تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد كان الشيخ الميلي يقوم بتلك الأعمال جنباً إلى جنب مع الشيخ ابن باديس إلى أن توفي الأخير في 16/ 04/ 1940م،.

ورغم شدة المرض، وتزايد تأثيراته على بدنه ونشاطه في أيامه الأخيرة، فقد كان الشيخ مبارك الميلي يحاول تحدي ذلك الوضع ولو بالقيام بالحد الأدنى من الأعمال، فلم تمنعه تلك الظروف الصحية من الحضور والتواجد في "مدرسة التربية والتعليم" بقسنطينة بيوم واحد قبل وفاته، حيث نُقِل-بطلب منه- إلى ميلة ليموت بين أهله، دخل في غيبوبة فارق بعدها الحياة في يوم 9 فبراير 1945.

وشيع جنازتَه الآلاف من المحبين و الطلبة الذين قدِموا من أنحاء مختلفة من البلاد، وأبَّنَه باسم العلماء رئيسُهم الشيخ محمد البشير الإبراهمي، وباسم الهيئات الوطنية فرحات عباس زعيم حزب البيان يومها. و دُفن بجانب قبر شيخه محمد بن معنصر الميلي فرحم الله الشيخ مبارك الميلي رحمة واسعة.

و من أشهر مؤلفاته كتابه الماتع: " الشرك و مظاهره " و هو مطبوع متداول

لقد تلقى الشيخ مبارك بن محمد الميلي العلم منذ صغره على جلة

من المشاييخ و من أشهرهم:

- المصلح الزاهد محمد بن معنصر الشهير بالشيخ الميلي ت 1347 هـ: مؤدبه الأول، الذي لقّنه مبادئ القراءة و الكتابة و القرآن الكريم و الضروريّ من الفقه و علّمه بسمته الحسن و هديه الصالح الزهد في الدنيا و الإقبال على الآخرة.

- العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله " ت 1359 هـ / 1940 م": و قد كان له الأثر البالغ في حياة الشيخ مبارك، علما و عملا و صلاحا و استقامة و توجّها و سلوكا.

- العلامة الشيخ محمد النخلي القيرواني "ت 1925م " رحمه الله: أحد شيوخ شيخه ابن باديس و أشهر علماء الزيتونة الذين برعوا في العلوم النقلية و العقلية، تتلمذ عليه الشيخ مبارك لمّا رحل إلى "الجامع الأعظم" بتونس لطلب العلم.

- العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور "ت 1973م "رحمه الله شيخ الجامع الأعظم، و صاحب الكتب النافعة و التآليف القيّمة

و من أبرز تلامذته ـ و إلا فمن أخذ عنه كثر ـ:

1 - الشيخ أحمد الشطّة بن التهامي " ت 1958م " رحمه الله: تتلمذ على الشيخ مبارك ثم التحق بجامع الزيتونة و تخرّج منها بشهادة التحصيل سنة 1936 م و هو مؤسس مدرسة التربية و التعليم التابعة لجمعية العلماء المسلمين يومئذ بالأغواط و التي تسمّى باسمه الآن و توفّي تحت التعذيب من طرف فرقة المظلّيّين الهمجية التابعة للعسكرية الفرنسية و التي تسمّى بالدوب Dop .

2- الشيخ أبو بكر الحاج عيسى الأغواطي " ت 1407هـ"رحمه الله: و هو من أنبغ طلبة الشيخ مبارك و ممن تتلمذوا على شيخه ابن باديس و شاركه في التدريس، خرّيج الزيتونة و أحد الأعضاء البارزين في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و انتخب سنة 1936 م عضوا في الهيئة العليا لها.

3 - الأستاذ أحمد بن أبي زيد قصيبة " توفى 1994م "رحمه الله: درس على الشيخ مبارك ثم التحق سنة 1933م بجامع الزيتونة لغتمام تحصيله العلميّ لكنّه انقطع سنة 1939م بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، و قد شغل عدّة مناصب مهمّة في الجمعية.

أقوال أهل العلم فيه:


قال الامام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى: "حياة كلها جدّ و عمل، و حيّ كلّه فكر و علم، و عمر كلّه دروس و تحصيل، و شباب كلّه تلقّ و استفادة،و كهولة كلّها إنتاج و إفادة، و كهولة كلّها إنتاج و إفادة، و نفس كلّها ضمير وواجب، و روح كلّها ذكاء و عقل، و عقل كلّه رأي و بصيرة، و بصيرة كلّها نور و إشراق، و مجموعة خلال سديدة و أعمال مفيدة قلّ أن اجتمعت في رجل من رجال النهضات، فإذا اجتمعت هيّأت لصاحبها مكانة من قيادة الجيل، و مهّدت له مقعده من زعامة النهضة.

ذلكم مبارك الميليّ الذي فقدته الجزائر من ثلاث سنين، فقدت مؤرخها الحريص على تجلية تاريخها المغمور، و إنارة جوانبه المظلمة، ووصل عراه المنفصمة.
و فقدته المحافل الإصلاحية ففقدت منه عالما بالسلفية الحقة عاملا بها، صحيح الإدراك لفقه الكتاب و السنة، واسع الإطّلاع على النصوص و الفهوم، دقيق الفهم لها، و التمييز بينها و التطبيق لكلّيتها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير