تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عثمان عثمان: شكرا جزيلا. دكتور باختصار مفيد يعني ماذا تعلقون؟

عماد الدين خليل: والله يعني أتمنى أن أتلقى الأسئلة يعني ..

عثمان عثمان (مقاطعا): الأخ جلال ربما ركز على موضوع العصر العباسي وما كان يجري فيه من مجون ومصادر هذه الأحداث التاريخية.

عماد الدين خليل: نعم. أنا ذكرت الحقيقة قبل دقائق أن علم التاريخ علم احتمالي وأن الكثير من المرويات لا تصمد أمام النقد التاريخي وما قيل عن العباسيين تمت .. يعني انطوى على قدر كبير من المبالغة فيما يتعلق بالمجون لأنه كتب بأيدي عناصر مضادة للعباسيين وبالتالي نتوقع أن تشويها ما سيحدث في المرويات التي تتحدث عنهم وهذا نفسه الذي حدث مع الأمويين وحتى مع العصر الراشدي، يعني التاريخ ينطوي على قدر كبير من الأهواء والميول والتحزبات التي تقلب الأبيض أسودا والأسود رماديا إذا صح التعبير، فعلينا ألا نستسلم للمرويات خاصة إذا كان المصدر من مصادر التاريخ الأدبي وليس التاريخ السياسي العام، يعني على سبيل المثال أبو الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني اللي يقدم هذه المرويات بغزارة كبيرة عن العصر العباسي ويعطي صورة كاحلة عن هذا العصر باعتباره عصر مجون في الحقيقة ثبت بالنقد التاريخي أن مرويات أبي الفرج الأصفهاني لا تصمد أمام هذا النقد ولا يمكن التسليم بها بسهولة.

عثمان عثمان: الأخ صفاء الشيخلي يقول { .. فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} [فاطر:43] يقول إن هناك ربما الواقع من بعض ما يجري يتناقض مع مفهوم هذه الآية ولم يعط مثلا على ذلك.

عماد الدين خليل: كيف؟ لا بد من الأمثلة لكي نناقشه في ضوئها، يعني المسألة لا يناقش فيها أحد وهي معلوم من الدين بالضرورة أنه { .. فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} يعني ذكرت قبل قليل {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا .. } سنة إلهية في أن المنشار الإلهي ينزل على كل الأمم والجماعات والشعوب والإمبراطوريات والممالك ويخرجها من التاريخ، وليأتني أي شخص بدولة واحدة أو إمبراطورية واحدة أو حضارة واحدة لم ينزل عليها هذا المنشار الإلهي فيفترسها ويضيق عليها الخناق ثم يخرجها من التاريخ، هذه سنة إلهية والتدافع والاختلاف البشري والتغاير وكل ما ذكر عبر هذا اللقاء وما لم يذكر قد يعطينا مؤشرات على أن سنة الله لن تجد تبديلا على الإطلاق لأنها تنطوي على وعد إلهي بأن ما يريده الله سيتحقق بكل تأكيد وذكرت أيضا مثل على واقعة الصراع البيزنطي الفارسي الذي وعد به القرآن وتحقق في نهاية الأمر.

مسائل حول فهم حركة التاريخ وقيمته المرجعية

عثمان عثمان: الأخ عدنان يقول سليمان عليه السلام .. القرآن مختلف تماما عما نجده، طبعا سليمان القرآني، مختلف تماما عما نجده في التاريخ حسب اليهود والنصارى، هل يمكن أن نقول إن القرآن يستعمل الأسطورة أم أن هناك ما يخفى علينا لا نعرفه؟ كيف يمكن قراءة هذه القصص مع العلم أنه من المفسرين من ذهب مثلا إلى تأويل الطير على أنه مناصب في جيش سليمان على سبيل المثال؟

عماد الدين خليل: ذكرت أيضا في سياق الحديث عن الجهد الكبير الذي بذله موريس بوكاي في تحقيق بعض المعطيات التاريخية القرآنية ومضاهاتها مع المعطيات التاريخية الواردة في التوراة والإنجيل وتبين له بالإحالة على الكشوف الأكثر حداثة في المجال التاريخي أن ما قاله القرآن الكريم ينطوي على المصداقية المطلقة، يعني أذكر على سبيل المثال سورة يوسف، في سورة يوسف لا يرد اسم فرعون على الإطلاق لأن يوسف ظهر في الفترة الهكسوسية التي حكم فيها الهكسوس مصر وأخرجوا الفراعنة دفعوهم إلى بلاد النوبة وسيطروا على مقدرات مصر وشكلوا مملكة واللي كان يحكم مصر آنذاك كان يسمى ملكا وليس فرعونا فسنجد اسم الملك يتردد في سورة يوسف ولا تجد أي أثر لاسم فرعون، أية مصداقية تاريخية هذه تنطبق في الوقت الذي كان محمد عليه الصلاة والسلام لا يكاد يعرف شيئا عن هذا التاريخ الموغل في القدم والذي لم يتحقق أو لم يحقق إلا في العصور الحديثة في هذه المراحل الأخيرة التي تبين فيها أن يوسف ظهر في العصر الهكسوسي الذي كان يحكم فيها مصر الملوك وليس الفراعنة. وما أكثر الأمثلة التي لا يتسع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير