[تاريخ الطبري عمدة كتب التاريخ , ونظرة في منهجه في التاريخ (للشيخ عثمان الخميس)]
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[07 - 09 - 09, 09:41 ص]ـ
[تاريخ الطبري عمدة كتب التاريخ , ونظرة في منهجه في التاريخ (للشيخ عثمان الخميس)]
إن أهم كتب التاريخ على الإطلاق هو تاريخ الطبري , وهو العمدة في التاريخ
وكثيرا ما ينقل الناس عنه.
أهل السنة ينقلون عنه ويحتجون به ,وأهل البدعة ينقلون عنه ويحتجون به
فما الأسباب التي أكسبته هذه الأهمية وجعلت هذا التاريخ يقدم على غيره من كتب التاريخ
هذه الأسباب هي
1 / قرب عهد الإمام الطبري من الأحداث (خاصة من عهد ولاية ابي بكر الصديق رضي الله عنه إلى خلافة يزيد رحمه الله)
2 / ان الإمام الطبري يروي بالأسانيد.
3 / جلالة الإمام الطبري ومنزلته العلمية.
4 / ان أكثر كتب التاريخ تنقل من تاريخ الإمام الطبري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظرة في منهج الإمام الطبري في تاريخه:
ذكرنا أن أهل السنة يحتجون بتاريخ الطبري , وأن أهل البدعة يحتجون بتاريخ الطبري كذلك. وليزول هذا الإشكال لدي البعض لابد أن نعرف منهج الإمام الطبري في تاريخه
ان الإمام الطبري لا يحدث بشيء في تاريخه إلا بالأسانيد
وقد بين الإمام الطبري في مقدمة كتابه منهجه فقال (وليعلم الناظر في كتابنا هذا , أن اعتمادي في كل ما أحضرت ذكره فيه ,مما شرطت اني راسمه فيه , أنما هو على ما رويّت من الاخبار التي أنا ذاكره فيه والآثار التي أنا مسندها إلى رواتها)
يقول الشيخ عثمان الخميس معلقا
ان الإمام الطبري القي العهدة على القارئ , لأنه قال أنا أحدث بالإسناد وأحدث من رواة أنا أخذ منهم , فأنت انظر في حالهم إن كانوا ثقات أقبل قولهم ,وأن كانوا ضعاف رد قولهم ,فالعهدة ليست علي
ولذلك يقول الإمام الطبري (فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين , مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجها من الصحة , ولا معنى في الحقيقة , فليعلم أنه لم يؤتى من قبلنا , وانما أوتي من بعض ناقليه الينا , وأنما أديّنا ذلك على نحو ما أودّي الينا)
يقول الشيخ عثمان الخميس حفظه الله
وهذا المنهج سار عليه غير واحد من الائمة في الحديث في مصنفاته مثل الإمام أحمد في مسنده والإمام الدرامي في سننه وغيرهم , فهم ذكروا لك الإسناد ولم يتعهدوا لك بإخراج الصحيح فقط. وانما تعهد الإمامان البخاري ومسلم بإخراج الصحيح في صححيهما ,والإمام الطبري لم يتعهد أن ينقل الصحيح , ولكنه تعهد أن يحدثك عمن نقل عنه ,فأنت انظر إلى الإسناد.
ثم يكمل قائلا
ونجد الإمام الطبري قد أكثر عن رجل اسمه يحي بن لوط ويكنى بابي مخنف , إذ أخرج الطبري له في تاريخه 587 رواية , وهذه الروايات تبدأ من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى خلافة يزيد بن معاوية
أي الفترة الحرجة من التاريخ
وفي كل فترة من هذه الفترات نجد لأبي مخنف رواية فيها , وهذه الروايات يعتمدها أهل البدع والزيغ ويحرصون عليها.
وابا محنف هذا رافضي خبيث جمع بين البدعة والكذب وكثرة الرواية
قال عنه ابن حبان (يروي الموضوعات عن الثقات)
وقال عنه الإمام الذهبي (إخباري تا لا يوثق به)
وكذلك نجد في تاريخه روايات عن الواقدي ,ان كان الواقدي مؤرخ كبير ولكنه غير ثقة.
ونجد روايات اخرى عن سيف بن عمر التميمي وهذا مؤرخ معروف ولكنه مشهور بالكذب
أذن العهدة على القارئ في تاريخ الطبري , لابد ان ينظر إلى الإسناد فان كان ضعيفا ترك الرواية جملة وتفصيلا
(((مفرغ من كاسيت حقبة من التاريخ للشيخ عثمان الخميس
مع تصرف يسر بما لا يغير المعنى)))