تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

استهلت والخليفة أمير المؤمنين المتوكل على الله أبو عبد الله محمد بن المستمسك بالله أبي الصبر يعقوب العباسي، وهو مقيم بإصطنبول، وسلطان مصر والشام وما مع ذلك ملك الروم أبو النصر سليم خان بن عثمان.

قال العصامي في سمط النجوم العوالي (2/ 257):-

واستمر المستمسك باللّه خليفة إلى أن كبرت سنه، وكف نظره، ودخلت أيام الدولة العثمانية، وافتتحت الديار المصرية، فأخذه السلطان سليم معه إلى أسطنبول واستمر بها إلى أن مات السلطان سليم، ثم عاد إلى مصر فخلع، وولى ولده المتوكل علي بن المستمسك في شعبان سنة أربع عشرة وتسعمائة، واستمر خليفة إلى أن توفي ثاني عشر شعبان سنة خمس وتسعين وتسعمائة، في أيام المرحوم داود باشا صاحب مصر، وباني رباط الداودية ومدرستها المعروفة به، وبموته انقطعت الخلافة الصورية أيضاً بمصر.

قال الزركلي في الأعلام (7/ 147):-

المتوكل الثالث (870 - 950 هـ = 1466 - 1543 م) محمد (المتوكل على الله) ابن يعقوب (المستمسك بالله) ابن عبد العزيز (المتوكل الثاني) ابن يعقوب العباسي: آخر خلفاء الدولة العباسية الثانية بمصر.

نزل له أبوه عن أعمال الخلافة سنة 914 ه، قبل دخول السلطان سليم مصر، فلما دخلها سليم (سنة 922 ه - 1517 م) قبض عليه وأخذه معه إلى الاستانة، ولم يقبض على أبيه لكبر سنه، فمكث مدة في بلاد الترك، ثم أطلقه السلطان سليم قبيل وفاته، فعاد إلى مصر.

وأجرى له كل يوم 60 درهما فأقام إلى أن توفى فيها.

وبوفاته انقرضت الخلافة العباسية بمصر وغيرها.

وكان أديبا فاضلا، له شعر. انتهى.

ولكن الأنصاري خالفهم وذكر أن الخلافة العباسية في مصر بطلت مع دخول العثمانيين إليها , وتسلطنوا بغير خلافة.

قال الأنصاري في تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب (ص 48):-

أخبرني بعض الثقات أن السلطان سليم خان لما افتتح مصر المحروسة سنة 922 وجد بها خليفة المستمسك بالله العباسي فطلبوا السلطان سليم خان على جاري عادتهم " من إبقائهم في منصب الخلافة " ويكون الأمر كذلك. فأبى السلطان سليم خان وتسلطن من غير خليفة فبطلت الخلافة العباسية الصورية من يومئذ. انتهى.

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 09:50 م]ـ

ولما سقطت

دولة المماليك في القاهرة على يد السلطان العثماني سليم الأول

1517م، قيل أيضاً أن سليم قرّب إليه الخليفة العباسي المتوكل على

الله، ومنحه بعض الإمتيازات التي أساء المتوكل استخدامها، فقرر السلطان إرساله إلى استانبول، ونظراً لمجونه واستهتاره، بحسب

الروايات، قرر سليم حبسه.

هذا الكلام عن الخليفة المتوكل الثالث المصري كذب عليه، فقد قال العصامي في سمط النجوم العوالي (2/ 257):-

وكان المتوكل فاضلاَ أديباً له شعر حسن.

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 09:54 م]ـ

قال السيوطي في في كتابه حسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة - (ج 1 / ص 244):

واعلم أن مصر من حين صارت دار الخلافة عظم أمرها، وكثرت شعائر الإسلام فيها، وعلت فيها السنة، وعفت منها البدعة، وصارت محل سكن العلماء، ومحط رحال الفضلاء، وهذا سر من أسرار الله أودعه في الخلافة النبوية حيث ما كانت يكون معها الإيمان والكتاب، كما أخرج. . . . . . دل هذا الحديث على ان الإيمان والعلم يكونان مع الخلافة أينما كانت، فكانا أولاً بالمدينة زمن الخلفاء الراشدين، ثم انتقلا إلى الشام زمن خلفاء بني أمية، ثم انتقلا إلى بغداد زمن خلفاء بني العباس، ثم انتقلا (أي الإيمان والعلم) إلى مصر حين سكنها خلفاء بني العباس؛ ولا يظن أن ذلك بسبب الملوك، فقد كانت ملوك بني أيوب أجل قدرا، وأعظم خطرا من ملوك جاءت بعدهم بكثير، ولم تكن مصر في زمنهم كبغداد، وفي أقطار الأرض الآن من الملوك من هو أشد بأسا، وأكثر جندا من ملوك مصر، كالعجم والعراق والروم والهند والمغرب، وليس الدين قائما ببلادهم كقيامه بمصر، ولا شعائر للإسلام في أقطارهم ظاهرة كظهورها في مصر، ولا نشرت السنة والحديث والعلم فيها كما في مصر، بل البدع عندهم فاشية، والفلسفة بينهم مشهورة، والسنة والأحاديث دائرة، والمعاصي والخمور واللواط متكاثرة. اهـ.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير