تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و هناك أُسر مشتهرة بإضافة لفظة (مِير) إلى ألقابها، فتتحصل على لقب السيادة وتنتسب إلى العلوية، مثل: مير سپاسي، ومير مغربي، ومير فِندِرسكي، وميرداماد .. ، وغيرها كثير. و جدّهم الأعلى هو السيّد أمير جائي. و قد تكلمنا في بحث " الألفاظ الدالة على الشرف والسيادة " على مدى دلالة لفظ " مير " للسيادة والشرف، فراجعه.

و لا خفاء أنّ المنتسبين للسيادة في إيران لهم تقدير واحترام خاص، غالبه ناتجٌ من سدانة الأضرحة و المزارات عند المنتمين للسيادة، و هذا الطريق من أهم أسباب حيازة الأنساب هناك. و من هؤلاء من يرتزق و يكتسب من السدانة و المشاهد، و لا يعدم هؤلاء من وضع أنسابهم بأشكال مناسبة تليق بمهام السدانة. و هذه المشاهد و الأشرحة من أهم أسباب انتشار البيوت المنتسبة للعلوية، فتجدها منتشرة حيثما وجدت المزارات و الأضرحة، بل يتعدى ذلك إلى خارج إيران، فتجد وجود أسر أخرى في مشاهد العراق.

و الناس يطلقون على الرجل منهم لقب (آقا) وعلى المرأة (بِي بِي)، حتّى لو كانوا من الطبقات الاجتماعية المتدنّية التي لا تكاد أن تعرف، و قد تطرق الموقع في بحث " الألفاظ الدالة على الشرف و السيادة " للكلام على هذا اللفظ، فراجعه.

و في مدينة مشهد أُسر من السادة يصل عدد أفراد بعضها إلى بضعة آلاف، منها: السادة الرضوية الذين يجمعهم أصل واحد بالسادة الرضوية في قم وشيراز. ومنها: أسرة (شهيدي) من أبناء الميرزا مهدي شهيدي أحد تلاميذ الوحيد البهبهاني، ويتّصل نسبه بـ (شاه نعمة الله ولي) الذي تُعزى إليه الطريقة الصوفيّة الغالية المعروفة باسم (الطريقة النعمة اللهيّة).

و في مشهد أيضاً من هذه الأسرة مَن تحمل ألقاب (الحسني) و (السجّادي) وسواها كثير.

و في قم أُسر السادة الرضوية والسادة البرقعيّة (من أبناء موسى المبرقع ابن الإمام محمد الجواد عليه السّلام). و من هذه الأسرة الشيخ البرقعي، و هو صاحب كتاب " كسر الصنم " – و هو ردٌ على كتاب أصول " الكافي " للكليني من جهة القران والعقل - أحسن فيه وأجاد، رحمه الله وعفا عنه.

و في قم أيضاً أسرة المرعشي. منهم مرعشي نجفي أحد مراجع التقليد السبعة في وقته بإيران. قال الفيلسوف عبدالرحمن بدوي:" و آل المرعشي يدَّعون الانتساب إلى الإمام الحسين بن علي. و قد كانوا يعيشون ويحكمون أولاً في شمالي العراق، ثم انتقلوا إلى مدينة الري (طهران) و إقليم مازندران، حيث كان منهم النقباء (أي رؤساء الأشراف و هم الذين يدعون أنهم من نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم). وعن طريق المصاهرة و خوض الحروب و القيام بالدعوة الدينية صاروا أمراء إقليم طبرستان من سنة 760 م إلى 1007 م، وبلغ عدد الأمراء منهم خمسة عشر أميراً، أولهم يدعى قوام الدين، ويلقب بلقب " مير بزرج " (= الأمير الكبير)، وقد بدأ حياته درويشاً، أي صوفياً، و استطاع أن يجر إليه الأتباع العديدين من عامة الشعب. و صار آل " المرعشي " متولين على ضريح الإمام رضا في مشهد. وفي عهد الصفويين عمل بعض آل المرعشي وزراء للملوك الصفويين، و تزوجوا منهم: بنات شاه عباس الثاني و شاه طهماسب الثاني و شاه سليمان و شاه سلطان حسين. و استمروا في وظيفة " متولين" على ضريح الامام الرضا في مشهد " أهـ1.

و قد انتقل بعض هذه الأسرة الآملية الأصل إلى الهند قديماً، كما أخبر عنه المرعشي النسابة في بعض تآليفه. و قد كانوا في وقت مضى يتسمون باسم " سادات بني الخليفة " بمحلة كلبار، دار السلطنة بأصفهان. قال الخوانساري في " الروضات " عنهم:" و سادات بني الخليفة إلى الآن معروفون بأصفهان، يأكلون من قليل ما بقي من بركات أوقافه الكثيرة على الخاص والعام (يعني خليفة سلطان حسين بن الميرزا رفيع الدين المترجم له) إلا إنهم غير متملكين حظاً من الفضيلة والكمال بل نصيباً من المنزلة والمال، وفي بعض المواضع الطعن على نسبهم أيضاً، كما عن بعض المناقشة في تورع أبيهم المعظم إليه عن بعض عمل الشيطان، وعن ثالث التنظر في درجة الاجتهاد، والله العالم ". أهـ 2

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير