تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عناية أشراف الحجاز الحسنيين بأنسابهم والمؤلفات التي اعتنت بتدوينها]

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 11:03 م]ـ

عناية أشراف الحجاز الحسنيين بأنسابهم والمؤلفات التي أعتنت بتدوينها

كتبه الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير

إِنَّ ?الحمدَ ?للّهِ ?نحمدُه ونستعينهُ ?ونستغفرُه ?، ?ونعوذُ ?باللَّهِ ?من شُرور أنفسِنا، ?ومن سيِّئاتِ ?أعمالِنا، ?مَنْ ?يهدهِ ?اللَّهِ ?فلا مُضِلَّ ?له، ?ومنْ ?يضلِلْ ?فلا هاديَ ?له، ?وأَشهد أنْ ?لا إله إلا اللَّه وحده لاشريكَ ?له، ?وأَشهدُ ?أَنَّ ?محمدًا عبدُهُ ?ورسولُه.?

أما بعد: ?فهذا بحث كتبته عن عناية أشراف الحجاز الحَسنيين بأنسابهم، و المؤلفات التي اعتنت بتدوينها، مع بيان المطبوع والمخطوط منها، وقد استللته من كتابي: «?الإشراف على المعتنين بتدوين أنساب الأشراف» ? الطبعة الثانية ليستفيد منه قراء موقعنا: «?أشراف الحجاز www.al-amir.info (http://www.al-amir.info/) » ، وسميته: «??عناية أشراف الحجاز الحسنيين بأنسابهم، والمؤلفات التي أعتنت بتدوينها «?، راجيًا من الباري الكريم أن ينفع به.

فأقول وبالله التوفيق: إن الأشراف في ?الحجاز في ?المملكة العربية السعودية ?أصحاب عناية قوية بحفظ وضبط وتدوين أنسابهم منذ القرون الأولى من الإسلام، ?وأسوتهم في ?ذلك عناية جدهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ? بنسبه، ?قال البخاري (ت 256?هـ) ?في ?باب من أحب أن لا ?يُسب نسبه، ?بإسناده عن عائشة -?رضي ?الله عنها - ?قالت: «?استأذن حسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ?في ?هجاء المشركين قال: «?كَيْفَ ?بِنَسَبِي»، ?فقال: ? حسَّان لأسُلنك منهم كسل الشعرة من العجين» (1).?

وقد لمسنا أثر ذلك في ?الآباء والأجداد الذين كانت بحوزتهم المشجرات ?والوثائق، ?فضلاً ?عن كتب الأنساب والتاريخ التي ?عُنيت بحفظ وتدوين أنسابهم وتاريخهم من القرن الأول إلى ?يومنا هذا، ?ولقد لاحظ المستشرق شارك (ت1281هـ) عناية أشراف الحجاز بأنسابها، فقال: «أشراف الحجاز عمومًا، ومكة على الخصوص ينظرون إلى أنفسهم، ويُنظر إليهم، على أنهم الأحفاد الحقيقيون للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن نسبهم هو الأكثر أصالة، والأكثر توثيقًا. ولما لم يكن في الشرق أحوال مدنية فإن أشجار النسب تقوم مقامها، وتحفظ الأنساب بعناية كبيرة؛ لذلك يوطد الأشراف نسبهم بمستندات مؤكدة، إنهم مقسمون اليوم إلى فروع متعددة، لا يسمح دخول الغرباء فيها» (2)، وهذا ما لمسه أيضًا المستشرق أرندنك في ?عناية أشراف الحجاز الفائقة في ?ضبط أنسابهم، ?فقال: «?وقد حُفظ النسب على أنقى صورة في ?غربي ?جزيرة العرب «(3).

قال الفقيه المؤرخ السمهودي المدني (ت 911هـ): «?لم تزل أنساب أهل البيت النبوي ?التي ?إليها ?يعزون على تطاول الأيام مضبوطة، ?وأحسابهم التي ?بها ?يتميزون على تداول الأقوام عن الخلل [?محفوظة] ? (4) وقد قيظ الله لهم من ?يقوم بتصحيح اتصالاتهم في ?كل زمان من علماء الأمة، ?ومن ?يعتني ?بعلم تفاصيل شعبهم من الأئمة خصوصًا من كان من الطالبيين والمطلبين، ?ومن ظهرت بركات الدعوة النبوية فيهم من نسل البتول والمرتضى من بني ?السبطين وفروع الحسين، ?فقبائلهم العارية عن عار الدخيل متكاثرة، ?وبيوتهم السالمة من تطرق الغمز إليها متوافرة، ?يأثرها الخلف عن السلف، ?ولا ?يمترون فيمن حاز منهم نسبه الشريف من أن وسامته على وجوههم لائحة، ?ونفحات أرجه من عرفهم فائحة، ?ومن ?يقل للمسك أين الشذا؟ أكذبه في ?الحال من شمه «? (5)، ?وبنحوه قال الفقيه الهيتمي (973هـ) (6).

وقال العلامة المؤرخ حمد الجاسر (?ت 1421?هـ): «?لعل أبرز جانب استمرت العناية به تزداد وتقوى من علم الأنساب مايتصل بآل النبي ?فقد عني ?كثير من العلماء والمتشيعين لهم -رضوان الله عليهم - ?عناية تمثلت في ?كثرة المؤلفات والمشجرات التي ?لا تدخل تحت الحصر لكثرتها منذ أن ألَّف ?يحيى بن [?الحسن] (7) بن جعفر العقيقي) 214 - 277هـ (?كتابه: «?أنساب آل أبي ?طالب» ? (8) إلى عصرنا «اهـ (9).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير