ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[12 - 10 - 09, 03:44 م]ـ
بل الظاهر أن الاختلاف يعود إلى المصنف نفسه، ومقدمته تدل على ذلك
وتعدّد نسخ الكتاب الواحد أمر مشهور، كما هي حالنا اليوم حين نصدر الطبعات للكتاب بزيادة وتغيير وتصحيح
واتهام النساخ بإفساد الكتب - مع كثرة ترديد الناس له - هو أشبه بالكلام الإنشائي، لأن الناسخ يعمل لكسب رزقه، وليس لديه الوقت ولا العلم اللازم لإفساد الكتب التي ينسخها، ولا المصلحة!
وقد يقفز سطراً أو يصحّف كلمة، أو يدخل حاشية في متن، ولكن بحسن نيَّة
أما التحريف المتعمَّد وإفساد الكتب فلا يقوم به ولا له إلا أناس من أهل العلم لهم أغراض وأهواء
وأما النص أعلاه:
فإما أن يكون صحيحاً أضافه المصنف في نسخة لاحقة أو حذفه من نسخة سابقة، ولم يتناقله الناس لعدم وجوده في النسخ التي بأيديهم
كما رأيت في بحث الدامغ أعلاه، فقد خفي عليه هذا النص المهم، مع أنه يشكو من قلة المعلومات عن تلك الدولة
أو أن يكون حاشية أدخلت إلى المتن بحسن نية
وأما سوء النية فلا أرى مسوّغاً له
هذا من جهة السند
وأما من جهة المتن فيلاحظ أن سكان الأفلاج والخرج والوشم وسدير لم يتغيروا كثيراً عما كانوا عليه، حتى على افتراض أن بعضهم هاجر إلى مصر في زمن تلك الدولة
ولا يزال الأفلاج - وهو معقل الدولة الأخيضرية - عامراً بالقبائل القيسية دون التميمية، كما كان في الجاهلية والإسلام
وافتراض صحة النص ليس معناه تفسيره بالهجرة الجماعية، ولا الربط بين الهجرة وعقيدة الدولة (وهي زيدية)، بل تكون الهجرة لأسباب اقتصادية في الغالب، وكلام ناصر خسرو يدل على فقر ذلك الأقليم في عصره
وليس في النص (إجلاء) بل (جلاء)
وأشكركم على الإفادة بهذا النص النادر
ـ[أبو البركات]ــــــــ[18 - 10 - 09, 10:52 ص]ـ
استاذي خزانة الأدب
هل بن حوقل يكتب على ما يطلع عليه من سفراته أم أنه يجمع من الآخرين المعلومات بدون تنظيم أو ضبط وتحقيق.
فقد ذكر أنه أخذ من الأصطخري وخرداذبه!! وقدامة بن جعفر الكاتب!
يبدو أن نسخ بن حوقل فعلا فيها لبس واختلافات كثيرة ولعل السبب هو كثرة نقله من الآخرين بدون تحقيق او ضبط
فمثلا سوف تجد غير هذا النص أيضا موجود في طبعة "صورة الأرض" وغير موجود في طبعة "المسالك والممالك"
فمارأيك بهذا الكلام الذي هو موجود في طبعة "صورة الأرض" و "الممالك والمسالك" بشان أرض سبأ: (وبها دابة تدعى العدار بلغني انها تطلب الإنسان فتقع عليه!!!، وإن اصابت منه تلك الدابة جرحا تدوّد جوف الإنسان فانشق!!!)
وكذلك ذكر ابن خرداذبه في كتابه المسالك والممالك وهو ممن يرجع ابن حوقل اليه كلام مضحك جدا لمن قرأه مثل:
- أن في سرنديب ناس عراه طولهم أربعة أشبار ... يتسلقون الأشجار بأيديهم وبدون استخدام أرجلهم؟!!
-وفيها ناس بيض يلحقون المراكب سباحة والمركب في سرعة الريح
-وفيها حيات تبلع الفيل؟!
-ومراة الاسكندرية تعكس لك القسطنطينية؟!
وغيرها كثير.
ماهذا الكلام الذي يشبه الأفلام الخيالية والوحوش التي تهاجم البشر وتعديهم بالأمراض والدود!
نرجع إلى بن حوقل:
في صوروة الأرض تكلم عن الأخيضر وأنه دخل اليمامة سنة 232 هـ مع ان التاريخ مخالف لمن تكلموا عن تاريخ ظهور الأخيضر، فقال في ص 58 من "صورة الأرض":
(وصادف ذلك دخول محمد بن يوسف الحسنيّ الأخيضر اليمامة، وانقشاع أهلها من جوره إلى أرض مصر والمعدن في آلاف كثيره، فغلبوا على من كان بها من أهل الحجاز لسنتهم وفورهم، وتكامل بالعلاقي قبائل ربيعة ومضر وهم جميع أهل اليمامة في سنة ثمان وثلاثين ومائتين) اهـ
طبعا هذا الكلام ماقبله وما بعده لا يوجد في طبعة ليدن طبعة بريل بعنوان "المسالك والممالك"
(ابتسامتين)
طالما هذه النسخة او هذه الطبعة أو الحاشية المقحمة أو ايا كانت .... مصّرة على مسألة ان أهل اليمامة انتقلوا إلى مصر!
فهل تم ذكر هذه الحادثة من قبل البلدانيين من بعد بن حوقل؟
بواسطة خزانة الأدب
واتهام النساخ بإفساد الكتب - مع كثرة ترديد الناس له - هو أشبه بالكلام الإنشائي، لأن الناسخ يعمل لكسب رزقه، وليس لديه الوقت ولا العلم اللازم لإفساد الكتب التي ينسخها، ولا المصلحة!
وقد يقفز سطراً أو يصحّف كلمة، أو يدخل حاشية في متن، ولكن بحسن نيَّة
أما التحريف المتعمَّد وإفساد الكتب فلا يقوم به ولا له إلا أناس من أهل العلم لهم أغراض وأهواء
لا يعني الناسخ هو من من ينسخ فقط ... فربما يكون الناسخ عالم وجغرافي مثلا فيدون معلومات ويضيف تعليقات حسب مايجده ثم يفرغها من جديد مع تحقيقها وضبطها أو يتركها بدون مراجعة فيأتي من بعده ويعتمدها بتعليقاته وحواشيها وهكذا
وبصراحة جميع طبعات المسالك لابن حوقل لا أدري كيف حققت؟! فلا نجد مقدمة تصف هذه المخطوطات او النسخ في مطبوعات المسالك والممالك لابن حوقل وكيف وجدت وكيف عرفت أنها لابن حوقل وكيف عملت طباعتها وماهي الإختلافات ... حتى في الطباعة المتأخرة بإسم "صورة الأرض" اقصى شيء قالوه أنهم سيعيدون طبع الكتاب من طبعة ليدن! (واحمدوا ربكم).
¥