تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عبارة "ملحد" يمكن أن يكون لها معنى موجِب، وآخر سالب. فهى يمكن أن تعنى أنّ شخصاً ما يرفض "الإله"، كما يمكن أن تعنى أنّ شخصاً ما -حسب تصوّر ذلك الشخص على الأقل- يعتبر نفسه مرفوضاً من قِبَل الإله. فى الحالة الأولى إلحاد يستحق اللوم (عندما لا يكون إلحاداً مُخلصاً). أمّا الحالة الثانية، فهى إلحاد الندم، أو إلحاد الكفّارة. فى الحالة الأخيرة، يمكننا القول أنّ المتصوّفة فى "ليل الروح" هم "مُلحدون"، وأنّ المسيح نفسه على الصليب، كان "ملحداً"، بلا إله.

هنالك كلمات للأم تيريزا ماكان أحد يظنّ أنّها لها:

"يقولون أنّ الناس فى الجحيم يعانون ألماً أبديّاً بسبب فقدانهم للإله ... فى داخل روحى أشعر بألم الفقدان هذا، وبأنّ الإله لا يريدنى، وبكون الإله ليس إلهاً، وبكون الإله ليس موجوداً فى الحقيقة. عيسى، أرجو المغفرة على الإساءة."

ولكنّ الشخص يدرك الطبيعة المختلفة، للتضامن وللتكفير، ولإلحادها هذا:

"أتمنّى العيش فى هذا العالم البعيد جدّاً عن الله، والذى يتّجه مبتعداً بشدّة عن نور المسيح، كى أساعدهم، ولكى أحمل على عاتقى عنهم شيئاً من معاناتهم."

الدلالة الواضحة على أنّنا أمام إلحاد ذو طبيعة مختلفة جدّاً، هو تلك المعاناة التى لا تُحتمل، والتى يتسبّب بها للمتصوّفة. الملحدون العاديّون لا يُعذّبون أنفسهم بسبب عدم وجود الإله.

لقد وصل المتصوّفة إلى مسافة خُطوة واحدة من عالَم أولئك الذين يعيشون بلا إله; لقد مرّوا بتجربة التشويش الناجم عن إلقائهم بأنفسهم نحو الأسفل.

ومرّة أخرى، فالأم تيريزا التى كتبت لأبيها الروحانى: "لقد كنت عند حافّة النُطق بِ-لا- ... أشعر وكأنّ شيئاً سينكسر فى داخلى يوماً ما ... صلّى لأجلى لكيلا أرفض الإله فى هذه الساعة. أنا لا أريد أن أفعل ذلك، ولكنّنى خائفة من أنّنى قد أفعل ذلك."

ولهذا السبب، فإنّ المتصوّفة هم المنصِّرون المثاليّون فى عالم ما بعد الحداثة، حيث يعيش الفرد وكأنّ الإله غير موجود.

إنّهم يذكّرون الملحدين الأمناء بأنّهم ليسوا "بعيدين عن مملكة الإله"، وأنّه سيكفيهم فقط أن يقفزوا حتى يجدوا أنفسهم فى جانب المتصوّفة، عابرين من "اللاشيئيّة" إلى "الكلّيّة".

لقد كان "كارل رانر" مُحقّاً عندما قال: "مسيحيّة المستقبل ستكون إمّا صوفيّة، أو لا تكون على الإطلاق."

بادر بايو، والأم تيريزا، كانوا بمثابة التأكيد على تلك السمة من سمات العصر.

يجب ألاّ "نُضيع" القدّيسين باختصارهم فى “موزّعى بركات”، أو كأمثلة فقط ليُحتذى بها.


رابط الموضوع الأصلى باللغة الإنجليزية: http://www.ncregister.com/site/article/3762

ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[20 - 09 - 09, 12:58 ص]ـ
بارك الله فيكم و اثابكم خيرا كثيرا و عيدك مبارك و كل عام و انت بخير ...

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - 09 - 09, 06:40 ص]ـ
بارك الله فيكم يا شيخنا الكريم
و كل عام و انتم بخير.

ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 09 - 09, 08:15 ص]ـ
بارك الله فيك على نقل هذه المقالات

وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

ـ[مؤيد السعدي]ــــــــ[20 - 09 - 09, 10:09 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله معلومات قيمة جدا اول مرة أسمع بها

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - 09 - 09, 06:41 م]ـ
بارك الله فيكم
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
و كل عام و انتم بخير.

ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 09:28 م]ـ
جزاك الله خير أخي و بارك بك

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - 09 - 09, 09:34 م]ـ
بارك الله فيكم
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[25 - 09 - 09, 11:51 م]ـ
جزاك الله خيرا و بارك فيك،
بانتظار المزيد

بدأت الحركة الوطنية لتحرير الهند في أحضان الحركة الإسلامية وقد أزعجت الاستعمار البريطاني هذه الخطوة فعمد إلى القضاء عليها بأسلوب غاية في المكر والبراعة نحى بها المسلمين عن قيادة الحركة الوطنية وأسلمها إلى الهندوس، ...
معلومة عرفتها وفوجئت بها للمرة الأولى بعدما سمعتها من الشيخ عبدالعزيز الهده رحمه الله

ومرّة أخرى، فالأم تيريزا التى كتبت لأبيها الروحانى: "لقد كنت عند حافّة النُطق بِ-لا- ... أشعر وكأنّ شيئاً سينكسر فى داخلى يوماً ما ... صلّى لأجلى لكيلا أرفض الإله فى هذه الساعة. أنا لا أريد أن أفعل ذلك، ولكنّنى خائفة من أنّنى قد أفعل ذلك."
ولهذا السبب، فإنّ المتصوّفة هم المنصِّرون المثاليّون فى عالم ما بعد الحداثة، حيث يعيش الفرد وكأنّ الإله غير موجود.
سبحان الله!!

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - 10 - 09, 02:05 ص]ـ
تسلموون
بارك الله فيكم

ـ[ابو حمدان]ــــــــ[18 - 10 - 09, 12:57 ص]ـ
نعم سبحان الله.

ـ[هشام جبر]ــــــــ[22 - 10 - 09, 08:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه المعلومات القيمة
ولي سؤال عن شخصية تاريخية: خمارويه بن أحمد بن طولون
حيث يدرس كدرس من دروس القراءة مادة اللغة العربية بالصف الثاني الإعدادي بوزارة التربية والتعليم بمصر
والدرس يمجده، وجاءني طالب ببحث عنه يقول بأنه كان شاذا وفاسدا وخرب الدولة، برجاء توثيق المعلومة للأهمية
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير