18ـ قلتُ للشَّيخِ: حين زرتُ الدُّكتور محمود الطناحي في مصر، أخبرته أنكم ذكرتكم في بعض كتبكم أن الزركليّ لم يترجم في أعلامه لأحد من سلاطين آل عثمانَ لعصبيته العربية، وأنكم لم تروا من نبه على هذا قبلكم، وأن الطناحيّ قال لي: سلم على الشَّيْخِ بَكْرٍ وقُل لَهُ: بلى، نبه عليه أحد الكتاب، ثم قام وأحضر كتابه وأراني الموضع، وهو كان طبع قبل الكتاب الذي ذكرتم فيه ما ذكرتم، فقالَ الشَّيْخُ وكأنه ضاق صدره بعض الشيء: واللَّه ما قرأت هذه المعلومة لأحد، وإنما هو شيء توصلت إليه ابتداءً.
قلت: سلاطين آل عثمانَ ليسوا على شرط الزّركليّ؛ إلا أن يكون مُحمَّد الفاتح.
19ـ قالَ الشَّيْخُ: كان أحمد حسن الزّيات صاحب الرِّسالة يكتب بالفرجار والمسطرة .. وكان الشَّيْخُ معجبًا بأسلوبه،
قال: له مقدمات للرّسالة من أرقى الكتابات، إذا أردت أن تعرف قيمتها فاقرأ المقدمات التي يكتبها غيره للرّسالة في بعض الأحيان.
قال الشَّيْخُ: ألقيت كلمة في أحد المحافل أفدت فيها من بعض مقدمات الزيات هذه.
20ـ قالَ الشَّيْخُ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ: قالَ لي سَماحةُ الشَّيْخِ عبد اللَّهِ ابن حُمَيْد لما رأى توافري على دراسة تراث ابن القَيِّم: ما أظن إلا أن اللَّه سبحانه قد ادّخر لك هذا الخير حين صرف كثيرًا من أهل العلم عن خدمة علمه وهيأ ذلك لك. للوراق المشهور في وقته زكي مجاهد ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ مؤلف عرف به عنوانه «الأعلام الشرقية» هو متداول بين القراء .. لكن له مؤلف آخر قَلتْ نسخه بين أهل العلم فهو يعد في نوادر المكتبة العربية عنوانه «الأخبار التاريخية في السيرة الزكية»، ذكر فيه طرفًا من ترجمته، وتاريخ عائلته، وأسفاره، ومن لقيه من الأعلام، جاء في الصفحة الثّانية والخمسين منه هذا النّص:
«الرّحلة الحجازية: وهي رحلة العمرة في مكَّةَ المكرَّمة وزيارة المدينة المنورة .. سافرت على بركة اللَّهِ من منزلي بشارع نجيب شنودة شبرا مصر القاهرة في شهر رمضانَ المُبارك سنة 1392هـ 1972 م .. وصلنا بالسَّلامة المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصَّلاة والسَّلام .. وفي ثاني يوم ذهبت إلى المحكمة الشّرعية بجوار المسجد النبويّ لزيارة قاضي المدينة الأستاذ بكر أبو زيد، وهو شاب عالم جليل واسع الاطلاع، ومِن المُشتغلينَ بالعِلْمِ وجمع كتب الحديث النبويّ والدينية، وكان زارني في مكتبتي بالقاهرة، وسلمت عليه وأهديته الجزء الرابع من كتابي «الأعلام الشرقية» ... ».
ّأشعرتَ كيف غدا الأستاذ الشَّاب ـ بعد ذلك ـ الشَّيْخ العَلَّامة ...
ـ[فهد السند]ــــــــ[31 - 08 - 09, 06:57 م]ـ
بورك فيك
ورحم الله الشيخ بكر ورفع درجته وأعلى منزلته
ونفع بتراثه العلمي المسلمين
.تملَّكه معنى عزة العالم وصيانة العلم، وإنك لتستطيع ـ غير غالط ـ أن ترد أكثر ما كان فيه الشَّيْخ من نأي عن مخالطة النَّاس، وبعد عن غشيان محافل العامة إلى شيء من هذا .. بل ربما أسرف فيه ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ فخرج به إلى بعض ما تنكره نفس من لقيهُ أول مرة ..
الحق أحق أن يتبع بدلا من منطق التبرير.
والقدوة المعصوم نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكيف كانت الجارية تأخذ بيده في سكك المدينة.
وسيرته، وسيرة أصحابه تفيض بذلك الخلق الكريم
1ـ قال لي الشَّيخ رحمه اللَّهُ: ما ندمت على شيء في شبابي ندمي على كتابين فرطت فيهما:
أ ـ كتاب «الزهد» للإمام أحمدَ رحمه الله .. كنت في مكة فمررت في طريقي على كتبي فإذا به قد عرض نسخاً من كتاب «الزُّهد» ... فقال لي الكتبي: خذ نسخة منه ولا تتركه فهو نادر وستندم على تركه فإنما وجدناه في أحد المستودعات
يجب الحذر من اسلوب تجار الكتب النادرة، فهذا من أساليبهم، ولعل هذا البائع استثناء
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 08:26 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 09:05 ص]ـ
الله أكبر ..
ما أجمل الكلام عن أهل العلم ..
ـ[عبدالعزيز العقيلي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 07:01 م]ـ
شكر الله لك اخي مصعب,
ورحم الله الشيخ بكر وغفر له, وبارك في الاستاذ عبدالله الهدلق.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[21 - 09 - 09, 08:37 م]ـ
ولكم بمثل دعواتكم وأكثر إن شاء الله.
ـ[نورالدين الساعي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:23 م]ـ
جزاك الله خيرا-ورحم الله الشيخ والمسلمين-
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[03 - 01 - 10, 08:29 م]ـ
آمين .. للفائدة
ـ[عبدالإله بن أبي عبدالإله]ــــــــ[05 - 08 - 10, 04:07 م]ـ
الله الله ... رحم الله الشيخ بكر أبو زيد
وبارك فيكم يا أحبة