3 تأليف محمد بن يعقوب الكليني، " نسبة إلى كُلين: قرية من قرى الري "، شيخ الرافضة في وقته، والمصنف لهم في عقائدهم الباطلة، توفي ببغداد سنة 329 هـ.
4 422 - 423.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:30 م]ـ
تقدم في الحلقة السابقة الحديث عن بيوت العلوية في إيران، و في هذه الحلقة الأخيرة من المقال، سنتحدث عن تتمة هذا الموضوع الكبير، و هو لا يزال يحتاج إلى رصد و جمع، يسر الله ذلك في المستقبل القريب ...
إنَّ الدعوى في بلاد إيران قديمة للنسب العلوي، لا يكاد يخلو جيل من الأجيال أو قرن من القرون منها، و لهذا نبه على أصول افتعال الأنساب ثقات النسابين منذ القدم، وسنلحظ في هذا المقال فائدة تنبيه أولئك النسابين والإخبارية على مواطن الدخول على انساب العلوية، وتجدد ذلك في العصور المتأخرة.
قال أبو نصر البخاري في " سر السلسلة ":" ولد محمد الباقر أربعة بنين وبنتين درجوا كلهم إلا أبا عبدالله جعفر بن محمد، إليه انتهى نسبه وعقبه، فكل من انتسب إلى الباقر من غير ولده الصادق، فهو كذاب دعي " أهـ[1]
و لقد ادعى أناس كثيرون إلى محمد الباقر في إيران، و افتعلوا له أولاداً وأعقاباً، هم فيها كاذبون دجالون، كما سيأتي معنا بيانه في طيات هذا المقال ...
إنَّ انتشار الدعوى لأنساب العلوية في إيران منذ القدم، جعل ثقات النسابين يبينون طرائق النقباء التي كانوا يتصدون بها للأدعياء في تلك الديار. فمن ذلك قيامهم بتعزير المدعين للأنساب، و كان هذا التعزير يتخذ صوراً من النكال، من أشهرها طريقتان:
1 - الجلد والضرب.
2 - حلق الشعر وكوي المدعي بالنار على جبهته!!
و قد بوَّبَ ابن فندق البيهقي في " لباب الأنساب " باباً عنون له بقوله:" باب في ذكر من حلق النقباء رؤوسهم من نواحي غزنة، و خوارزم، و نيسابور، والغرض من هذا الفصل معرفة هؤلاء حتى لا ينسب إليهم أحد، و لا ينتمي إليهم مدعي ".
و مما ذكره:" خبر رجل يقال له: أبو الحسن الحجازي، و هو عبد نوبي، ادَّعى نسب (علي بن الحسين بن زيد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد الباقر)، و شهد العدول عند الوليد بن المغيرة المكي النساب بركاب خوارزم أن هذا الرجل عبد نوبي، و كانت العلامة ظاهرة، فحلق رأسه، و وضع المكواة على جبينه " [2].
و رجلٌ آخر أصفهاني ادعى نسب (الحسين بن الحسن بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر)، فشهد العدول أنه أصفهاني مؤدب، فأخذ الرجل و حلق رأسه، و وضعت المكواة على جبينه [3].
فهذه دعاوى قديمة للنسب العلوي، في عهد ابن فندق البيهقي الذي مات في أوائل المائة السادسة، فكيف بما جاء بعده من أزمان ..
ثم ترقى الحال قليلاً، فأصبح ينسب إلى جعفر الصادق. قال ابن عنبة:" وأعقب جعفر الصادق من خمسة رجال: موسى الكاظم، وإسماعيل، وعلي العريضي، ومحمد المأمون، واسحاق، وليس له ولد اسمه " ناصر " معقب، ولا غير معقب باجماع علماء النسب. و بـ" اسفزاز"-من ولاية " هراة خراسان"-:قومٌ يدعون الشرف، وينتسبون إلى ناصر بن جعفر الصادق رحمه الله. وهم أدعياء كذابون لامحالة، وهم هناك يخاطبون بالشرف على غير أصل، والله المستعان، ويعرف هؤلاء القوم بـ"بارسا"، وكذبهم أظهر من أن ينبه عليه ". أهـ[4].
و قد علَّقَ العبيدلي الأعرجي الحسيني على كلام ابن عنبة بكلام نفيس، فقال:" أقول: انظر إلى هذه الدعوة الكاذبة كيف حصلت من هؤلاء القوم؟ مع قيام النقابة في جميع الآفاق، وضبط الأنساب في الأقطار على الإطلاق، فكيف الحال في هذه الأزمان التي بطلت بها النقابة، وفسدت الأنساب، وترى الرجل من الأشراف لا يعرف سوى أبيه وجده إلاَّ الفرد النادر الذي هو كالكبريت الأحمر، يذكر و لايبصر، قد تحصل بيده جريدة يعتمد عليها في نسبه، وهو لا يميز بين صحتها وسقمها.
و قد وقفت على كثير من تلك الجرائد الفاسدة والمشجرات الكاسدة التي لم نجد في كتب النسب صدورها، موضوعة لا يعرفها النسَّاب، ولم تذكر في مشجرة و كتاب، فذيلها أولى بالبطلان، والله المستعان، وربما أنبه على ما عثرت عليه من ذلك "
ثم ذكر بعض البيوت المشتهرة بالنسبة للعلوية في إيران، وهي غير ثابتة، فقال:
¥