[مسلمون في الأندلس قبل طريف و طارق]
ـ[هشام زليم]ــــــــ[20 - 08 - 09, 03:11 م]ـ
[مسلمون في الأندلس قبل طريف و طارق]
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
يعتبر تاريخ الدولة الإسبانية أحد أكثر تواريخ الدول تحريفا و تزويرا, تاريخ تحوّل فيه الجلاد إلى ضحية , الغازي إلى صاحب الدار و الجاهل إلى عالم. تاريخ مليء بالأساطير و الروايات الخيالية: أكذوبة الغزو العربي لإسبانيا, خيانة الحاكم يوليان و أبناء غيطشة للوطن الإسباني, معركة بواتيي, أسطورة كوفادونغا و ظهور الصليب و العذراء في السماء , قصة القديس يعقوب Santiago الخيالية, حرب الاسترداد reconquista, اكتشاف كولمبس الإسباني لأمريكا, طرد جميع المسلمين من إسبانيا ...
لقد التقت مصالح السلطة السياسية بمصالح السلطة الدينية لتزوير التاريخ, فأشاعوا أن إسبانيا نصرانية كاثوليكية منذ العصور الأولى للنصرانية و أن الناس عاشوا فيها متحابين متآلفين تحت حكم التثليث حتى جاء الإسلام شاهرا سيفه فقطف الرؤوس و هدّ وحدة البلاد الدينية فتصدى له بيلايو الذي دشّن حرب استرداد الأرض و الدين الكاثوليكي في حرب دامت 8 قرون انتهت بطرد المسلم الغازي إلى ما وراء البحر.
هل فعلا سارت الأمور على هذا النحو, أم أنها سارت في منحى آخر؟ هل بالفعل إسبانيا كانت دولة موحّدة العقيدة قبل وصول الإسلام إلى أراضيها؟ هل فعلا عاش فيها الناس بسلام؟ هل كانت سنة 711م (أو قبلها بقليل) أول ظهور لرجل مسلم فوق أرض إسبانيا؟ هل طريف بن مالك أول مسلم وطأت رجله أرض الأندلس؟ أم أن هناك حقيقة أخرى؟
لنرى.
مقال''مسلمون في شبه الجزيرة الأيبيرية قبل سنة 711م''
للأندلسي علي مونثانو المشرف العام على موقع ''الهوية الأندلسية''
http://identidadandaluza.files.wordpress.com/2008/01/lapida2.jpg
أحيانا, لمّا نعتقد أننا نعلم كل شيء, لمّا نظن أن التاريخ الذي كتبناه قد أًُسِّس على دراسات و قواعد علمية لا تقبل النقاش, لمّا نحتقر أطروحات و نظريات أولئك الذين ينتقدون التاريخ الذي شكلناه لتبرير أحكام مسبقة و الدفاع عن مصالحنا ... حينها تقع أحداث مثيرة تُنير رمادية وجودنا لتتيح لنا التعرف على معالم حقيقة أخرى ستدفعنا لمراجعة تاريخنا, حقائقنا المطلقة, عقائدنا و أحكامنا المسبقة, لتأخذ بيدنا قصد التعرف على حقيقة غير مبنية على المصالح السياسية لأي طرف و غير مضطرة للاستنجاد بعقائد و أساطير لتبرير أدلتها.
وقع أحد هذه ''الأحداث المثيرة'' خلال الأعمال الحفرية بناحية شاطبة البلنسية. يتعلق الأمر بالاكتشاف الأركيولوجي في شاطبة في يونيو 2004. فقد ظهرت خلال الأعمال الحفرية نقود تعود للعهد الروماني و تحديدا القرن الأول الميلادي, إضافة ل 170 قبرا تعود للفترة الإسلامية و شاهد قبوري من الرخام محفوظ بعناية تامة, طوله 70 سم و ارتفاعه 40 سم و سمكه 15 سم, بوزن يقارب 60 كيلوغراما, و عليه كتابات بالعربية تشير لاسم المتوفى, سنة وفاته, آيات قرآنية بخط كوفي. و هذا نص ما نُقش على الشاهد:
''بسم الله الرحمان الرحيم. يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا و لا يغرنكم بالله الغرور. هذا قبر أحمد بن فهر (نهر؟) رحمه الله. كان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون. يوم و عشرون من الجمادى الأولى من السنة سبعة و عشرون."
نستطيع من خلال الشاهد و النص استنتاج الأحداث التالية:
1 - النص نُقِش بعربية فصحى.
2 - الخط نُقِش بطراز كوفي.
3 - الآيات القرآنية صحيحة.
4 - تاريخ الوفاة حُدِّد في سنة 648م, الموافق لسنة 27 هجرية, أي 16 سنة على وفاة النبي محمد (صلى الله عليه و سلّم).
5 - سواء الحجر أو طريقة نقش الشاهد تعود للفترة الرومانية المتأخرة.
6 - تمّ العثور عليه شرق شبه الجزيرة.
¥