[بئر رومة وقف الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه]
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[03 - 07 - 09, 03:16 ص]ـ
قرأت قبل أيام بحث عن بئر رومة , للدكتور عبدالله بن محمد الحجيلي الحربي
أستاذ مشارك بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية
قسم القضاء والسياسة الشرعية
فأعجبني جدا ما قرأته عن هذا البئر ووجدته من أفضل البحوث التي أحاطت بهذا الموضوع من جميع جوانبه فجزى الله الشيخ على حسن عمله وأحببت أن تشاركوني قرأته وقد أختصرت منه الكثير
رومة: بضم الراء وسكون الواو وفتح الميم، بعدها هاء، وقيل: رؤمة بعد الراء همزة ساكنة.
انظر: وفاء الوفاء: 3/ 967، المغانم المطابة 2/ 640، وبهجة النفوس للمرجاني 1/ 122، وإثارة الترغيب والتشويق للخوارزمي 2/ 367.
هذا البئر من الأوقاف الباقية إلى يومنا الحاضر
أولا: بعض الأحاديث الواردة في بئر رومة:
في صحيح البخاري قَالَ عُثْمَانُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ فَيَكُونُ دَلْوُهُ فِيهَا كَدِلَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَاشْتَرَاهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)
وفي صحيح البخاري بَاب مَنَاقِبِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَبِي عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَحْفِرْ بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ فَحَفَرَهَا عُثْمَانُ وَقَالَ مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ فَجَهَّزَهُ عُثْمَانُ
وفي سنن الترمذي عن أبي عبد الرحمن السلمي قال لما حصر عثمان أشرف عليهم فوق داره ثم قال أذكركم بالله هل تعلمون أن حراء حين انتفض قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اثبت حراء فليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد قالوا نعم قال أذكركم بالله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في جيش العسرة من ينفق نفقة متقبلة والناس مجهدون معسرون فجهزت ذلك الجيش قالوا نعم ثم قال أذكركم بالله هل تعلمون أن بئر رومة لم يكن يشرب منها أحد إلا بثمن فابتعتها فجعلتها للغني والفقير وابن السبيل قالوا اللهم نعم وأشياء عددها
ثانيا / لفتة كريمة من حكومة المملكة السعودية نحو البئر:
وقد تعرضت البئر عبر العصور الإسلامية إلى الهدم وعدم الاعتناء، إلى أن انضمت المدينة المنورة تحت لواء الملك عبد العزيز سنة 1344هـ، فتولت إدارة الأوقاف الإشراف عليها، فأجرتها على مجموعة من مزارعي المدينة، فقاموا بزراعتها خير قيام، حتى تولت النظر عليها والقيام بها وزارة الزراعة بموجب عقد مبرم بينها وبين وزارة الأوقاف، فنمتها أحسن تنمية، ولا زالت كذلك إلى اليوم.
ثالثا / موقع البئر:
في الجهة الغربية لمسجد القبلتين، بعيداً عنه، في منطقة تعرف قديماً بـ ((مجتمع الأسيال))،وتقع بئر رومة في العقيق الأصغر، في الجهة الشمالية في براح واسع من الأرض، قبلي منطقة الجرف المعروفة إلى اليوم عند مفيض عين مروان بن الحكم من ناحية الجرف، ومن ماء الجرف تنبع بئر سيدنا عثمان بن عفان
رابعا / تاريخها:
وبئر رومة بئر قديمة عادية جاهلية، عرفت منذ عصور قديمة، وأول ما ذكر من تاريخها ما ذكره الإمام المجد والسمهودي وغيرهم أن تُبَّعاً الملك اليماني استسقى منها، عندما حاصر المدينة المنورة.
خامسا / مالكها قديما:
اختلفت الروايات في المالك لها في العصر الجاهلي، فأكثر الروايات وأصحها أن المالك لها رجل من بني مزينة، وقد روي عن النبي أنه قال: ((نعم الحفير حفير المزني))، قال السمهودي: ((يعني رومة والذي حفرها رجل من مزينة)).
وذكر الإمام ابن عبد البر: أنها كانت ركية ليهودي يبيع ماءها للمسلمين، ومنه اشتراها عثمان على دفعتين الأولى: اشترى النصف الأول بـ 12.000 درهم، ثم اشترى النصف الآخر بـ 8000 درهم.
وذكر المجد عن أبي عبد الله بن منده: أنه قال: ((رومة الغفاري، صاحب بئر رومة، ثم ساق السند إلى بشر بن بشر الأسلمي عن أبيه.
قال: ((لما قدم المهاجرون - وساق الحديث، ومنه: ((وكانت لرجل من بني غفار بئر يقال لها: رومة، وكان يبيع منها القربة بالمد)).
وفي رواية الكلبي: ((بيع القربة بالدرهم)).
¥