تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأدب فيها وأخذ عنهم وخصوصاً في الشعر الشعبي وانساب قبائل الجزيرة العربية وفي علم التاريخ وكان رحمه الله يدون ما يسمع من افواه الرواة ومشايخ الأدب والعلم ويحرص تمام الحرص على حلقات الدرس ومجالس السمر النزيهة من اللغو ومما لا فائدة فيه مع ان ابن يحيى رحمه الله لديه ذاكرة حديدية تحفظ كل تسمع الا انه يدّون ويكتب ويتمثل دائماً بقول الناظم:

العلم صيدٌ والكتابة قيدُه

قيد صيودك بالحبال الواثقة

فمن الحماقه ان تصيد غزالة

وتتركها بين الخلائق شاردة

وقد سافر الى البحرين والتقى بسمو الشيخ الأديب محمد بن عيسى آل خليفة ت 1384ه رحمه الله والشيخ محمد بن عيسى آل خليفة اثنى عليه المؤرخ النسابة المحدث جليس الأسرة الحاكمة في البحرين محمد بن خليفة النبهاني ت 1370ه رحمه الله في كتابه التحفة النبهانية وقال ما معناه انه صاحب أدب بليغ ونظم.

لازم الراوية والأديب ابن يحيى سمو الشيخ محمد بن خليفة ملازمة تامة يسأله في كل ما يتعلق بالأدب والتاريخ والأنساب والشعر العربي الفصيح والشعر الشعبي فيجد لديه الأجوبة السريرة وقد كتب اثناء اقامته بالبحرين تاريخ ال خليفة وضمت موسوعته لباب الأفكار في غرائب الأشعار اشعاراً قالها سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة واشعاراً أخرى لشعراء آل خليفة ورحل كذلك ابن يحيى الى دولة قطر وأخذ عن شعرائها واستمرت رحلته الى ابوظبي ودبي والشارقة ومسقط طلبا للرزق وبحثا عن المعرفة وبعد هذه الرحلات الطويلة الشاقة المحفوفة بالأخطار استقر ابن يحيى بالكويت مدة من الوقت ثم رجع الى مسقط رأسه حوطة سدير حيث كان ابوه قد تقدمت به السن وجلس عند ابيه حتى انتقل ابوه الى الدار الآخرة رحمه الله ولما لم يكن له حاجة ماسة في مكوثه في بلدته رأى ان يذهب الى العاصمة الرياض لعله يجد عملاً يدر عليه رزقاً طيباً واتجه الى الرياض ومنذ ذلك الوقت وهو مستقر في الرياض.

تولى عدة وظائف في الرياض منها تولي التدريس في حي ثليم وكذلك رئيس العمال في قصر ثليم بالاضافة الى تولي الإمامة والوعظ والارشاد بقصر المصمك ثم تعيينه بالمحكمة الكبرى بالرياض كاتب ضبط ثم انتقل الى محكمة التمييز الى ان احيل على التقاعد سنة 1400ه وبعد هذا تفرغ تفرغا كاملا للبحث والتأليف واكمال بعض مؤلفاته التي شرع فيها ولم يكملها لاسيما في الشعر الشعبي وكما هو معروف أن شيخنا ابن يحيى رحمه الله مرجع كبير في الرواية الشعبية والتاريخية يتوافد عليه الكثير من الأدباء والرواة للأخذ عنه ويكتب لهم بعض الدواوين التي يحتاجونها في بحوثهم.

اخبرني الراوية ابراهيم اليوسف قائلاً: ان الراوية الأديب ابن يحيى رحمه الله طلبت منه ان يكتب كشكولاً منوعاً من الأشعار فكتب لي بخطه مجلداً ضخماً يضم اشعاراً وقصائد كثيرة في مختلف العصور وقال: لي ايضاً ان ابن يحيى لديه امانة التنقل في الأشعار والقصائد لا يمكن ان يغير أو يبدل في الأبيات تنبئ من عنده ... انتهى كلام اليوسف وكانت له صداقة عميقة مع الشيخ عبدالله بن خميس حيث ان ابن خميس قد اخذ عنه الكثير من الراوية وكانت لهم رحلة اسبوعية خارج مدينة الرياض يقضون الاجازة الأسبوعية يتبادلون فيها اطراف الحديث من شعر وقصص وتاريخ مع مجموعة من الرواة وعلى رأسهم ابن يحيى والشاعر الراوية عبدالعزيز بن فايز ت 1392ه والملقب برضا واخوه الشاعر ناصر بن فايز ت 1403ه رحمهم الله والراوية الشاعر محمد بن صقر السياري ت 1400ه رحمه الله والراوية الكبير علي بن فهيد بن سكران ت 1412ه رحمه الله وغيرهم من الرواة فتصبح هذه الرحلة الأسبوعية خلية ضخمة وكل يدلي بدلوه مما لديه من الرواية وقد يختلفون في نسبة قصيدة الى شاعر ومع ذلك يبقى الجو يتسم بالهدوء والمرح والفكاهة.

مؤلفات ابن يحيى:

وقد كتب ابن يحيى عدة مؤلفات اكثرها لا يزال مخطوطا نشر منها مؤلفاً واحداً وهو كتاب:

1ـ من الشعر النجدي، صدر سنة 1372ه عن مكتبة النهضة بالرياض بالتعاون مع الأستاذ عبدالله الحاتم ت 1415ه رحمه الله والمادة هي من رواية ابن يحيى وقام الحاتم بتفسير بعض الألفاظ ويتضمن شعر الشاعرين محمد العوني ت 1343ه رحمه الله والشاعر ابراهيم بن جعيثن وللأسف الشديد فإن الحاتم لم يف بالشروط التي بينه وبين ابن يحيى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير