تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فوائد وضوابط في أنساب قبائل الجزيرة وربط القديمة منها بالحديثة]

ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[13 - 08 - 09, 03:25 م]ـ

فوائد وضوابط في أنساب قبائل المملكة العربية السعودية ج1

(بحث دقيق وتأصيل علمي)

د / عمر بن شريف السُلمي

فوائد وضوابط في أنساب القبائل الحديثة بالمملكة السعودية وذلك في إلحاقها بالقبائل القديمة؛ والبحث في ربط القبائل الحديثة بالقديمة مشكل حقًا؛ وقبل بيان ضوابط حول ذلك أنبه على أن قبائل المملكة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: قبائل احتفظت بأسمائها القديمة وديارها؛ وهي باقية من فروعها التي خرجت من الجزيرة العربية؛ وقد قلت الأحلاف في هذه القبائل؛ وأعدادها متوسطة؛ وهذا القسم خارج حدود البحث.

القسم الثاني: قبائل لها اسم قديم؛ وقد يكون مختلفًا فيه؛ وكثرت معها الأحلاف من قبائل شتى.

القسم الثالث: قبائل ذات أسماء حادثة لا ذكر لها في كتب الأنساب التي وصلت إلينا؛ ولا في كتب التاريخ؛ أو أي مصادر؛ بل لا يوجد عند أفخاذها رواية متداولة عن ربطها بإحدى القبائل العربية القديمة؛ وقد ظهر ذكرها من القرن السابع الهجري فما بعده؛ فالقسمان الثاني والثالث هما اللذان يتناولهما البحث.

وقد كنت أرغب ألا يخاض في مثل هذا لأنه مشكل؛ وقد يكون لا جدوى فيه؛ لأنه يثير خلافات! ونقشات عند عامة الناس؛ له أثره السلبي على القبيلة ذاتها؛ ويكتفى في أنساب مثل هذه القبائل بالرواية الشفوية؛ لأنها مصدر مهم في ذلك؛ ولولا ما رأيت من كثرت الخوض في ذلك دون علم ما حاولت وضع ضوابط في ذلك.

فالحديث عن أنساب القسمين الثاني والثالث مشكل حقًا بسبب قلة المصادر في ذلك؛ بل انعدامها؛ وما حصل من تغيرات في الجزيرة العربية بعد القرن الرابع الهجري له أثر كبير في ذلك؛ فقد خربت قرى كانت عامرة؛ وضعفت قبائل كانت قوية؛ وكثرت قبائل كانت قليلة؛ وأصبحت الفروع قبائل؛ والقبائل شعوبًا؛ وكثرت الهجرات خارج جزيرة العرب؛ واختلطت القبائل؛ وصار الحلف هو الأصل في هذه القبائل؛ وحصل أحداث في نجد والحجاز قد نعلمها وقد لا نعلمها بسبب قلة التدوين؛ مما يجعل البحث في ذلك كالبحث في علم الكلام الذي يوصل صاحبه إلى التوقف والحيرة!

قالت الخنساء:

وعلا هتاف الناس أيهما ..... قال المجيب هناك لا أدري

قال الأستاذ فؤاد حمزة: «إن الصعوبات التي اعترضتنا في إرجاع فروع القبائل الحالية إلى أصولها القديمة تعترض كل باحث في الأنساب» [قلب جزيرة العرب، ص (132)]؛ وكنت أجنح إلى عدم إلحاق القبائل الحديثة بالقديمة؛ لأن تركيبة القبائل الحديثة تختلف تماما عن تركيبة القبائل القديمة؛ ويحسن فيها قول الكسائي في - «أيّ» - هكذا خلقت؛ غير أن المكتبات التجارية زجت إلينا بكتب أنساب حديثة امتلأت بالمغالطات أحيانًا؛ وبالكذب الصريح أحيانًا أخرى؛ وقلة الأمانة العلمية؛ وظهر فيها صبغة التعصب المذموم؛ والتكسب من وراء تأليفها!؛ مما يحمل الباحث المنصف على نقد هذه الكتب؛ وإظهار الحق دون تعصب لأحد؛ وفي القواعد الشرعية «لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة» وفي المثل: (ولو ترك القطا ليلا لناما).

والحاصل أن الأصل في القبائل الحديثة الحلف؛ فهي فروع تجمعت من جذميّ العرب عدنان وقحطان؛ ثم اندمجت هذه الفروع مع بعضها حتى يكاد الباحث لا يميز ذلك؛ عدا بعض الفروع الذين ينتسبون إلى علم له شهرة؛ وحفظوا نسبهم كابرًا عن كابر ... وسوف أواصل الحديث عن الضوابط والفوائد فيما يلي.

الفائدة الأربعون: حول خندف وشبابة:

ظهر في العصور الحديثة تقسيم لبعض قبائل الحجاز وما حولها إلى قسمين: (خندف؛ وشبابة) وكلٌ يضم قبائل جمّة؛ وقد سألني كثير من الفضلاء عن ذلك؟؛ فأجبته بهذه الفائدة:

أما خندف فهي: ليلى بنت حلوان بن الحاف بن قضاعة؛ زوج إلياس بن مضر بن نزار؛ وأولادها: مدركة؛ وطابخة؛ وقمعة؛ أبوخزاعة؛ ومن هؤلاء انتشرت قبائل خندف العظيمة العدد؛ وهي: «كنانة؛ ومنها قريش؛ وتميم وفيها الكثرة؛ وهذيل؛ ومزينة؛ وأسد؛ وخزاعة».

وسميت ليلى بخندف؛ لأن: إلياس رأها تمشي مشية فقال: ما لها تخندف؛ والخندفةُ نوع من المشي فيه سرعة؛ وقد جاء في أشعار خندف وغيرها هذا الانتماء؛ قال خديج بن العوجاء النصري - في يوم حنين - يلوم قومه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير