تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن فوائدها كذلك أنها تُزيد حبك للنبي – صلى الله عليه وسلم -، وحبُه من الدين، وحبه من الإيمان، وقد قال الله – جل وعلا -: "قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ " [التوبة:24]، وقد قال خير البرية – صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» [البخاري: 15، عن أنس]. فإذا أردتَ أن تكون من محبيه فعليك بسيرته، وإذا أردت أن تعرف قدره فعليك بسيرته، فهي تلهب مشاعرك نحوه، وتوثق قلبك به، فعليك بإدمان النظر في السيرة حتى يكون النبي – صلى الله عليه وسلم – أحب إليك من نفسك ووالدك وولدك والناس أجمعين، ولا تظنن أن هذا الحب يُدرك بالقراءة فقط، فالقراءة وعاء أجوف ما لم تملئه بالعمل.

سادسًا: محبة الصحابة وآل البيت – رضي الله عنهم –

فمن السيرة تعرف قدْرَ أبي بكر، وبَلاءَ عمر، وبذل عثمان، وشجاعة علي، وحلم معاوية، وصبر خباب، وثبات بلال، واجتماعية الطفيل، واقتصادية ثمامة، وكرم أبي أيوب، وفقه معاذ، وهمة ابن الجموح، وفدائية ابن جحش، وقرآنية ابن مسعود، وصدق أبي ذر، وأمانة أبي عبيدة، وعبقرية الحباب، وحفظ أبي هريرة، ودهاء عمرو، وخطابة سُهيل، وفروسية الزبير، وصمود سمّاك، وأناقة دحية، ولباقة ابن حذافة، وذكاء سلمان، وغيرهم، من الصحابة – رضوان الله تعالى عليهم جميعًا ولعن الله من أساء إليهم -، فضلاً عن فَضلِ أمهات المؤمنين، فمن السيرة تعرف سَبْقَ خديجة، وعِلْمَ عائشة، وفضل سَوْدة، وبركة جويرية، وغيرهن من أمهات المؤمنين – رضي الله عنهن جميعًا -، وترى في السيرة جهادَ الصحابيات؛ وقد ضربن المثل في التضحية والبذل من أجل دين الله، فستعرف فيها: فضل سمية أيام مكة، وفضل أسماء يوم الهجرة، وفضل نسيبة بنت كعب يوم أُحد، وفضل غيرهن من الصحابيات الجليلات.

سابعًا: تحصيل المنهج النبوي في التربية

فدراسة السيرة؛ سياحةٌ روحية، تسمو بها النفوس، وتخشع لها القلوب، وتدمع فيها العيون، وتزكو بها الهمم، وتُشحذ فيها الأرواح والأجسام والعقول والجوارح. كما أن السيرة تُبيْن لك كيف أعدَّ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – جيل النصر المنشود، وكيف ساق عباد الأوثان إلى الحياة من جديد، وجعل منهم أعلامًا في الجهاد والفتوح، والحضارة والعلوم، والسياسة والفنون. فالسيرة ترسم لك معالم المنهج التربوي في الإسلام، وتشرح لك أهدف هذا المنهج ومقوماته ووسائله ونتائجه. وقد شهد أربابُ التربيةِ أن السيرةَ ذخيرةٌ في القيم التربوية والتي لم تجمعها سيرة إنسان مشى على وجه الأرض.

ثامنًا: ثقافة التكوين، إعداد الفرد المسلم، البيت المسلم، المجتمع المسلم

السيرة منهج حياة، تصور لك النظام الشامل للإسلام، فمنها يتعرف المسلم على منهج التكوين الإسلامي، فيعرف كيف أعدَّ النبيُ – صلى الله عليه وسلم – الفردَ المسلم، والبيتَ المسلم، والمجتمعَ المسلم، وكيف كانت بدايةُ الدعوةِ على حُر وعبد (أبي بكر وبلال)، ثم الأُسرة الإيمانية (في دار الأرقم)، والبيت المسلم (كبيت أبي بكر)، ثم المجتمع الإسلامي الجديد في المدينة المنورة، ثم الدولة الإسلامية التي هي نتيجة طبيعية للمجتمع المسلم، وكيف أقام هذه الدولة، وبنى مسجدها، ووحد صفها، وحرر سوقها، وجيش جيشها، وأمنَّ حدودها، وكتبَ دستورها، وعقد المواثيق مع جيرانها، وحارب أعدائها، ثم صالح وعقد هدنة، ثم راسل ملوك الدينا، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، ثم مات وخيله تتجهز لغزو الرومان.

تاسعًا: الثقافة العسكرية، ومعرفة عوامل النصر وأسباب الهزيمة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير