تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[خليل بن أمية ( Rodolfo Gil Benumeya)]

ـ[هشام زليم]ــــــــ[20 - 05 - 09, 04:10 ص]ـ

خليل ابن أمية ( Rodolfo Gil Benumeya)

بقلم أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.

بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.

رودلفو خيل ابن أمية Rodolfo Gil Benumeya صحفي, كاتب و مؤرخ أندلسي وٌلد بأنديخار (بمحافظة جيان) في الخامس من يونيو 1901 و توفي بمدريد سنة 1975م. والده هو الكاتب رودلفو خيل فرنانديث و أمه تنتمي لأسرة غرناطية أصولها مورسكية مسلمة تنحدر من عبد الله شقيق قائد ثورة البشرات الغرناطية (ما بين 1568 - 1570) محمد بن أمية رحمه الله (و اسمه النصراني فرناندو دي بالور).

درس رودلفو بمدرسة ألفونسو الثاني عشر بمدريد, و تخرّج بدبلوم في الفلسفة و الآداب من جامعة العاصمة (تسمى حاليا جامعة Complutense) حيث تتلمذ على يد المستعربين الشهيرين خوليان ربيرا Julian Ribera و مكيل أسين بلاثيوث Miguel asin Palacios , ثم تابع دراسته بالجزائر, باريس و تونس مخصصا معظم وقته للبحث في التاريخ الإسباني العربي.

سنة 1925 بعثه مكيل بريمو دي ربيرا Miguel primo de Ribera إلى المغرب لإدارة جهاز صحفي إسباني؛ هكذا انخرط ردولفو في مؤسسات الاحتلال الإسباني بالمغرب. كان مدرسا للفن الإسباني-الإسلامي و تاريخ المغرب بمركز الدراسات المغربية بتطوان, ثم بالمؤسسة الحرة لتطوان التي يديرها الزعيم عبد الخالق الطريس. شغل أيضا منصب نائب السكرتير العام لمؤسسة تهتم باليهود ذوي الأصول الإسبانية (اليهود السفاريد) Casa Universal de los Sefaridies التي يرأسها أنخيل بليدو Angel Pulido, ثم عضوا بهيئة التحرير لمنشورات "مجلة الجحافل الاستعمارية" " Revista de tropas Coloniales" ثم لمجلة " La Raza". سنة 1930, تزوّج من إيمليا كريمو Emilia Grimau شقيقة الزعيم الشيوعي خوليان كريمو Julian Grimau و أنجب منها طفلا.

ما بين 1930 و 1934 انضمّ لهيئة التحرير لمجلة "المغرب" الصادرة بباريس من طرف شباب مثقفين من تونس, الجزائر و المغرب؛ و شغل في نفس الفترة منصب نائب سكرتير المؤسسة الرسمية " Hogar Arabe" و نفس المنصب بالجمعية الإسلامية الإسبانية. سنة 1936 بُعث في مهمة ثقافية إلى مصر, و ما بين 1938 و 1940 عمل مدرسا للدراسات الإسبانية بمقر إقامة الطلاب المغاربة بالعاصمة المصرية, و أستاذا معاونا بجامعة الأزهر. كانت القاهرة في هذه الفترة مٌلتقى المٌغرّبين من عدة دول إسلامية, حيث أتيح لرودلفو خيل التعرف عن قرب على عدة شخصيات كأمير البيان شكيب ارسلان و المقاوم عبد الكريم الخطابي قائد الحرب الريفية في عشرينيات القرن الماضي. سنة 1940 عٌيّن محاضرا باللغتين العربية و الإسبانية بالجزائر, و سنة 1942 استقرّ نهائيا بمدريد حيث انشغل بأنشطة سياسية و صحفية, لكنه بقي على علاقة بالمغرب و مصر التي أدى فيها مهمات مرات عديدة, و سنة 1962 عمل بالبعثة الصحفية بالسفارة المصرية بمدريد (كانت مصر تسمى آنذاك الجمهورية العربية المتحدة) بعدها حصل على عدة أوسمة من طرف إسبانيا و مصر جزاءا لما قدمه من خدمات لهما.

جذور خيل بن أمية الإسلامية أثرت على فكره و دفعته إلى مصاف الوطنيين الأندلسيين. لقد شغلت هموم الوطن الأندلسي حيزا كبيرا من تفكيره و كتاباته رغم الهامش الضيق من الحريات المسموح بها في عهد الجنرال فرانكو؛ لقد طالب بالحق الأندلسي و استعادة المورسكيين لحقوقهم التي أجبروا على تركها في إسبانيا بعد طردهم في القرن 17. عند اندلاع الحرب الأهلية بإسبانيا سنة 1936م, كان خيل بمصر الشيء الذي أعفاه من التعرض للاضطهاد و القمع الذي كان ضحيته وطنيون أندلسيون, على رأسهم رفيقه بلاس انفانتي Blas Infante " أب القومية الأندلسية المعاصرة", هذا الأخير تأثر بخيل في القضايا المتعلقة بالتاريخ الإسلامي للأندلس و الشتات المورسكي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير