغلاف - مجلة علميَّة أدبيَّة أخلاقيَّة - ومن مقال رئيس تحريرها: أنَّ هَدَفَها الإصلاحُ الديني والأخلاقيُّ وبثُّ العلوم والمعارف، وأنَّها مجلة ثقافيَّة تعليميَّة تهتم بالكثير "من القضايا التي يتحاور حولها ويتأثر بها أغلبيَّة المتعلمين، من ذوي الاختصاصات الفكرية والثقافيَّة، سواء أكان ذلك من خلال المقال أو التحقيق أو الخبر، أم من خلال النَّصِّ الإبداعي المتميز" [12] ( http://www.alukah.net/articles/1/5940.aspx#_ftn12).
ولم تغفل المجلة الزيتونيَّة ذلك الهدف، فشاركت في فروعٍ كثيرة من فروع الثقافة والإصلاح، وقد عرضت برنامجها في باكورة إصداراتها فقالت: "وها نحن نعرض برنامج المجلة على عموم القراء:
سيكون في المجلة باب بعنوان: "القرآن الكريم"، يشتملُ على مباحثَ تتعلق بالقرآن الكريم من مُختلف النَّواحي، وسننشر فيه تِبَاعًا دُروسَ التفسير التي ألقاها بجامع الزيتونة العالِمُ الجليل الأستاذ الأكبر سيدي محمد الطاهر بن عاشور، شيخ الإسلام المالكي بتونس، أدام الله بقاءه، وأيَّد عزَّه وارتقاءه.
ورأينا من التعميم في الفائدة - وهو المقصد الأهم للقائمين على تأسيس هذه المجلة - أنْ ننشرَ تفسير الحزب الأخير من القرآن؛ نظرًا لكونه كثيرَ التداوُل بين النَّاس، ويتلونه في جميع الصَّلوات، وغالبهم لا يفهمُ ما اشتملت عليه تلك السُّور من المعاني والأسرار، ولطيف الإشارات؛ مِمَّا لَمْ يتمَّ الخشوع بدونه، ولا يقع التدبُّر مع الجهل به، وقد تكلف بهذه المهمة رئيس التحرير.
وسيكون في المجلة باب بعنوان: "الحديث الشريف"، يبحث فيه عن مسائل علم المصطلح، وتُشرَح فيه أحاديثُ تدعو الحاجةُ إلى شرحها.
وسننشر فيه الأختام النفيسة التي يُلقيها المشايخ في شهر رمضان من كل عام؛ طبقَ العادةِ المتعارف عليها بتونس، وهي أختامٌ جامعة بين التحقيق والعلم، وسيكونُ مِن ضِمْنِها أختام كان ألقاها بعضُ أعيانِ العلماء بتونس، وأهملتها يدُ النِّسيان، مع أنَّها جديرة بأن تشهر، ويعبق عبيرها وينشر.
وسيكون في المجلة باب بعنوان: "التشريع الإسلامي"، يبحثُ فيه عن مقاصد الشَّريعة وأسرارها، وعن حِكْمَةِ الشارع - سبحانه وتعالى - فيما فرضه على عباده من التَّكاليف، وما سَنَّه لهم من التراتيب والنظم.
وقد التزم بالتحرير في هذا الباب العالِمُ المحقق النظار، الذي لا يشقُّ له غبار، الشيخ سيدي "محمد العزيز جعيط" المفتي المالكي، أدام الله إجلاله، ومنحه لطفه ونواله.
وسيكون في المجلة باب بعنوان: "الفتاوى والأحكام"، ننشر فيه جواب الأسئلة التي تَرِد إلى المجلة من مُختلف الأشخاص؛ إذ لكُلِّ مُسلم حقٌّ فيها، والمجلة تتقبل بصدر رحب سُؤالَ كلِّ سائل، وتجيبه بما يجب من العناية والتحقيق، ولأَنْ يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النَّعم.
كما ننشر فيها بعضَ الفتاوى التي صدرت من المشايخ القضاة بتونس، أو من المجلس الشرعي الأعلى بالحاضرة، من قِسمَيْه الحنفي والمالكي، حيث كانت تلك الأحكام مُشتملة على نظريَّات فقهيَّة وتحقيقات علميَّة، وتصلح أن تكون نصوصًا فيما صدرت فيه، فيستفيد منها أهل العلم، وتكون هاديًا لهم فيما يستقبل من الزمان.
وهذا الباب سيكون محررًا بقلم جميع مشايخ المجلس الشَّرعي بتونس، الذين لا يتأخَّرون عن إرشادٍ، ولا يتهاونون بما فيه نفعُ العباد والبلاد، أدام الله إرشادهم.
وسيكون في المجلة باب بعنوان: "الوعظ والإرشاد"، وهو من أعظم أبواب المجلة؛ حيث سيكون مجالاً فسيحًا لإرشاد الناس وتنبيههم إلى مواقع الخطأ فيما هم سائرون عليه، حتَّى يقلعوا عنه، ويرجعوا إلى هُدى الإسلام.
وسيكون في المجلة باب بعنوان: "التاريخ"، ننشر فيه أهمَّ المباحث التاريخيَّة، وبالأخص ما كان منها متعلقًا أو مرتبطًا بتونس من ناحية المعالم أو الوقائع أو الأشخاص؛ حيثُ إنَّ التاريخ التونسي مجهول عند الكثير من الناس، سواء بداخل تونس أم بخارجها، مع أنه تاريخ حافل بالمهمات، وجدير بأن يُعتَنَى به ويُدرس، ويقدم للقراء بصورة محررة تطلعهم على مَجد هذه البلاد، وما كانت فيه من حُظْوة وإسعاد.
¥