[حتى لا ننسى مأساة مالقة.]
ـ[هشام زليم]ــــــــ[24 - 05 - 09, 05:19 م]ـ
[حتى لا ننسى مأساة مالقة.]
بقلم: أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
لازال أندلسيو مالقة يتذكرون ببالغ الحزن و الألم ذلك اليوم الذي اقتحم فيه الغزاة القشتاليون مدينتهم زارعين الموت و الرعب في قلوب أهلها, مستبيحين كل الحرمات ومهلكين الحرث و النسل. كان ذلك قبل 522 سنة, و بالتحديد يوم 18 غشت 1487. و رغم مرور القرون, حافظ أحفاد من شهد تلك المذبحة الرهيبة على تلك الذكرى و ورثوا عن أجدادهم كرها رهيبا لسلطة الاحتلال القشتالية التي عملت كل ما في وسعها لتورية الحقيقة عن الناس. هذا ما دفع اليوم أحد الأندلسيين المالقيين يدعى رفائيل فرنانديث لوكي Rafael Fernandez Luque لكشف جزء منها للعالم, موثقا ذلك بالأسماء: أسماء الجلادين النصارى, و أسماء الضحايا المسلمين المالقيين الذين أجبروا على التنصر.
قبل أن يذكر فرنانديث قائمة الأسماء سطّر مقدمة بليغة يستنهض فيها همم الأندلسيين, العوام منهم و المثقفين, الساسة منهم و غير الساسة, و يذكرهم بالمحن التي تحمّلها أجدادهم المسلمون.
فبالنسبة لرفائيل لوكي, احتفال أبناء المستوطنين القشتاليين لمالقة في الثامن عشر من غشت من كل سنة بذكرى سقوط هذه المدينة بيد الملكين الكاثوليكيين فرناندو و إيسابيلا سنة 1587هو مأتم له و لإخوانه الأندلسيين. احتفال يحضره الساسة الرسميون, القادة العسكريون, ممثلو الكنيسة الكاثوليكية و حفنة من المؤرخين, جميعهم يرتدون ثيابا لائقة, متبعين سُنّة عمرها 522 سنة, يجتمعون في هذا الحفل لتعداد مزايا "الاسترداد" و "الدمج". لكنهم يتحاشون قول هذه الكلمات المنبوذة: "إن الاحتلال العنيف بالدم و النار لمالقة, المدينة الشهيدة, هي مذبحة تُسيل اليوم أنهارا من الحبر. لقد حوصرت مالقة, و قُطِع عنها الماء, و مٌنِع إدخال الطعام للشيوخ, و النساء و الأطفال لمدة 3 أشهر. و زاد ارتفاع الحرارة في شهري يوليو و غشت 1487 من هول المأساة. أكثر من 30 ألف أندلسي ماتوا من الجوع و العطش و الأوبئة, و آخرون سُلّموا كعبيد لبابا روما. هذه هي الحقيقة التاريخية التي يتم الاحتفال بها اليوم."
ثم تابع قائلا:"لقد عاش في مالقة أبطال كثر لا نعرف عنهم شيئا اليوم. في هذا الموضوع سنذكر و لو نذرا قليلا من مأساة بعضهم لعلّ هذا يٌسهم في صحوة ضمير "المفكرين", الساسة و المنظمات الغير حكومية ... إلخ, الذين يشغلون أنفسهم بقضايا بعيدة و يتجاهلون قضاياهم الحقيقية. و هنا أوجّه شكري للكتاب الأندلسيين الحاليين الذين نقّبوا في الأحداث: ك أنخيل كلان Angel Galan, مانويل باريوس أكيليرا Manuel Barrios Aguilera, مكيل كروث إيرنانديث Miguel Cruz Hernandez, إيكنثيو أولكي Ignacio Olague, برنارد فانسان Bernard Vincent, و أبو جبل و غيرهم."
لقد أشاد رفائيل بإسهام هؤلاء المؤرخين و غيرهم, من خلال أبحاثهم, في التعريف بمأساة مالقة, و أصبح بالإمكان التعرف على الأحفاد الحاليين للقتلة و اللصوص الذين, عبر قانون الغاب و اللصوصية, استرقوا و سرقوا الأجداد. و هذه أسماء بعض العائلات الغازية: ألونسو أشيا Alonso Axea , إيرناندو بوراس Hernando Porras, بنيثو مارتن Benito Martin , خوان سانشيث بورتاغو Juan Burtago Sanchez. و سنرى أدناه حجم الأراضي التي استولوا عليها.
أما أسماء المالقيين الذين تعرّضوا للظلم و الاسترقاق و القتل و الطرد فتجمعها لوائح طويلة عريضة, اكتفى الباحث الأندلسي رفائيل لوكي بذكر أسماء بعض من تعرّض منهم للنفي و مصادرة أملاكه, "لعلّ الساسة الأندلسيين عامة و المالقيون خاصة في هذه الذكرى الجديدة, يتذكرونهم فيسمون الشوارع بأسمائهم, لكي يعي الجيل الجديد جيدا تاريخ مالقة و الأندلس".
و هذه قائمة بأسماء بعض المالقيين الذين هُجّروا و صودرت ممتلكاتهم إما مباشرة بعد احتلالها سنة 1487, أو بعد تنصيرهم في بداية القرن 16م إلى حدود قرار الطرد الجماعي للمسلمين سنة 1609م.
¥