تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بيوت العلوية في إيران.]

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:28 م]ـ

الشكر الجزيل للاخ الشريف الحنبلي.

[بيوت العلوية في إيران.]

الكاتب: إدارة موقع آل البيت يخاطب آل البيت حول العالم.

بيوت العلوية في إيران قديمة الوجود، يعود ذلك إلى زمن متقدم في تاريخ الاسلام. و تحمل أخبار التاريخ و كتب النسب كثيراً من الإشارات التي تدل على استقرار العلوية و بقائهم في تلك الديار. و ذلك الوجود لا يعني التسليم بصحة جميع البيوتات، إذ إن دعوى الانتساب إلى بيوت العلوية منتشرة منذ زمن طويل، و قد كثرت في القرون المتأخرة دعاوى الانتساب بغير وجه حق إلى تلك البيوت الشريفة في بلاد و أقاليم إيران، ومن أشهر من انتسب في الأزمنة المتأخرة ملوك الصفوية الرافضة، و هم كذبة أدعياء.

و قد أحصى شهاب الدين المرعشي القمي – من متأخرة نسابي الرافضة - عدد البيوت العلوية في رسالة له ((فهرس تصانيفه))، بعث بها إلى آغا بزرك الطهراني صاحب كتاب " الذريعة "، و أوصل في تلك الرسالة عدد البيوت العلوية في زمنه إلى ما يقرب من 400 بيت. ((انظر: الذريعة: ج 20/ 43)).

و نحن لا نملك معلومات كاملة عن مدى صحة انتساب هذه البيوت إلى بيوت العلوية، و لكننا نستطيع أن نقول في الجملة: إن من المؤكد أن بعضها يتوارث النسبة منذ زمن قديم، و لا يمنع كون بعضهم رافضة إمامية أن يصح نسبهم، فلا تلازم بين صحة النسب و صحة دين المرء، كما هو معلوم.

و من الشواهد التي تدل على ذلك:

1 - ما هو مستفيض في كتب نسب الطالبية من وجود بقايا لهم في تلك الديار. و هؤلاء لا يمكن القول بفنائهم و اندثارهم أجمعين. و من أشهر الكتب المتقدمة التي ذكرت نسب هؤلاء كتاب:" سر السلسلة العلوية " لأبي نصر البخاري، و كتاب ابن أبي جعفر العبيدلي صاحب " تهذيب الأنساب " الذي ذيل عليه ابن طباطبا، و كتاب " منتقلة الطالبية ". و من أجود الكتب التي فصلت في نسب هؤلاء كتاب " لباب الأنساب" لابن فندق البيهقي، و هو صاحب كتاب " صوان الحكمة " و غيره من المؤلفات. و قد ذكر فيه من بيوتهم و رجالهم عدداً لا بأس به، و غالبهم من أهل السنة و الزيدية. ثم كتاب الفخر الرازي المطبوع باسم " الشجرة المباركة "، و كتاب الأزورقاني المروزي الحسيني تلميذ الفخر الرازي. و مثل هؤلاء لا يتواطؤون على الكذب و التخرص، فلا ريب في وجود بيوت لهم في تلك الديار.

2 - ما ورد في " رحلة ابن بطوطة " من أن عدد الأشراف بشيراز في عهده كان 1400 ونيف.

و من أهم الأسباب التي أخفت ذكر هذه البيوت العلوية هو انتشار الرفض، فإن الرفض في أصله نبتة عجمية صريحة، و لا يجتمع الشرف والعجمة كما لا تجتمع النار مع الماء إلا أن يغلب أحدهما الآخر. و البلاد عندما كانت بأيدي أهل السنة و أمرائها و عامتها كانت البيوت العلوية معروفة، و لكن عندما تسلطن الأدعياء كالصفوية و من بعدهم ضاعت الأنساب تبعاً لضياع الأديان.

و المظنون أن بعض هذه الأسر و البيوت العلوية قد دخلت في عداد عامة الناس و تناست فيما تناست أنسابها كما تناست أديانها من قبل ..

و هنا يروج الأدعياء و يظهر الكذابون، فتفتعل الأنساب و تركب الأعمدة، وتوضع الشجرات والجرائد الباطلة، و الله المستعان


في إيران من السادة أُسر كثيرة كبيرة تستعصي على الحصر، تدعي النسبة إلى النسب العلوي. و قد تقدم في المقال السابق بيان أن أعدادهم تصل إلى 400 بيت، كما قاله المرعشي النسابة. و في هذا المقال سنتعرض لذكر بعض البيوتات المشهورة النسبة للبيوت العلوية مع ذكر طرف من أخبار الدعاوى القديمة والجديدة في أقاليم إيران، و من خلال ذلك يمكن تكوين صورة تقريبية عن أنساب العلوية في إيران.
يكاد أن يلتقي المرء في كل مدينة بل في كل قرية أسرة أو أُسر تنتسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه. بل إنّ بعض القرى – كما يذكر - كلّ أهلها من السادة، كما هو شأن (قَدَمگاه في نيشابور)، و إحدى قرى كردستان إيران!
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير