"عودتني ابنتي غيداء وكما هي عادة الأطفال في مثل سنها أن تطلب مني كل ما تقع عليه عيناها وتعجب به، فتارة تريد القلم وأخرى النظارة والساعة وغيرها، ولكن هذه المرة طلبت طلباً لا أستطيع تلبيته. إذ نظرت ذات مساء إلى السماء فقالت ببراءة الطفولة مشيرة بإصبعها إلى القمر وهو بدر مكتمل أن هات القمر! ولما لم أستطع التنفيذ أخذت تبكي، وتكرر الطلب فكانت هذه الأبيات:
غيداء تطلبني القمر ................. هذي الحكاية والخبر
لي طفلة هي ناظري ................. هي درتي بين الدرر
ما أن أراها تبتسم ................. حتى يفارقني الكدر
عصفورة أحلامها ................. في طهر قطارات المطر
في ذات ليل قد بدا ................. بدر السماء لمن نظر
وبنيتي تلهو على ................. كتفي وقد طاب السمر
نظرت إلى أعلى وقا ................. لت يا أبي هات القمر
ببراءة فاضت محا ................. جرها بدمع منهمر
وتكرر الطلب الذي ................. لا أستطيع به الظفر
أبنيتي إن الذي ................. تبغينه بُعد البصر
بعد السلام من الذي ................. طلب السلام من الخور
بُعد الحنان من الذي ................. نصب المنايا من البشر
بعد الوفاء من الذي ................. خان الشريعة واحتقر
أبنيتي فدعي القمر ................. بين الكواكب والدرر
يزهو ويؤنس كل من ................. ذاق المرارة والضرر
فلعل أماً قد بكت ................. حزناً وأرقها السهر
تشكو فراق وليدها ................. في القدس حين رمى الحجر
ما انصاع يوماً خاضعاً ................. لقرار ذاك المؤتمر
فلعلها غيداء أن ................. تسلو إذا رأت القمر
وتبث شكواها إلى ................. رب العباد مع السحر
يا رب فاكشف ما بنا ................. رباه أنت المنتصر
وحليلة تشكو إلى الر ................. حمن من طول الضجر
أخذ اليهود خليلها ................. ورموه في ضيق الحُجَر
ومشرد قد هام في ال ................. أوطان يطلب مستقر
ويتيمة تبكي على ................. فقد الأب الحاني الأبر
قتلته شرذمة بغت ................. من بعد أن قاس الأمر
فلربما نظروا إلى ألـ ................. أحداث في وجه القمر
وتذكروا أن الذي ................. يجري بأسباب القدر
رفعوا الأكف ضراعة ................. ودعوا إلهاً مقتدر
يا رب فانصر ملة الـ ................. ‘سلام واخذل من كفر
يا خير من ندعوه يا ................. أمل الجريح المنكسر
غيداء فلتدعي القمر ................. بين الكواكب والدرر
يزهو ويؤنس كل من ................. ذاق المرارة والضرر "
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[19 - 07 - 09, 10:32 م]ـ
(الحلقة التاسعة)
9 - الشيخ محمد رزان بن محمد أشرف الفتاحي الجلهنوي
من خريج جامعة الفتاح للدراسات الإسلامية بجَلْهِنَّ بسريلنكا ومن أساتذتها.وجدت له كتابين أحدهما يخدم المذهب الأشعري وثانيهما يخدم المذهب الشافعي فهو إذن شافعي المذهب أشعري المعتقد كما هو حال أكثر العلماء السريلنكيين.
1 - "ضيافة الأنام بتعريف منظومة عقيدة العوام" من مطبوعات "الهلال" بعاصمة سريلنكا "كَلَمْبُوْ" سنة 1428 هجريا 2007 ميلاديا "بتقريظ الشاعر الأستاذ مفخرة الجزيرة السريلنكية محمد هشام بن محمد بخاري الفتاحي-الأستاذ بكلية مدينة العلم العربية-"كما ورد في كتابه. وقرظه بقصيدة شعرية وسجلتها هنا لندرة الشعر والشعراء بسريلنكا:-
حمدا لربي خالق الأكوان وعالم بالسر والإعلان
مصليا على النبي الباني لقلعة التوحيد بالإتقان
وآله وصحبه الأخيار ومن سعى إلى رضا الرحمن
لنا مزيد الفخر بالتقريظ لذا الكتاب غالي الأثمان
هذا كتاب قيم مسطورا باسم "ضيافة الأنام" الساني
في كشف ما تحوي من لمزايا "عقيدة العوام" بالتبيان
هي للإمام أحمد المرزوقي من عترة الرسول ذي الفرقان
قد نال تبشير النبي في الرؤيا خير البراهين على الرضوان (1)
وخطه الشيخ رزان العلم منتصرا لأصدق الأديان
وقد تعاطى منهجا ميسورا يقرب المقصود للأذهان
ما أحسن التعبير والتبيينا مثل اليواقيت على التيجان
بناه مع صلابة الجدران على أساس الحق والبرهان
مرتبا مهذبا محويا فيه شتات الدر والمرجان
كم ذاق نفسي حين نظري فيه حلاوة الأفراح والسلوان
¥