تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال ابن الساعي في تاريخ سنة أربع وخمسين وستمائة: في يوم الجمعة ثامن عشررجب - يعني من هذه السنة - كنت جالسا بين يدي الوزير فورد عليه كتاب من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم صحبة قاصد يعرف بقيماز العلوي الحسني المدني، فناوله الكتاب فقرأه وهو يتضمن أن مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم زلزلت يوم الثلاثاء ثانى جمادى الآخرة حتى ارتج القبر الشريف النبوي، وسمع صرير الحديد، وتحركت السلاسل، وظهرت نار على مسيرة أربع فراسخ من المدينة، وكانت ترمي بزبد كأنه رؤوس الجبال، ودامت خمسة عشر يوماً.

قال القاصد: وجئت ولم تنقطع بعد، بل كانت على حالها، وسأله إلى أي

الجهات ترمي؟ فقال: إلى جهة الشرق، واجتزت عليها أنا ونجابة اليمن ورمينا فيها سعفة فلم تحرقها، بل كانت تحرق الحجارة وتذيبها.

وأخرج قيماز المذكور شيئا من الصخر المحترق وهو كالفحم لوناً وخفة.

قال وذكر في الكتاب وكان بخط قاضي المدينة أنهم لما زلزلوا دخلوا الحرم وكشفوا رؤوسهم واستغفروا وأن نائب المدينة أعتق جميع مماليكه، وخرج من جميع المظالم، ولم يزالوا مستغفرين حتى سكنت الزلزلة، إلا أن النار التي ظهرت لم تنقطع.

وجاء القاصد المذكور ولها خمسة عشر يوماً وإلى الآن.

قال ابن الساعي: وقرأت بخط العدل محمود بن يوسف بن الامعاني شيخ حرم المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، يقول: إن هذه النار التي ظهرت بالحجاز آية عظيمة، وإشارة صحيحة دالة على اقتراب الساعة، فالسعيد من انتهز الفرصة قبل الموت، وتدارك أمره بإصلاح حاله مع الله عزوجل قبل الموت.

**********

إعداد: أبو عمر الفلسطيني

[1]- مدينة تابعه للمدينه المنوره وتصنف بالفئه أ إن شاءالله ستكون مدينة في أقرب وقت أكبر مراكز محافظة ينبع التابعة لمنطقة المدينة المنورة؛ من حيث المساحة حيث تبلغ مساحتها التقريبية 2863 كيلومتراً، تقع شمال شرق المحافظة على بعد 150 كيلو متراً عن طريق تجارة قريش المتجهة إلى الشام -قديماً- والمسمى بطريق مأرب بتراء، ويحدها من الغرب مدينة أملج على بعد 120 كيلو متراً، ومن الشرق المدينة المنورة على بعد 240 كيلو متراً، ومن الشمال مدينة العلا على بعد 200 كيلو متراً، وتتميز بموقعها الجغرافي من حيث كونها تقع عند ملتقى مجموعة الطرق القديمة والحديثة، وترتفع عن سطح البحر حوالي 1200 متر، وهي حارة صيفاً باردة شتاءً. ويتبع للعيص قرى وهجر وهي: الفرع القراصه المربع سليلة جهينة اميرة المرامية المثلث هجرة هدمه ويبلغ عدد سكان قطاع العيص اجمالاَ تقريباَ 45000 نسمة

حظيت العيص بشهرة تاريخية كبيرة لذكرها في كتب السيرة، حيث تتابعت إليها السرايا والغزوات التي كان يبعثها رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ لملاقاة عير قريش قربها في الطريق الذي كانت تسلكه قادمة من الشام، وذلك للرد على محاربتها للإسلام وإيذائها للمسلمين، ومن أشهر هذه السرايا؛ سرية حمزة بن عبدالمطلب -رضي الله عنه- وهي أول سرية في الإسلام التي كانت مكونة من ثلاثين رجلاً، وقد بعثها الرسول في الشهر السابع من السنة الأولى للهجرة، لملاقاة عير قريش الراجعين بتجارة قريش من الشام، وكانوا ثلاثمائة رجلاً بقيادة أبي جهل، وقد تدخل مجدي بن عمرو الجهني من زعماء قبائل العيص للمهادنة بين الفريقين، وجاء ذكرها في مختصر سيرة الرسول للشيخ محمد بن عبدالوهاب، وسرية زيد بن حارثة في شهر جمادى الأولى من السنة الأولى للهجرة، وتمكن فيها المسلمون - وكان عددهم مائة وسبعين رجلاً - من أسر كثيرين ممن كانوا في العير، وقد ذكرها ابن سعد في «الطبقات الكبرى».

كلمة العيص لها معانٍ كثيرة في المعجمات العربية حيث قال عنها: «ابن منظور» في اللسان في مادة «عوصة» إن العوص تعني ضد الإمكان واليسر»، ويقال اعتاص عليه الأمر إذا التاث عليه أمره فلم يهتد لجهة الصواب، كما ذكر أن العيص أصول الشجر، وقد تأتي بمعنى الجدب والحاجة. وقال «صاحب التاج»: إن العيص معناها النفس وقيل الحركة والقوة وهي بمعنى صبور، وعيص بمعنى صدق، وقال عنها «ياقوت الحموي» في معجمه: «العيصان تسمية للعيص وهو منبت خيار الشجر مثل السدر والعوسج إذا تدانى والتف» ولكن في هذا الموضع كلمة العيص تعنى الشجر الملتف النابت بعضه في أصول بعض، ويكون من خيار الأشجار مثل السدر والسلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير