تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان إيتا على درايه بكتب الفروسيه وبكتب الأخبار التي تتناول آخر سنوات مملكة غرناطة، وكانت له صلة بالأغنيات الشعبية القديمة والجديدة، وكان يصدق أية أخبار يراها مطبوعة. كان يخلط بين الحقيقة التاريخية والخيال الشعري، ويلغى الحدود الفاصلة بين الواقع والخيال.

ونحن نعلم انه فى أثناء الحرب ضد الموريسكيين كان جنديا حل محل احد الأغنياء عندما تلقت مدينة لوركا Lorca طلبا ثانيا لإرسال فرقة من الرجال للمشاركة فى الحرب. من بين أولئك الذين طردوا كان هناك أصدقاء ومعارف للمؤلف، ممن ذهب لزيارتهم فيما بعد من اجل كتابة تاريخ موثق لثورة الموريسكيين وجدير بالذكر أن بيريث دى إيتا قد رأى فيرناندو دي بالور عندما كان هذا الأخير عضوا فى مجلس غرناطة.

يتحدث المؤلف إذن عن عالم يعرفه جيدا، لكنه سار وفق التيار العام السائد آنذاك، ولم يتفهم حق الإنسان الموريسكى فى حرية الاعتقاد.

أدب دعائى:

المطالع لرواية إيتا يرى أن مسلمى غرناطة كانوا يدخلون فى المسيحية جماعات و أفرادا حتى قبل سقوط مملكتهم فى يد فيرناندو الكاثوليكى، ولا نرى سوى أن هذا من باب الأدب الدعائى الذى عهدناه فى أدب القرن السادس عشر الاسبانى، ودليلنا على ذلك فى غاية البساطة: لو كان الأمر كذلك فلماذا تمسك الموريسكيون بإسلامهم ما يزيد على قرن من الزمان رغم محاكم التفتيش وأهوالها ورغم الصعوبات وانقطاع الصلة مع بقية العالم الاسلامى؟

لكن ما الذى يدفع مؤلفا مثل بيريث دى ايتا إلى التغنى بشجاعة موسى ورضوان وغزول وحامدى الثغرى؟ للإجابة عن هذا السؤال سنستعرض بإيجاز قضية ثارت بعد استيلاء الملك الكاثوليكى على غرناطة الإسلامية, فقد ظهر بين الأدباء الاسبان اتجاهان: أحدهما يلحق بالمسلمين كل نقيصة، والآخر يبالغ فى إظهار قوتهم. ثار جدال بين الفريقين، وتساءل الفريق الأول لماذا التغنى بأمجاد الأعداء؟ فرد الفريق الثانى ردا منطقيا: إن الاعتراف بشجاعة الأعداء وقوتهم يحمل فى طياته مديحاً للملك الكاثوليكى الذى انتصر على عدو بهذه القوة و بهذه الشجاعة

- التعاطف مع المسلم:

يرى كثير من الباحثين الإسبان أن كتابين من الكتب التى وضعها بيريث دي إيتا تندرج فى إطار الكتابات المؤيدة للموريسكيين.على أن هؤلاء الباحثين يقولون إن بيريث دى إيتا لا يتعاطف مع قضية الموريسكيين عندما يطالبون باحترام هويتهم الدينية، ولكنه يتعاطف معهم بالنظر إلى تلك الظروف التي كانوا يعيشون فيها، ويرى أن تجاوزات الجنود أدت إلى فشل سياسة الوفاق التي انتهجها ماركيز مونديخار.

هل كان بريث دى ايتا متعاطفاً مع المسلم كما يذكر لوبيث استرادا وغيره من الباحثين؟ هناك إجابتان لهذا السؤال: الأولى يمكن أن يقدمها قارئ مسلم تصدمه تعبيرات المؤلف التى يسئ فيها إلى الإسلام وإلى القرآن وإلى النبى (ص) , ويرى فيها أن المؤلف بعيد كل البعد عن التعاطف. الإجابة الثانية يمكن أن يقدمها قارئ يضع فى اعتباره أن المؤلف مسيحى ويرى أن دينه هو الحقيقى ولهذا لا يريد أن يموت الفارس المسلم إلا بعد أن يتحول إلى المسيحية حتى يضمن له الفوز بالجنة، وعليه فإن هذا القارئ يرى أن المؤلف متعاطف مع المسلم وإن كان يرى - بصدق أو انصياعا لتيار سائد- أن الإسلام دين باطل.

وصف المبارزات:

جمعتنى واستاذى مائدة العشاء التى دعينا إليها وكعادته دائماً تحدث أستاذنا فى أمور شتى بعضها جد وبعضها الآخر يدخل فى أمور الفكاهة. تحدثنا عن برامج التلفزيون المصرى و بالتحديد عن برنامج المصارعة الحرة وقد أبدى أستاذنا دهشته من التعبيرات التى يطلقها المذيع عندما يصيح " خنقة جميلة " إذ كيف تكون " الخنقة" جميلة؟ تذكرت استاذى وملاحظاته تلك عندما كنت أطالع صفحات الكتاب الذى يتناول مبارزات بين فرسان قد تنتهى بمصرع بعضهم. رغم ذلك فالتعبيرات التى يستخدمها توحى بان الأمر لا يتعدى لعبة مسلية.

إن القارئ عندما يطالع العبارات التى يتبادلها الفرسان قبل المبارزة حيث يمدح كل منهما شجاعة الآخر ونبل أصله يتخيل انه إزاء منافسة فى الأناقة أو فى لعبة رياضية لا أمام مبارزة قد تضع نهاية لحياة احد الفارسين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير