ثم استمر في ايضاح وبيان ما للمدينة من خصائص لانها في موقع يتميز بارتفاع درجات الحرارة صيفاً وشتاء، مشيرا الى تأثير ذلك على نسيجها العمراني، حيث درسها من الناحية الجغرافية والطبيعية، كما تحدث عن موقع المملكة من الجزيرة العربية والعالم، وحدودها الطبيعية والسياسية واقاليمها، وتضاريس اقليم الحجاز، وتكونه من جبال وسهول ساحلية يطلق عليها اسم تهامة.
وتحدث عن موقع المدينة من حيث خطوط العرض والطول وعن ارتفاعها عن سطح البحر، واحاطتها بالحرات البركانية من الجنوب والشرق والغرب، واكتنافها بجبل احد شمالاً وجبل عير جنوبا، وذكر اوديتها وتميز تربتها بالخصوبة لما جرفته اليها السيول، مما سبق ان اوضحه في الكلام على المعالم الطبيعية، وخلص من ذلك للكلام عن مناخ المدينة المنورة، والمظاهر الرئيسة لطبوغرافيتها، واصفاً ما يحيط بها من جبال وحرات واودية، وغير ذلك من خصائصها الجغرافية، مع لمحة تاريخية عن عدد سكان المدينة قديما، منتهيا بذلك الى قوله: وقد رجح بعض الكتاب والمؤرخين بأن عدد سكان المدينة عندما قبض النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ستين الف نسمة، ومصدره في ذلك كتاب سكان المدينة المنورة لمحمد شوقي، وانه يميل الى هذا الرأي واستمر في ذكر عدد السكان في كل مرحلة من المراحل التي اشار اليها معولاً على كتاب الاستاذ محمد شوقي، مورداً جدولاً عاماً لاحصاءات السكان حسب تلك المراحل ذاكرا مصادره.
وبذلك انتهى تمهيد المؤلف في الدراسات الجغرافية والطبيعية، بحيث انتهى في الصفحة الخامسة والاربعين من هذا الجزء، ثم شرع في تفصيل محتويات الكتاب، وفق ما ذكر من مراحل، واكتفي باجمالها، وكنت اود ان اورد لمحات مما ورد فيما اطلعت عليه من هذا المؤلف، تبرز حرص مؤلفه الكريم على ان يقدم لقارئه اصح الدراسات وأوفاها في موضوعه، الا انني رأيت له ان يطالعه كاملاً، لتتضح تلك العناية الفائقة: ومن ورد البحر استقل السواقي وهاهو اجمال تلك الفصول كما وردت في مقدمة الكتاب:
الفصل الاول: التطور العمراني والتقدم الحضري للمدينة قبل الاسلام من ص 50 الى 63.
الفصل الثاني: التطور العمراني في عصر النبوة من ص 64 الى ص 97.
الفصل الثالث: في عصر الخلفاء الراشدين من ص 98 الى ص 118.
الفصل الرابع: في العصر الاموي من ص 119 الى ص 135.
الفصل الخامس: في العصر العباسي من ص 136 الى ص 141.
الفصل السادس: في العصر المملوكي من ص 152 الى ص 163.
الفصل السابع: في العصر العثماني والهاشمي من ص 164 الى ص 211.
الفصل الثامن: العصر السعودي من ص 212 الى ص 487.
الفصل التاسع: ملخص لاهم مراحل التطور العمراني والتقدم الحضري للمدينة المنورة، في المراحل المتقدم ذكرها من ص 488 الى ص 513.
وتحدث في هذا الفصل عن الاسس والركائز التخطيطية في اعمال التخطيط والتطوير، وعن تخطيط المناطق الحضرية التاريخية في المدينة، وسلامة البنية العمرانية والطبيعية، وأتبع ما تقدم بموجز لأهم توصيات الندوة العالمية للعمارة والتخطيط في العالم الاسلامي وعن السياسات العامة لتخطيط المدن الاسلامية، ووسائل تنفيذها والتوصيات الخاصة بتعلم العمارة والتخطيط في الجامعات الاسلامية، ومراكز الدراسات، وممارسة المهنة, ثم الفهارس من ص 514 الى ص 541 للموضوعات العامة وللصور والمخططات والجداول والمراجع؛ والواقع ان هذا الجزء وان لم تزد صفحاته على 544 الا ان من المناسب ان يكون في مجلدين، اذ طباعته على هذا الورق الثقيل الناعم كوشيه وزن 120 جم مما يرهق القارىء ولاسيما الشيوخ ممن يعجزهم حمله.
اما الحديث عن اتقان الاخراج والطباعة صوراً ورسوماً ووضوح حروف، فقل ان يماثله في ذلك غيره من المطبوعات العربية، مما يدل على ان المؤلف وفقه الله تكلف في هذا الكتاب جهدين احدهما: بجودة الاخراج مما يسبب كثرة نفقات الطبع والتجليد والصور وغيرها.
¥