وخلاصة عقيدته ومذهبه أنه كان على طريقة أهل الحديث وأهل الظاهر في العقيدة والأصول والفقه ... حيث يقول في كتابه الماتع أبجد العلوم (( ........... وقد أنكر إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رضي الله عنه الإجماع الذي اصطلحوا عليه اليوم.
وأعرض سيد الطائفة المتبعة داود الظاهري عن كون القياس حجة شرعية وخلاف هذين الإمامين نص في محل الخلاف ولهذا قال بقولهما عصابة عظيمة من أهل الإسلام قديما وحديثا إلى زماننا هذا ولم يروا الإجماع والقياس شيئا مما ينبغي التمسك به سيما عند المصادمة بنصوص التنزيل وأدلة السنة الصحيحة وهذه المسألة من معارك المسائل بين المقلدة والمتبعة وأكثر الناس خلافا فيها الحنفية لأنهم أشد الناس تعصبا للمذهب وتقرير ذلك مبسوط في المبسوطات المؤلفة في هذا الباب (2/ 406)
ومن له نظر في مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه الواحد المتكلم الحافظ ابن القيم ومن حذا حذوهما من علماء الحديث والقرآن خصوصا أئمة اليمن الميمون وتلامذتهم فهو يعلم بأن هذا القول هو الحق المنصور والمذهب المختار والكلام المعتمد عليه ما سواه سراب وتباب ولولا مخافة الإطالة وخشية الملالة لذكرت ههنالك ما تذعن له من الأدلة على ذلك ومفاسد ما هنالك وبالله التوفيق وهو العاصم عن التنكيب عن سواء الطريق اللهم أرحم أمة محمد صلى الله عليه وسلم رحمة عامة ....... ))
ويقول أيضاً في معرض حديثه عن ترجمة الإمام ابن حزم في كتابه الماتع أبجد العلوم:
(( .... أنه رأى (أي ابن عربي) الإمام ابن حزم في المنام وقد عانق رسول الله صلى الله عليه و سلم فغاب أحدهما في الآخر فلم أعرف أحدهما عن الآخر هذا حاصل معناه وهذا يدل على حسن عاقبته ولطف علمه وخيرة طريقه وكما اتحاده بالنبي صلى الله عليه و سلم وليس وراء ذلك غاية - والله أعلم -
والظاهرية: هم أئمة الأمة وسلفها وقدوة المسلمين في كل زمان ومذهبهم أصفى مذاهب عالم الإمكان ولنعم ما قيل:
بلاء ليس يعدله بلاء ... عداوة غير ذي حسب ودين
يبيحك منه عرضا لم يصنه ... ويرتع منك في عرض مصون)) أ. هـ
من صفاته والثناء عليه:
كان " صديق خان " آية من آيات الله في العلم والأخلاق الفاضلة والتمسك بالكتاب والسنة، وصرف مما آتاه الله من المال والجاه في خدمة الإسلام والدين وفي نشر علم الحديث والدعوة إلى العقيدة الصحيحة والعمل بالكتاب والسنة وإعانة العلماء والأدباء وجمع مكتبة مملوءة بالكتب القيمة، وطبع " فتح الباري "، و " تفسير ابن كثير "، و " نيل الأوطار " على نفقته في الهند ومصر وتركيا ووزعها مجانًا جزاه الله خيرًا ورتب إعانات مالية للعلماء ورغبهم في ترجمة كتب الحديث إلى اللغة السائدة في الهند وطبعت على نفقته.
وكما استدعى العلامة بشير السهسواني صاحب " صيانة الإنسان " المتوفى عام (1295) وفوض إليه رئاسة المدارس الدينية ببهوبال. (1)
وحسبك في الثناء عليه كتبه القيمة في فنون شتى وكفاك قول معاصره العلامة الشيخ حمد بن عتيق فيما كتبه إليه إنه أخ صادق ذو فهم راسخ وطريقة مستقيمة، وشهادته له بالتمكن من الآلات وسعة الاطلاع وغير ذلك من الثناء الجميل على هذا الإمام الجليل.
مؤلفاته:
للمؤلف كتب كثيرة. بلغات مختلفة في علوم متنوعة. ولقد ذكر المؤلف في ترجمته لنفسه في " أبجد العلوم " (3/ 275 - 279) مصنفاته إلى تاريخه والذي يعنينا هنا ما كان باللغة العربية ولقد ذكر الدكتور جميل أحمد في كتابه " حركة التأليف باللغة العربية في الإقليم الشرقي الهندي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر للميلاد " (ص 274 - 281) مؤلفات محمد صديق حسن خان وجعلها في ثلاث زمر:
1 - ما طبع ونشر.
2 - ما لا يزال مخطوطًا.
3 - ما كان مجهولًا، وقف على اسمه في كتب القِنَّوْجِي الأخرى، أو في غيرها من الكتب.
أما الكتب التي طبعت فهي:
1 - فتح البيان في مقاصد القرآن: المطبعة الكبرى الأميرية بالقاهرة:
1300 - 1302 هـ (في عشرة أجزاء)، الطبعة الأولى ببهوبال.
2 - نيل المرام من تفسير آيات الأحكام: لكهنو 1392 هـ مطبعة المدني بمصر 1382 هـ / 1962 م.
¥