[كتاب الامامة والسياسة في ميزان التحقيق العلمي]
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[14 - 05 - 09, 11:24 م]ـ
كتاب الامامة السياسة في ميزان التحقيقي العلمي
قراءة من رسالة للدكتور عبدالله عسيلان
اولا / موضوع الكتاب ومادته::
الكتاب يبحث في التاريخويختص بالفترة الواقعة بين خلافة البي بكر الصديق رضي الله عنه وخلافة الخليفة العباسي هارون الرشيد (اي يقف عن اقرن الثالث الهجري)
ولم يهتم الكتاب بالحديث عن الفتوحات الاسلامية باستثناء كلامه عن فتح المغرب والاندلس
وركز الكتاب بصورة خاصة عن علي بيان الطريقة التي تحصل بها الامامة.
والمتاب لا يخلو من المواد الخرافية والاخبار الواهية
ثانيا / اول من شكك في نسبة الكتاب الى ابن الاما ابن قتيبة::
هو الامام ابن العربي في كتابه العواصم من القواصم بقوله (ان صح عنه جميع ما فيه)
راجع ص 248
ثالثا / شخصية الؤلف الحقيقية::
يقول المؤلف د عبدالله العسيلان
حاولت كثيرا ان اتعرف على الؤلف الحقيقي لكتاب الاماة والسياسة ولكني لم أعثر على شيء يمكنني من الوقوف على شخصيته بشكل واضح
والذي يظهر ان المؤلف رجل مصري او مغربي من رجال القرن الثالث ومعاصر لابن قتيبة
ويقدر مارغوليوس أن مؤلف الكتاب ربما كان قصاصا من اسبانيا واعلب الظن انه مغربي فكثيرا ما يروي عن أهل المغرب من مثل (حدثني بعض أهل افريقية ان موسى) او (حدثنا بعض مشائخ المغرب)
رابعا / بيان ان الامام ابن قتيبة لم يصنف هذا الكتاب المذكور::
للادلة التالية
1 - أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم انه الف كتابا في التاريخ يدعى الامامة والسياسة , ولا يعرف من مؤلفاته التاريخية الا كتاب المعارف والكتاب الذي ذكره صاحب كشف الظنون باسم تاريخ ابن قتيبة
2 - أن المتصف للكتاب يشعر ان ابن قتيبة اقام في دمشق والمغرب في حين أنه لم يخرج من بغداد الا الى الدينور
3 - أن المنهج الذي سار عليه مؤلف كتاب الامامة والسياسة يختلف تماما عن منهج واسلوب ابن قتيبة في كتبه التي بين ايدينا
فابن قتيبة يقدم لمؤلفاته بمقدمات طويلة يبين فيها منهجه والغرض من مؤلفه بخلاف مؤلف االامامة يقدم بمقدمه قصيرة جدا بحدود ثلالث اسطر
4 - يروي مؤلف الكتاب عن ابن ابي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه , وابن ابي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن ابي ليلى الفقيه قاضي الكوفة توفي سنة 148 هوالمعروف أن ابن قتيبة لم يولد الا سنة 213 هـ (اي بعد وفاة ابن ابي ليلى بخمسة وستين عاما
5 - أن الرواة والشيوخ الذين يروي عنهم ابن قتيبة عادة في كتبه لم يرد لهم ذكر في اي موضع من مواضع الكتاب
6 - يبدوا أن مؤلف الكتاب يروي أخبار فتح الاتدلس مشافهة من اناس عاصروا حركة الفتح من مثل (حدثني مولاة لعبدالله بن موسى وكانت من اهل الصدق و الصلاح أن موسى حاصر حصنها التي كانت من اهله) والمعروف ان فتح الاندلس كان سنة 92هـ اي قبل مولد ابن قتيبة بنحو مائة وواحد وعشرين عاما
7 - ان كتاب الاماة والسياسة يشتمل على على اخطاء تاريخية واضحة
مثل جعله ابا العباس والسفاح شخصيتين مختلفتين , وجعله هارون الرشيد الخلف المباشر للمهدي , واعتباره ان هاورون الرشيد اسند ولاية العهد لابنه المامون ثم لابنه الامين
واذا رجعنا الى كتاب المعارف لابن قتيبة نجده يمدنا بمعلومات صحيحة عن السفاح والرشيد تخالف ما ذكره صاحب الامامة والسياسة
8 - أن في الكتاب رواة لم يرو عنهم ابن قتيبة في كتاب من كتبه من مثل (ابي مريم وابن عفير)
9 - من الملاحظ أن مؤلف الامامة والسياسة لايهتم بالتنسيق والتنظيم فهو يورد الخبر ثم ينتقل منه الى غيره ثم يعود ليتم الخبر الاول , وهذه الفوضى لا تتفق مع نهج ابن قتيبة الذي يستهدف التنسيق والتنظيم
10 - أن مؤلف الامامة والسياسة يروي عن اثنين من مبار علماء مصر وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا اخذ عن هذين العالمين
11 - أن ابن قتيبة يحتل منزلة عالية لدى العلماء فهو عندهم من أهل السنة وثقة في علمه ودينه يقول عنه ابن تيمية (وان ابن قتيبة من المنتسبين الى احمد واسحاق والمنتصرين لمذاهب السنة المشهورة) راجع تفسير سورة الاخلاص طبعة 1323
وهو خطيب السنة
فهل يعقل ان يكون عالم بمنزلته يؤلف مثل هذا الكتاب الذي شوه التاريخ والصق بالصحابة الكرام ماليس فيهم
مما سبق يتضح ان هذا الكتاب نسب الى الامام ابن قتيبة بهتانا وزورا وهو منه براء
والله تعالى اعلم واحكم