[أهل مالقة لسلطات الاحتلال الإسباني: لا للاحتفال بمصيبتنا.]
ـ[هشام زليم]ــــــــ[12 - 07 - 09, 10:12 م]ـ
[أهل مالقة لسلطات الاحتلال الإسباني: لا للاحتفال بمصيبتنا.]
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
حلت سنة 1987 ذكرى مرور 500 سنة على سقوط مالقة بيد الملكين الكاثوليكيين, عمدة هذه المدينة الاشتراكي رفائيل أباريثيو Rafael Aparicio ألغى التقليد المحلي بالاحتفال في 18 يونيو بالقديسين الشهداء (حسب زعمهم) سيرياكو San Ciriaco و بولا Santa Paula, و عوّضه باحتفال آخر في 19 غشت بمناسبة سقوط مالقة بيد النصارى.
إن احتلال الملكين الكاثوليكيين لمالقة في غشت 1487م شكل حلقة دموية و همجية في نهاية مسلسل الحرب للاستيلاء على مملكة غرناطة المسلمة. فبعد حصار طويل استمر من 5 ماي إلى 18 غشت, استطاع الجيش القشتالي القوي, المكون من 12ألف فارس, 25 ألف من المشاة, و 8آلاف من جنود الدعم, اقتحام المدينة التي كان يدافع عنها 15 ألف من الغماريين المغاربة و المقاتلين المالقيين.
قرر الملك فرناندو تعذيب أهل مالقة عذابا استثنائيا, كما فعل بسكان قرية بني مقيص سنة 1484, و ذلك لإضعاف الروح المعنوية لباقي مملكة غرناطة ,و رفضَ توقيع أية معاهدة تحفظ شرف المنهزمين المسلمين, باستثناء جماعة التاجر علي دردوش الذين سلّموا المدينة و تركوا المجاهد حامد الثغري يقاوم على رأس قلة من المجاهدين بحصن جبل الفارو بضعة أيام أخرى بعد سقوط المدينة. من بقي حيا استُعبد خاصة و أنهم عجزوا عن دفع الفدية الضخمة التي طُلبت لإطلاق سراحهم جميعا و ذلك على عكس ما كان يحدث حيث كانت تٌدفع الفدية على الفرد الواحد فأكثر, أما هنا فإما أن يتحرر الجميع أو يبقى الكل عبيدا. بهذه الطريقة أصبح 11 ألف مالقي عبدا وزِّعوا بين النبلاء و الفرسان و الجنود و على المدن التي شاركت في هذا الاحتلال. أما حامد الثغري فلم يُرهن و لم يُقايَض بأسرى نصارى و إنما اعتُقل في سجن قرمونة (فرب إشبيلية) حتى مات بعد ذلك بسنوات.
اليوم يجهل غالبية المالقيين ما جرى, و يجهلون سبب إقامة هذه الاحتفالات في 19 غشت, و يعتقدون أنه مجرد يوم نصراني مجيد يُستمتع فيه بأشعة الشمس على رمال الشواطئ.
يقول المالقي مانويل دي مولينا: ''في العصر الجديد الذي نعيشه على أعتاب القرن الحادي و العشرين, و في الوقت الذي تقوم فيه الدول ذات الماضي التاريخي الأسود بالاعتذار عما فعله أجدادهم, لا يوجد مكان للاحتفال بحروب و معارك أتت على حياة و حريات عدد كبير من الناس''
"هل نحتفل بكارثة كوبا و الفلبين سنة1898م, أو تلك بأنوال التي قضى فيها أسبان و أندلسيون على يد الريفيين سنة 1921, أو احتلال مالقة من طرف القوات الإيطالية و الفرانكية في فبراير 1937م؟ "
"لا. إننا نستغل المصائب للتفكر حولها لمعرفة أسبابها و نتائجها, و مناقشة ما كان يجب أن يكون و ما لم يجب, سواء بتألم أو بعدم اكتراث, لكن لا نحتفل بها ... " (1)
هكذا بدأ أبناء مالقة حملة لمقاطعة هذه الاحتفالات و التنديد بها و توعية الناس بحقيقتها حتى لا ينخدعوا و يحتفلوا بما لازِمه الحزن و الأسى لا اللهو و الرقص. فتلك احتفالات أبناء المحتلين القشتاليين, و ليس من المنطق أن يحتفل الجلاد و الضحية معا على ما أصاب هذا الأخير من مصائب على يد الأول.
و هذا مثال لبعض مظاهر هذه ''الصحوة''. وهو عبارة عن منشور طبعه و وزعه الأندلسيون لمقاطعة الاحتفال بعيد سقوط مالقة. (جماعة التحرير الأندلسي Liberacion Andaluza و الجماعة الإسلامية بالأندلس.)
http://up.up-images.com//uploads3/images/image-687debbf73.jpg (http://fashion.azyya.com/)
و هذا تعريب لما جاء في هذا المنشور:
''الذكرى 500 لاحتلال و إبادة مدينة و شعب مالقة.
مقاطعة الفعاليات المنظمة من طرف الكنيسة و الدولة الإسبانية لإحياء يوم الرعب و الدماء لكل الشعب الأندلسي''.
و تكفي هذه السطور المقتضبة لإبراز مدى بغض الأندلسيين للكنيسة و الدولة الإسبانية التي تدعمها. كما تبين أنه رغم الادّعاءات التاريخية أنه تمّ طرد جميع المسلمين و ذريتهم من أرض إسبانيا, هاهي طائفة تنتفض من تحت رماد الطمس و القشتلة مستعيدة ذاكرة عمرها 500 سنة.
(1) هذا التصريح مقتطف من مقال بعنوان '' Contra la Celebraci?n Festiva de la
la Conquista de M?laga en 1487''
http://www.andalucia.cc/adn/1908esp.htm
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 07 - 09, 11:46 م]ـ
بيض الله وجهك وذب عنك كل بلية
أتلمس حزنك وتأثرك على ماضي الأندلس المفقود وماجاوره من بلاد المسلمين من خلال مواضيعك.
شكر الله لك وبارك فيك أخي الكريم.
ـ[هشام زليم]ــــــــ[14 - 08 - 09, 02:19 ص]ـ
الاستعدادات القشتالية في مالقة على قدم و ساق للاحتفال بسقوط المدينة الشهيدة بيد النصارى يوم 18 غشت القادم.