تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لازالت العائلات ذات التقاليد الإسلامية تحتفظ بذكريات حول خصائص الملابس الأندلسية. سمعَت فينيرادا في المنزل أن جدّ جدها كان دائم الارتداء لجلابة Chilaba تُدعى Bata فوق السروال و القميص. و ذكر لها جدها أنه كان يذهب للعمل بها. آخِر من ارتدى هذا الزي ب ريوبار Riopar هو العم سياس Tio Sayas (6) الذي توفي سنة 1971 و لازالت ذكراه حية بين الناس, حيث يذكرون أنه يرتدي ثيابا على شكل تنورة لأنه يعاني من سلس بولي. أما والد جد خوان فاليرو Juan Valero فكان يضع دائما قلنسوة على رأسه على الطراز المورسكي. ولازالت والدة خوان , أورورا فالديلفيرا Aurora Valdelvera تعرف كيفية إبرام القلنسوة على هذه الطريقة, كما حافظت ذاكرتها صورة فلاح يٌدعى لورنثو كاستيو بينادو Lorenzo Castillo peinado كان يركع و يسجد في اتجاه منطقة Collado de la Rambla, وكلما رأته كانت تتساءل:"ماذا يفعل يا تُرى؟ "

تتذكر أورورا يوم خطبتها و زفافها, حيث جاءت عائلة الزوج إلى مزرعة والدها في موكب من عربات تجرها الخيول و مؤثثة بفراش سرير النوم, و أقيمت هناك حفلة بهيجة. أما هي فقد و ضعوا لها مئزرا Delantal يرمون فيه النقود. و لمّا توفيت عمّتها كفّنوها في ثوب أبيض و وضعوا في يديها باقة زهور, و أخفوها طيلة الليل.

خوان فاليرو اعتبر أن معظم هذه العادات و غيرها كثير بريوبار, و ذُكرت في كتاب لخيرالد برينان Gerald Brenan؛ هذا الكاتب الإنجليزي عاش في عقد العشرينات (1920) بقرية بالبشرات تدعى Yegen, و وصف طباع و عادات أهلها.

المطبخ

يشكل المطبخ ميدانا متميزا آخر لدى العائلات التقليدية بريوبار. كان والد فينرادا Venerada يطبخ الكسكس " Cuscus" (7) ( هكذا كان يسميه) بلحم الحمل, البطاطس, الحمص, دقيق القمح أو الذرة, صلصة البصل (8) , الطماطم و البقدونس. كما تتذكر فينرادا المُجَبِّنات " Almujabenas" و هي عبارة عن حلويات تُحضّر بأماكن متعددة , و قد علّم أبوها والدتها كيفية تحضيرها – لم تكن زوجته تشاطره تقاليده -, و كانوا يأكلونها خلال "الأسبوع المقدس". و تُحضّر هذه الحلوى بالدقيق, البيض, الماء و السكر. من جهتها كانت فالديلفيرا أورورا تُحضِّر حلوى تُسمّى nuégadas, و هي عبارة عن حلوى على شكل كرات مطهية تتكون من الجوز (الكركاع) و السكر.

كان والد فينيرادا يعمل بأشجار الصنوبر بالجبل, و نادرا ما غادر ريوبار, و رغم ذلك كان يقول لابنته أن العرب يحبون الحلويات كثيرا و أنهم يحضّرونها بالعسل. بعد عدة سنوات عادت فينيرادا لتحضير المجبنات و حلويات أخرى كانت تُطهى بالمنزل و تقدمها لزبناء فنادقها البسيطة التي تخدم السياحة القروية.

عندما كان خوان لوبيز و شقيقه يصومان خلال الأسبوع المقدس, كانا يُحضّران طعاما بالدقيق, يأكلانه قبل الفجر و عند المساء, لكن فينيرادا لا تعلم شيئا عن هذا الطعام. و كانا لا يدخنان خلال هذه الأيام, و لا يشربان الخمر. كان خوان يأكل لحم الخنزير و غالبا ما يعلّق أنه لا يجب عليه فعل ذلك. حسب خوان لحم الخنزير أساسي في غداء الوادي "لكن يضيفون إليه العديد من التوابل و يطهونه حتى يتغير طعمه كليا؛ أما نقانقه فتُحفظ في زيت الزيتون و تُمزج بالأرز و طحين حبات البنيونش Pi?ones"

والد خوان كان يقتل الخنازير ليأكلها الناس, لكنه لا يأكل لحمها في المنزل لأن ذلك حرام. تشرح فينيرادا أن الطبق الذي يُحضَّر تقليديا بشحم الخنزير يُحضَّر في منزلهم دائما بشحم البقر.

خوان لوبيز والكنيسة

على غرار أبناء القرية, كان على فينيرادا أن تحضر للقداس في الكنيسة و قد أبدى والدها امتعاضا من ذلك: "لم تطأ قدمه الكنيسة أبدا. والدتي أصرّت على أن نفعل ذلك و إلا فسيبلغون عنّا. لكني كنت الوحيدة التي لم تحضر القداس" كما أخبرت ابنته. بعد زواج فينيرادا و وفاة فرانكو لم يعد هناك اعتراض على ذلك: "لم أتزوج في الكنيسة حيث لم يشأ والدي ذلك". كانت هناك حفلة زفاف بسيطة, و أشار لها والدها بيده قائلا: "اخرجي من المنزل مُقدِّمة رجلك اليمنى إلى الأمام, و ها أنتِ له مدى الحياة", بعبارة أخرى لا داعي لتلك المراسيم الكنسية للزواج.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير