تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فلنتدبر هذا المقال الذي نشرته جريدة أندلسية غرناطية ناطقة باللغة القشتالية –الإسبانية السائدة اليوم و هي لغة المحتل الغاصب- و لنستنتج من احتل من, و من غزا من, و لنتخيل خيبة أمل الأندلسيين لما يعلموا أن من يحسبونهم قاعدتهم الخلفية و مكمن مددهم –بعد الله عز وجل- و من تجمعهم معهم رابطة الأخوة في الإسلام قد جرّموهم و جعلوهم هم الغزاة الظالمين لأنهم أحفاد من "احتلوا" إسبانيا و فرضوا الإسلام على أهلها.

فالله المستعان.

صورة للمقال المنشور بجريدة "لا كرونيكا غرانادينا" (للأسف تاريخ الجريدة غير موجود في هذه النسخة التي حمّلتها من موقع ابن أمية الأندلسي.)

http://andalucia.cc/abenhumeya/modules/My_eGallery/gallery/GALLERY1/CronicaGranadina.gif

و هذا تعريب لما جاء في المقال الرئيسي وسط الصفحة.

"الدولة الإسبانية انتهكت معاهدة تسليم غرناطة"

آلاف الوطنيين الغرناطيين صعدوا للبشرات للشروع في حرب عصابات"

"قوات الاحتلال الاسباني حضّرت مخططا لتهجير أكثر من 100 ألف غرناطي"

"اندفع آلاف من الغرناطيين هذا الصباح في الشارع للاحتجاج على قرار المجمع الكنسي الذي عُقِد بالمدينة و استجاب لتوصيات الملك فليب الثاني بمنع عادات و تقاليد شعبنا (1). حسب المتظاهرين, لقد انتهك المجمع الكنسي ميثاق بنود التسليم التي وقّعها سنة 1492 بسانتافي الملكان الكاثوليكيان, أسلاف العاهل الإسباني فليب الثاني, مع السلطان الغرناطي بوعبديل (أبو عبد الله الصغير).

قرار المجمع الكنسي المثير للجدل قضى بألا يرتدي الغرناطيون ثيابهم التقليدية, أي عليهم اللباس على الطريقة القشتالية, و ألا يتخاطبوا بالعربية و ألا يأكلوا بالطريقة الأندلسية و لو في منازلهم, كما عليهم الامتناع عن الصلاة بالمسجد, و إن خالفوا ذلك تعرضوا للتعذيب و الطرد.

أمام هذه السياسة القمعية الجديدة المتبعة من طرف النظام التسلطي لفليب الثاني, شرع الغرناطيون في الانتفاض بالبيازين و مناطق مركزية بالمدينة. بينما اختار آخرون التحصن بمنطقة البشرات الجبلية حيث هيئوا هناك المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإسباني. ثورة الشعب الأندلسي تزعمها فرناندو دي بالور الذي استرجع اسمه القديم ابن أمية, و اشتهر بالبشرات بمهاراته الفائقة في إدارة حرب العصابات. لقد كان الوطنيون الغرناطيون المتمركزون بالبشرات على استعداد للموت قبل أن يفقدوا هويتهم كشعب قائم بذاته.

في هذه الأثناء, استمرّت في غرناطة الاعتقالات المكثفة للرجال, النساء و الأطفال الذين يمكن طردهم من أندلوسيا في الأيام المقبلة و ذلك لرفضهم الاستجابة للقرار الفاشي لفليب الثاني. سياسة الإبادة و الطرد المفروضة من النظام الفليبي ضد شعب غرناطة نمّ عن إحداث انحطاط للمملكة الغرناطية, فحسب وثائق سرية اطلعت عليها هذه الجريدة, قامت قوات الاحتلال الإسبانية بتهجير أكثر من 100 ألف غرناطي إلى شمال المغرب. نفس الوثائق أشارت لمخطط استيطاني بالأراضي المحتلة."

(1) القرار صدر سنة 1567م و قامت الثورة بغرناطة في دجنبر 1568.

كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير