وتحقق ما اخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أيامنا هذه بالذات من التحريف، والتأويل، والتلبيس، والتدليس سواء كان بقصد أو بغير قصد , وخاصة في باب الأنساب، والتاريخ، وقبل أن أدلف إلى موضوع المقال، والمناقشة أرى لزاماً علي أن أذكر ببعض الوصايا (4) والتي ينبغي لكل من تكلم أو كتب في علم الأنساب أن يضعها نصب عينيه، ويرعاها أشد الرعاية، وذلك بأن يكون تقياً ورعاً خائفاً من ربه ومولاه ويتذكر أن ما سيكتبه سيبقى من بعده وسيكون شاهدا عليه
وما من كاتبٍ إلا سيفنى ... ويبقي الدهر ما كتبت يداه
وأن يكون أميناً في نقله، وفي حكمه وألا يُخضع علم الأنساب لمسألة العرض والطلب،وأن يكون متأنيا في اجتهاده وألا يستعجل في إصدار الحكم من غير ترو ولا تمهل وان يتجرد من الأهواء الشخصية، بل عليه بإستشارة أهل الرأي والعقل، وهذا من تمام العقل وكماله.
وكما قال الاول في التأني:
قد يدرك المتأني بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الضررُ
وكذلك مراعاة أصول البحث العلمي وأستكمال أدواته البحثية، ومعرفة المصطلحات الشائعة في كتب الأنساب ومشجرات العوائل، وأن يحرص على أخذ الخبر من مصدره، وأهل الشأن فيه، وأن يُرجع إلى مصنفات العلماء وأن يُنظر لها بإحترام وتقدير دون تسفيه او تجريح!!، وأن يُتثبت كذلك من صحة الأخبار والنقولات، وألا يُتعجل في الأستنباط بربط الأماكن بالقبائل أينما حلَلت فقبائل الجزيرة العربية بعامة لها في كل مكان أثر.
ولقد قرأت صباح يوم الجمعة ما نغص علي يومي كله من جرأة في الخطأ، وضحالة في الطرح، وقلة علم، واطلاع ولو سأل كاتب المقال أصحاب الشأن لكان ذلك اقدر له، وأنفع للقراء وللحقيقة قبل كل شيء.
ولقد تجرأ الكاتب بغير علم وذلك من خلال خوضه في النسب بغير مشعل يضيء له الطريق او مصدر يتكىء عليه في تسويغه ورأيه، وذلك عندما زعم ان أسرة سعدون السياسب القاطنيين في مدينة المبرز ينتسبون الى آل سعدون (شيوخ المنتفق)، بجرأة قلّ نظيرها عندما قال ( ... ثم تزعم المبرز فرع من آل السعدون شيوخ المنتفق، وهم نفس عائلة السعدون المعروفة اليوم في السياسب. وليس صحيحاً على الأطلاق ما قاله العبد القادر من ان السعدون هؤلاء من قبيلة السياسب) ولتوضيح تهافت رأي الكاتب ومدى ضحالة ما كتبه كان ردي هذا، وسيكون على ثلاثة محاور:
المحور الأول: آل سعدون (شيوخ المنتفق) نسباً.
المحور الثاني: علاقة آل سعدون (شيوخ المنتفق) بإقليم الأحساء.
المحور الثالث: مسمى السعدون في القبائل والأسر الأخرى.
المحور الأول: آل سعدون (شيوخ المنتفق* ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn4) ) نسباً.
يخطيء كثيرا من يظن أن مسمى آل سعدون قديماً قدم مشيخة المنتفق، (فآل شبيب) هم الأسرة التي أسست مشيخة المنتفق، وتفرع منها آل سعدون، والذين وصفهم محمد البسام في معرض حديثه عن المنتفق بقوله: (الشبيب زبدتهم، وفي المهمات نجدتهم. ذي الأنفس الأبية، والشيم العربية. الكماة المشهورون والحماة المذكورون. باعهم في المجد طويل، وطباعهم إلى طلب الحمد تميل. هباتهم متواصلة، وأكفهم لنيل ما رامته من المحامد واصلة. يكرمون النزيل ولا ملل، ويطفئون الغليل ما اشتعل. بأيادٍ تحاكي الغوادي، وسوادي منن تغيث الصوادي. شادوا المكارم، وأبادوا المحرمات. يُقتدى بهم في الفضائل، ويُهتدى بأواخرهم كالأوائل. بل سنوا مكارم الأخلاق، وبنوا للحرب أرفع رواق). (( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn5)5)
أذن فمسمى آل سعدون اسم حادث لجدهم الشيخ / سعدون بن محمد بن مانع آل شبيب الحسيني الهاشمي، والذي تولى مشيخة المنتفق في الفترة (1150 - 1154هـ) وهو الجد الأكبر لمعظم آل سعدون، ونسبة إليه تغيّر اسم العائلة من (آل شبيب) إلى (آل سعدون)، وهو يعد واحداً من مشاهير شيوخ المنتفق، وأكثرهم أثراً رغم قصر المدة التي تولى فيها المشيخة.
¥