تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال في المصدر السابق: (صمَّم السلطان على تشتيت هذه الدولة، وتقسيمها إلى دول كما كانت في السابق، ويلاحظ أن في ذلك الوقت كانت أسبانيا هي الدولة الوحيدة التي تمتلك أقدر جيش وأسطول، كما كانت قد أصبحت ذات مستعمرات كبيرة في أمريكا .. بقي ملك فرنسا، وملك إنكلترا، مستقلين بين الحكّام الأوربيين، وكان شارل ـ كوينت، قد أدخل البقية بشكلٍ أو بآخر في قبضته، عزم ملك فرنسا على منازلة شارل ـ كوينت ـ مهما كلّف الأمر، لكنّه هُزم في الحرب الميدانية، وأُسر، وسيق إلى مدريد، وسجن في أحد القصور.

أرسلت أمه إلى السلطان سليمان القانوني، ورجته تخليص ابنها من السجن، وعندما اطلع السلطان في 6/ 12/1525م، على كتاب نائبة ملكية فرنسا ووالدة ملك فرنسا، أصبحت بيده حجَّة مهمّة تجاه شارل ـ كوينت، كما أصبح معه حليف طبيعي في الغرب، وأصبح بإمكانه التحرُّك بإسم ملك فرنسا بصورة شرعية، ورسمية، حيث إنَّ فرنسا قد طلبت منه ذلك بصورة رسمية .. كان شارل كوينت بالنسبة للأوربيين، إمبراطوراً على روما الغربية، أما السلطان سليمان، فإنَّه إمبراطور روما الشرقية، وكان السلطان سليمان يرى أنّه هو إمبراطور روما الموحدة، وأنّ شارل ـ كوينت غاصب .. أمّا بالنسبة لفرنسا، فقد كان لجوؤها لإمبراطور أوربا الشرعي، السلطان سليمان، أمراً مشروعا بالنسبة للقانون الدولي في ذلك العهد، إذ كان في ذلك العصر، مرجعان اثنان بالنسبة للملوك النصارى الذين يصيبهم الحيف: الإمبراطور، والبابا، وكانت قوة البابا العسكرية محدودة، إذ لم يكن يسيطر إلا على إيطاليا الوسطى فقط.

كان شارل ـ كونت قد سجن فرانسوا في قصر من مخلَّفات العرب في مدريد، وأجبره هناك على توقيع معاهدة مدريد، ذات الشروط الصعبة وأخلى سبيله، ذهب فرانسوا ـ ملك فرنسا ـ الذي وقع هذه المعاهدة السيئة للحصول على حريته إلى باريس ناجيا بنفسه، ولم يكن ينوي أبداً تنفيذ شروط هذه المعاهدة، وأَخذ في تطوير العلاقات التي بدأت والدته بتأسيسها مع السلطان سليمان ..

أضطر شارل ـ كوينت، خلال سلطنته الطويلة، إلى مواجهة أربعة أعداء ألدّاء له: أحدهم سليمان القانوني، الثاني بربروس خير الدين باشا ـ تركه السلطان سليمان يتولى أمر البحر المتوسط ـ، الثالث فرانسوا، ورابعهم مارتن لوثر.ص 268

ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 08:06 م]ـ

ومضة

ظهور مارتن لوثر نعمة للخلافة الإسلامية، ودعم السلطان سليمان للوثر

يكمل صاحب المؤلف السابق: (لقد كان ظهور لوثر في هذه السنوات بالضبط، نعمة بالنسبة للعثمانيين، تمزَّقت الوحدة الكاثوليكية، عمل شارل كوينت الكاثوليكي المتعصب على القضاء على مارتن لوثر المتعنّت، لكن مذهب لوثر انتشر بسرعة فائقة، وأصبحت أقطار كثيرة تدين بالبروتستانتية، وانفصلت عن نفوذ البابا، عمل القانوني ما بوسعه لمساندة لوثر، وتقويته) ص 269

ومضة

أعجب حرب في تاريخ الخلافة الإسلامية العثمانية حرب المجر، عام 1526م قادها الخليفة بنفسه، وأصيب بسهم

في المؤلف السابق: (كان قوام الجيش الإمبراطوري العثماني 100000و300 مدفع، أما الجيش المجري فقد كان يبلغ عدده نحو 200000 ويتكون من أقوام مختلفة، ومن بين هذا العدد 38000، من الوحدات المساعدة التي جاءت من ألمانيا .. جعلت الأمطار المستمرة منذ شهور من السهل، مستقنعات متناثرة، وكان الرذاذ ما يزال يتساقط، وقد كانت بالفعل ناحية من السهل، مستنقعاً كبيراً، دخل البادشاه بعد صلاة الصبح بين صفوف الجيش، وألقى خطبة بليغة .. ويقول جلال زاده: إن السباهيين ـ الخيالة ـ لم يستطيعوا السيطرة على دموعهم .. هجم المجريون الذين سئموا الإنتظار في وقت العصر،

أمر البادشاه فرق روملي بالإنشطار إلى قسمين، وجر العدوِّ إلى الداخل بعد مقاومة قليلة، كان 35 فارسا مجريا قد أقسموا على قتل البادشاه ـ قائد الجيش الإسلامي ـ 3 منهم استطاعوا الإقتراب من البادشاه، وقتل الآخرون، أصيب القانوني برمية سهم لكنَّ السهم لم ينفذ من الدرع، وقَتَل الفرسان الثلاثة بسيفه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير