تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن ينسى موقف القاضي عياض , عندما وقف أمام (الموحدين) عاملهم الله بما يستحقون؟!

آه يا أمة الرجال والتاريخ!!

ـ[أبو رضا المغربي]ــــــــ[13 - 08 - 09, 04:06 م]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم

ثلاثة أمور وقعت في عهد الدولة المرابطية أثارت حقد المستشرقين، وتبعهم كثير من الدارسين المشارقة وحتى بعض المغاربة، على المرابطين، وعلى خليفة المسلمين يوسف بن تاشفين رحمه الله، وهذه الأمور الثلاثة هي:

1 - نفي الملك الشاعر المعتد بن عباد إلى سجن أغمات والذي قضى فيه ما تبقى من عمره.

2 - إحراق كتاب إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي بساحة مدينة قرطبة عام 503 هـ بفتوى من الفقيه ابن حمدين.

3 - اهتمام فقهاء المرابطين بالفروع وإهمالهم للأصول وظهور ما يسمى بدولة الفقيه.

هذه الأمور الثلاثة أسالت مداد كثيرا، واتهمت أمير المسلمين يوسف بن تاشفين بالقسوة والجفاء وعدم تذوقه للغة العربية، أمام تلكم القصائد البليغة التي كان يرسلها المعتمد بن عباد من منفاه في أغمات، ولم تجد آذنا صاغية ولا قلبا عطوفا.

وللتاريخ فإن يوسف بن تاشفين كان أحن على المعتمد بن عباد من حنان المعتمد بن عباد على صديقه ووزيره الشاعر الكبير أبي بكر بن عمار، هذا الأخير الذي كان يرسل قصائده الاستعطافية من السجن إلى المعتمد وكانت تقرأ في مجالسه، وكان البعض من الندماء يحاول التنقيص من جمال هذه القصائد -إرضاء للمعتمد-لكن المعتمد كان يطرب لها ويبين لندمائه مواطن الجمال فيها، ومع ذلك زار المعتمد بن عباد الشاعر المرهف الحس صديقه ابن عمار الشاعر في سجنه وحاوره طويلا ثم أخذ قطعة من الحديد وضرب بها وزيره وصديقه على مؤخرة رأسه ضربة أردته قتيلا، شاعر ملك يقتل بيده شاعرا وزيرا وصديقا، فأين القتل باليد من الوضع في المنفى، وأين تصرف ابن تاشفين مع المعتمد من تصرف المعتمد مع ابن عمار.

أما حرق كتاب إحياء علوم الدين فقد وقع بعد ثلاث سنوات من وفاة أمير المسلمين يوسف بن تاشفين وفي حياة الإمام الغزالي.فقد توفي يوسف سنة 500 هـ، وأحرق الكتاب عام 503 هـ، وتوفي الإمام الغزالي عام 505 هـ. ويقال إن من أسباب انهيار دولة المرابطين دعاء الغزالي عليهم يا للعجب؟

واهتمام المرابطين بفروع المذهب المالكي دون أصوله، حرك عليهم الموحدين وخصوصا الفقيه المؤسس لدولة الموحدين محمد المهدي بن تومرت

ثم إن تاريخ المرابطين كتبه الموحدون، وقالوا فيه ما قاله مالك في الخمر، انظر ما كتبه ابن عذاري في المعجب على سبيل المثال لا الحصر.

خلاصة القول إن الإهمال الذي لحق ابن تاشفين هو من الإهمال الذي لحق بدولة المرابطين ككل ابتدأه المستشرقون وصفق له المشارقة وزكاه بعض المغاربة، والمعاصرة كما يقال حجاب، وكما أهمل ونسي قبر ابن تاشفين، يجهل أيضا على وجه الدقة قبر المولى عبد السلام ابن مشيش أستاذ أبي الحسن الشاذلي الذي تنسب له الطريق الشاذلية في التصوف، كما يجهل قبر أكبر رحالة مغربي ابن بطوطة.

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[13 - 08 - 09, 05:38 م]ـ

ليتكم تسردون لنا قصة موقف القاضي عياض مع الموحدين

ـ[أبو رضا المغربي]ــــــــ[22 - 08 - 09, 05:49 ص]ـ

هناك رأيان فيما يتعلق بعلاقة القاضي عياض رحمه الله، بالموحدين:

1 - رأي ولده في كتابه التعريف بالقاضي عياض يقول فيه إن عياضا بايع الموحدين،كما فعل أهل سبتة كلهم، ولأسباب طويلة خلع أهل مدينة سبتة بيعة الموحدين في وقت كان فيه القاضي عياض في الجزيرة الخضراء عند ابن غانية، ولما عاد اتصل بالموحدين طالبا العفو منهم لما صدر من أهل سبتة، فقبلت شفاعته، واستدعي إلى العاصمة مراكش حيث كان يجالس الخليفة الموحدي. ثم سافر معه في إحى حملاته الحربية لكنه مرض في الطريق، فعاد لمراكش حيث مات سنة 544هـ.

2 - رأي ابن أبي زرع في مؤلفه:"الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ بناء مدينة فاس"حينما تكلم عن أحداث سنة 543 هـ حيث قال لإن أهل سبتة ثاروا على الموحدين بتحريض من القاضي عياض، وأن سفره إلى ابن غانية كان من أجل ان تصبح سبتة تابعة له فلم يتم ذلك، فأخمد الموحدون ثورة السبتيين، واستدعي عياض للإقامة الجبرية بمدينة مراكش حيث توفي.

للمزيد من التفاصيل تنظر الكتب التالية:

-التعربف بالقاضي عياض لولده أبي عبد الله.

-البيان المغرب في أخبار الأندلس و المغرب لابن عذاري المراكشي.

-الاستقصا في أخبار دول المغرب الأقصى للناصري الجزء الثاني.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير