تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إرواء الغليل في ضبط آيات التنزيل]

ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[05 - 05 - 09, 06:54 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد

أحبتي في الله، محبي كتاب الله، فإن أسنى المطالب لكل طالب آخرة حفظ كتاب الله تبارك وتعالى. ولست بحاجة إلى أن أذكر بفضل ذلك فهو مما لا يخفى عليكم ان شاء الله.

ولا شك أن السبيل المستقيم والمسلك القويم لحفظ كتاب الله العظيم هو ثني الركب عند المشايخ وتلقيه من أفواههم وعرضه عليهم. فقد قالوا قديما لا يؤخذ القرآن من مصحفي ولا العلم من صحفي، وإذا رمت العلم بغير شيخ ضللت عن الصراط المستقيم ...

ومن الفنون التي عنى بها علماؤنا على مر اثنى عشر قرنا متشابه القرآن حيث نظمت فيه المنظومات وصنفت فيه المصنفات. وأنفع طرق تحصيل هذا العلم وأجداها تلقيه من شيخ متقن يبثه على شكل جرعات متباعدة يحتسيها الطالب أثناء حفظه أو عرضه لكتاب الله فيرسخ بإذن الله تبارك وتعالى.

لكن قد لا يوفق الطالب الى هذا الشيخ حتى يسهل عليه ما أشكل ويضبط له ما تشابه أو قد لا يوفق الى شيخ أصلا لسبب أو لآخر وهذا جائز وقوعه في بعض بلاد الإسلام ...

وقد رأيت أن ما صنف في هذا الفن فيه خير كثير ونفائس وفرائد، الا أن الطالب الذي يجتهد في حفظ كتاب الله تعالى قد لا يستفيد منها الفائدة المرجوة حيث أنه اذا اطلع عليها جملة واحدة تفلت منه الكثير منها لكثرتها. ثم إن مواطن الخلل والإشتباه تختلف من واحد إلى آخر، فما أشكل علي قد لا يشكل على غيري والعكس بالعكس، لذلك رأيت أن الأنفع لنا أن يسأل كل منا عن المواضع التي تشتبه عليه ويتكرر فيها غلطه كيف يضبطها ويُحكم حفظها؟ فيجاب عل ذلك من طرف كل من أوتي علما في هذا المجال.

فأرجوا من الإخوة أن يدلي كل بدلوه

وفقنا الله وإياكم وجعلنا من حملة القرآن وأهله. آمين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير